في الوقت الذي يسعى علماء الأمة والقوى الخيرة إلى توحيد الصف والكلمة والرؤى في القضايا الهامة وذات الأولوية تسعى في نقيض ذلك العديد من القوى السياسية وغيرها إلى فتح باب الجدل حول قضايا ومسائل ليست قابلة للجدل السياسي كونها محسومة سلفاً بنصوص ثابتة ليست مدعاة للنقاش والحوار السياسي خاصة تلك القضايا ذات العلاقة بالدين الإسلامي وشريعته السمحاء. وفي هذا السياق برز على السطح في بلد الإيمان والحكمة سيما في الاسبوع المنصرم الخوض في مسألة حق الولاية على مائدة مستديرة التف حولها ثلة من غير المعنيين باستثناء شخوص هم على علاقة وطيدة بها ودار النقاش حول احقية الرجل أو المرأة في الولاية وتحدث خلالها ونشر عنها الغث والسمين، وبعيداً عن هذه الأحقية وغيرها فيما اذا كانت للبطنين أو الظهرين أو الرجلين ذهب محمد عبدالملك المتوكل -الأمين العام المساعد لحزب اتحاد القوى الشعبية إلى اختلاق مسألة جديدة محسومة سلفاً دون اي نقاش وليست بحاجة إلى سفصطائيته السياسية حيث ذهب إلى المطالبة بعدم اشتراط ان يكون الحكم أو الولى أو الرئىس في اليمن مسلماً وقال في مقال له نشرته احدى الصحف المحلية معنوناً ب«صراع البطون» حيث قال فيه «وبما ان الولاية العامة لم يعد من يتولاها مسؤولاً عن الإجتهاد والتشريع أو ادارة الحكم خارج إطار المؤسسات التشريعية والتنفيذية والقضائية ولم يعد هناك داع لشرط الإسلام» ومطالبته ايضاً بأن ينص الدستور اليمني بوضوح على حق كل مواطن ذكر أو انثى مسلماً أو غير مسلم في تولي الولاية العامة ليتفق بذلك مع ما طرحه الصريع حسين الحوثي في حق الولاية وعدم وضوح الدستور. إلى ذلك اعتبر الشيخ حمود الذارحي احد القيادات البارزة في حزب التجمع اليمني للإصلاح ان الولاية في الإسلام شورى وان القول بأنها في البطنين أو الظهرين بدع. وقال في حديثه مع «أخبار اليوم» مساء أمس معلقاً على ما ذهب إليه المتوكل اين نحن من القول «وأولى الأمر منكم» وهنا مخاطبة للمسلمين اي اولى الامر من المسلمين وليس من «نيكا راجوا» وهذا الذي استغل الحدث وظن انه لم يعد يشترط الاسلام فهو يأتي بمقولات قد اكل الزمن عليها وشرب فالأمة عائدة للإسلام عودة كبيرة والبشرية كلها اصبحت في حاجة ماسة إلى الإسلام معتقداً ان قول المتوكل لا يغير في الواقع شيئاً لأن المجتمع المسلم لا يفرز إلا والياً مسلماً وان حديث المتوكل ما هو إلا في رأسه. واشار الشيخ الذارحي إلى ان الدستور نص على ان يكون الوالي محافظاً على الشعائر الدينية في مجتمع مسلم ليس عنده لا أقليات ولا أقباط، مستغرباً من الخوف في شيء محسوم كون الشعب اليمني مسلماً «100%»، مؤكداً بأن الحديث عن هذا الشيء سفصطة يسعى من خلالها المتوكل إلى ادخال الناس في مشاكل جانبية. ووجه الشيخ الذارحي نصيحة لمن يخوضون في مثل هذه الأشياء حيث قال انا انصحهم ان يشعروا ان الفترة فترة اظهار دين الله على الدين كله ولو كره المشركون والإرهاصات تجرى في البشرية ليعلو الاسلام على البشر جميعهم فالشيوعية انهارت ودكاكين القومية أقفلت والرأسمالية وقيمها التي فاخرت بها وسعت إلى ادارة العالم بها ذبحتها من الوريد إلى الوريد فالدور دور الاسلام ان يحكم البشرية وايصال رسالته التي هي رحمة للعالمين. . داعياً اولئك «المتوكل وأمثاله» بدلاً من البقاء في هذه الترهات إلى ان يتشبعوا بمنهج الاسلام ويسهموا في البناء واعداد المشروع الاسلامي الحضاري الذي سيكون مخرجاً للبشر جميعاً. وأضاف الإسلام يكتسح اوروبا واميركا ونحن نسمع رئىس ولاية داخل اميركا يشهر اسلامه وابنة وزير الداخلية الالماني تعلن اسلامها وابن وزير الدولة لشؤون الخارجية في بريطانيا يشهر اسلامه وهذا جالس «مشعب له» «اي المتوكل» لم يعد يشترط الاسلام في دولة مسلمة هذا «اخضع» وبلاهة وجرجرة إلى اشياء الامة ليست بحاجة لها. وعن الحديث حول ولاية المرأة اكد الشيخ الذارحي بأن هذه المسألة مسألة خلافية بين علماء وفقهاء الامة وبحاجة إلى مائدة مستديرة بين العلماء والفقهاء ليخرجوا بفتوى وفق النصوص الشرعية ومقتضيات الأمة، مؤكداً في ختام حديثه للصحيفة بأن هذه المسألة لا تدار من قبل سياسيين يأتي كل واحد منهم ليمرر فيها ما هو على مزاجه.