احتفل الشعب اليمني أمس الثلاثاء بالعيد الوطني السابع عشر للجمهورية اليمنية، في وقت تشهد اليمن إنجازات سياسية واقتصادية وإستراتيجية لامست بأبعادها المختلفة كل متطلبات بناء الدولة اليمنية الحديثة وبنظام ديمقراطي رائد وحضور فاعل لليمن الموحد على المستويين الإقليمي والدولي. إن الوحدة اليمنية وفقاً لتلك الاعتبارات لم تكن استحقاقاً تاريخياً للشعب اليمني فحسب، ولكنها مثلت إطاراً رائعاً لعملية واسعة النطاق من الإصلاحات السياسية والاقتصادية المجسدة للمبادئ التي قامت عليها الدولة اليمنية العصرية بفضل الوحدة المباركة التي اقترنت بانتهاج نظام سياسي يقوم على الديمقراطية والتعددية السياسية والحزبية وصيانة الحقوق والحريات العامة والمدنية التي كفلها الدستور والقانون. وبهذه المناسبة العظيمة وفي أجواء فرائحية شهدت محافظة إب يوم أمس فعاليات الاحتفال الجماهيري بحضور فخامة رئيس الجمهورية وكبار المسئولين في الدولة وأعضاء مجالس الوزراء والنواب والشورى وقادة الأحزاب والتنظيمات السياسية ومنظمات المجتمع المدني والشخصيات الإجتماعية وقادة القوات المسلحة والأمن وأعضاء السلك الدبلوماسي المعتمدين. وبدأت فعاليات المهرجان الكرنفالي والشبابي بمشارك«6000» مشاركا من شباب وزهرات اليمن من مختلف محافظات الجمهورية في عرض اوبريت "نقوش الاحفاد في أعراس الوطن الأخضر. وتضمن الأوبريت لوحتين الأولى، مغناة بعنوان «نقوش الاحفاد»، من كلمات عبد القادر البناء ، جميل الكامل، صادق الابيض وابو الفضل عباس، والالحان والتوزيع الموسيقي للفنان أحمد بن غودل ، سيناريو واعداد خالد الكريزي، اشراف ومتابعة عبد الحكيم مقبل، مراجعة وتصحيح عباس الديلمي أخراج تنفيذي سلمى الظاهري واخراج المرحوم فريد الظاهري .. فيما حملت اللوحة الشبابية عنوان أعراس الوطن الأخضر. وشملت مغناة «نقوش الأحفاد» سبع لوحات، تاريخية ، زراعية ، مغتربين، ،فلكلورية ،منجزات ،وحدة ، ولوحة الإخاء وجيل المستقبل، التي قدمت باللغتين العربية والإنجليزية. وبدأت اللوحة الزراعية فقراتها بعمل المزارعين مع الغناء والحرث، دعت المغتربين للتمسك والتشبث بالأرض وزراعتها بدل من الاغتراب . واستعرضت اللوحة مراحل الزراعة ومواسمها المتعارفة في اليمن «العونة، التلام ، التمطيرة، والعلان»، وكذا خبرة اليمنيين المتراكمة في هذا المجال.. وأكدت عمق العلاقة الحميمية التي تربط الإنسان اليمني بأرضه منذ فجر التاريخ. وحاكت اللوحة الثالثة «خصوصية إب« وهي لوحة فلكلورية تكونت من ثلاثة مقاطع تبدأ بروح اغنية «النادرة وبعدان»، على إيقاع البرعة البعدانية وبرعة السدة. وانتقل العرض المغنى إلى لوحة المنجزات عبر اغنية "البالة، وعرجت بعبارات شعرية جزلة على اهم المنجزات والمكاسب الوطنية التي تحققت منذ قيام الوحدة اليمنية، منها التعددية السياسية والحزبية والنهج الديمقراطي واستقلال القضاء، والبناء والتنمية والدور الذي باتت تلعبه المرأة في المجتمع وغيرها من المنجزات. اما اللوحة الخامسة التي حملت اسم «الوحدة» فتضمنت رقصات شعبية من ستة محافظات هي «صنعاء، حضرموت، إب ، تعز، عدن والحديدة»، رقصوا على ايقاعات غنائية متعددة الالحان لتؤكد في محتواها على اهمية وعظمة المنجز الوحدوي في تاريخ اليمن الحديث. وجسدت لوحة الإخاء عمق التلاحم الذي يربط اليمن بأشقائه في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وسلامة النهج في معالجة مشاكله مع جيرانه وإستثمار علاقته معهم بما يخدم المصالح الاستراتيجية العليا للجانبين، مصحوبة بايقاعات خليجية من الدول الخليجية الست. وتطلعت الكلمات في محتواها إلى إندماج يمني خليجي في ظل الخطوات والمساعي الخيرة للقيادات السياسية في الجانبين . وتوج ختام مغناة «نقوش الاحفاد» باللوحة السابعة جيل المستقبل التي قدمت باللغتين العربية والانجليزية وعبرت عن روح الامل والتفاؤل لدى جيل الغد ممن يتطلعون إلى مستقبل اليمن المشرق في تحقيق امالهم وتطلعاتهم. وأختتمت المغناة بقفلة حملت في مضمونها رسالة سلام ومحبة الى العالم رسمها طلائع المستقبل من يمن الإيمان..ودعوا فيها إلى إنهاء الحروب والصراعات والإرهاب وتحقيق التعايش السلمي بين الشعوب ... كما ذكرت العالم بتاريخ اليمنيين الذين كانوا اول من حمل مشاعل العلم والمعرفة ونشر مبادئ السلام والتعايش الخلاق بين الشعوب الانسانية في أصقاع العالم قاطبة. أما اللوحة الثانية أعراس الوطن الأخضر فرسم من خلالها الزهرات والشباب ملامح اليمن الجديد المفعم بالإنجازات المتوالية، والنهوض المواكب للتطورات الحديثة والرسالة التي تنتهجها اليمن في سبيل الدفاع عن قضايا الامة العربية والاسلامية قاطبة، ومكانتها الاقليمية والدولية المشرفة التي تحظى بها نظرا لسياستها المتوازنة..كما جسد الشباب من خلال والزهرات عبر ما رددوه من شعارات أهمية المناسبة وعظمتها. هذا وقد أختتم المهرجان الجماهيري والشبابي والإستعراضي والكرنفالي الكبير بالسلام الجمهوري.