أكد علماء اليمن أن ما يجرى في صعدة هو تمرد مسلح خرج فيه مجموعة من المواطنين بالسلاح على الدولة متجاوزين كل الثوابت الدينية والوطنية ومعززين تمردهم بأفكار غريبة على مجتمعنا اليمني المسلم تخالف الكتاب والسنة واجماع الأمة وتعادي أصحاب رسول الله عليه الصلاة والسلام ورضى الله عنهم اجمعين، الذين أوصلوا إلينا هذا الدين، وأناروا لنا السبيل، ويجعلون ولاية المسلمين حكراً على سلالة معينة، وفي ذلك تعطيل لمبدأ الشورى في الإسلام، كما أن في دعوتهم إثارة للنعرات الطائفية والمذهبية. ووجه العلماء في بيان صدر في ختام أعمال مؤتمرهم الذي عقد في صنعاء للفترة من 15 17 مايو الجاري، نداء إلى متمردي صعدة منحوهم فيه فرصة أخيرة لإلقاء السلاح وترك التمرد والعودة إلى منازلهم كبقية المواطنين ولهم ضمان رئيس الدولة وعلماء اليمن، وفي حال عدم الاستجابة لهذا النداء فإن الواجب الشرعي يحتم على الدولة قتالهم لكف شرهم واستئصال فتنتهم، ويجب على جميع أبناء اليمن الوقوف صفاً واحداً ضدهم، ولا يجوز لأحد ان يعينهم بأي نوع من أنواع العون. وأشار البيان إلى أن أفعالهم تلك قد أدت إلى خروج عن الجماعة وشق لعصا الطاعة، ومنابذة لكل ما أجمعت عليه الأمة وتجاوز لذلك التحذير النبوي الصارم، وإن من واجب العلماء إنكار المنكر وتقويم المعوج والأخذ على أيدي السفهاء دون محاباة أو مجاملة ودون تباطؤ أو تلكؤ. وقال بيان العلماء:لقد اتضحت صورة التمرد ومرتكزاته الفكرية والعقائدية، وترجم ذلك إلى ممارسات عملية، من إعلان للحرب، وقتل للأنفس البريئة من الجيش والأمن وعامة المواطنين، واستعداء للأجنبي لانتهاك سيادتنا، والتدخل في أرضنا ومصادرة قرارنا، كما هو حاصل في كثير من دول عالمنا الإسلامي، ولقد حملت قيادتنا السياسية العلماء المسئولية، وفوضتهم فيما يرونه مناسباً، وهي ثقة يجب ان تتحقق قولاً وعملاً، بعد أن قامت بما عليها من حوار مباشر، ولجان للوساطة من مختلف الشرائح الاجتماعية وعفو عام، وتعويض لما فقدوه وبناء لما تهدم من منازلهم بسب فتنتهم، وأتاحت الفرصة لهم لأن ينشئوا كياناً حزبياً من خلاله يعبرون عن آرائهم ويتوصلون إلى ما يهدفون إليه من غايات سواء في الوصول إلى الحكم أو تغيير ما يرونه من منكرات، في إطار مرجعيتنا الإسلامية والدستورية والقانونية ونظامنا الجمهوري. ومن خلال ما طرح من أبحاث ومناقشات ومداخلات خرج العلماء بالمقررات والتوصيات التالية: 1- تجريم كل فعل فيه خروج على الدولة وإشهار السلاح المؤدي إلى سفك الدماء وإزهاق الأرواح وإهلاك الأموال. 2- ضرورة الرجوع عند التنازع إلى الكتاب والسنة والتسليم لحكمهما والانصياع لمقرراتهما. 3- حرمة الخروج عن الجماعة وشق عصا الطاعة وإثارة الفتن مهما كانت المبررات والدواعي. 4- اعتماد القنوات الشرعية والقانونية للتعبير عن الرأي، والمطالبة بالحقوق والتظلم من أي تجاوز قد يقع. 5- يجب على قادة التمرد وأتباعهم العودة إلى جادة الصواب والقاء السلاح وترك التمرد والبغي على الأمة وتسليم أنفسهم ومن معهم حقناً لدمائهم ودماء غيرهم. 6- كما يجب على الدولة ان تعالج تلك الفتنة بحكمة، كما ابتدأت ، وأن تخفف من معاناة من وقع تحت وطأتها من الجرحى والمشردين، حتى يعودوا إلى منازلهم آمنين. 7- كما يدعو العلماء يحيى الحوثي للعودة إلى وطنه وترك استعداء الدول الاجنبية وقلب الحقائق والتعريض بمجتمعه عند من يستغلون الأحداث لإنتهاك سيادة المجتمع وأمنه واستقراره. 8- لا يمكن لأي مجتمع ان تستقر أوضاعه ويتماسك بنيانه إلا بطاعة ولاة الأمر وتحقيق ما يجب عليهم شرعاً نحو مجتمعهم، وفق مقررات الشرع والدستور والنظم والقوانين النافذة، المنظمة للعلاقة بين الحاكم والمحكوم. 9- يؤكد العلماء على ضرورة تجفيف منابع الأفكار المنحرفة والمناهج الضالة وربط شباب الأمة بعقيدتهم الصافية ومنهجهم القويم. 10 وجوب إجتثاث أي فتنة من جذورها بعد معرفة أسباب نشوبها وإقامة الحجة على أهلها. 11 كما يجب على علماء الأمة إسداء النصح لولاة الأمر، ولكل فرد من أفراد المجتمع، وأن يتركوا التعصب بكل أشكاله وأنواعه في سبيل وحدة الأمة وتماسكها وأمنها واستقرارها. 12 ويشيد العلماء بمواقف أبناء القوات المسلحة والأمن الذين يقومون بواجبهم الديني والوطني في حماية الوطن ووحدته وأمنه واستقراره ويقدر لهم العلماء ما قدموه من تضحيات جسيمة. 13 كما يجب على الدولة حماية عقيدة الأمة وأخلاقها وقيمها وإزالة المنكرات وإقامة الحدود الشرعية سداً لذرائع المتقولين، وقياماً بالواجب المناط بها. 14 كما يجب على قادة الفكر توعية شباب الأمة وتوجيههم التوجيه السليم، وحمايتهم من كل فكر ومنهج منحرف وتضمين المناهج الدارسية ما يجب على المسلم تعلمه في أمور دينه ودنياه تحصيناً للناشئة من كل انحراف. 15 حرمة الاعتراف بأي فكر أو منهج أو مذهب يخالف الكتاب والسنة ويصطدم مع ثوابت الأمة ومع المذاهب المعترف بها التي تلقتها الأمة بالقبول. 16 يوجه العلماء نداء إلى المتمردين يمنحونهم فيه فرصة أخيرة لإلقاء السلاح وترك التمرد والعودة إلى منازلهم كبقية المواطنين ولهم ضمان رئيس الدولة وعلماء اليمن، وفي حالة عدم الاستجابة لهذا النداء فإن الواجب الشرعي على الدولة قتالهم لكف شرهم واستئصال فتنتهم، ويجب على جميع أبناء اليمن الوقوف صفاً واحداً ضدهم، ولا يجوز لأحد ان يعينهم بأي نوع من أنواع العون. 17- لقد كلف المؤتمر لجنة من أعضائه لمتابعة تنفيذ قراراته وتوصياته، وسيظل المؤتمر في حالة انعقاد دائم حتى يقضى على التمرد وتعود الأحوال إلى ما كانت عليه قبله.