انتقد الدكتور عبدالعزيز علوان العزعزي -المدرب المالي والمصرفي، والباحث المتخصص في الاوقاف والزكاة ، استاذ المحاسبة في جامعة صنعاء- وزارة الاوقاف لإغفالها جانب الاستثمار، وقال إنها تعاني من تضخم في العمالة غير المؤهلة، وكأنها وقف على مشايخ الدين في ضل غياب إدارة سليمة تنظر لقطاع الأوقاف كقطاع استثماري ،مؤكدا ان الدفع باتجاه مسار اعتبار الاوقاف قطاعا استثماريا -وهو ما تخوضه قيادة الوزارة الحالية - يتطلب كوادر مؤهلة ولديها معرفة في إعداد دراسة الجدوى و بنظم التحليل المالي و بتسويق الفرص الاستثمارية. وقال: لو نلاحظ الآن الكم الهائل من املاك الاوقاف. . لو افترضنا ان تحركت الاوقاف وانشأت جامعة متخصصة علمياً، واراضي واملاك عقارات الاوقاف موجودة بشكل كبير، اي ان البنية الاساسية موجودة. . فماذا تحتاج؟!، فقط تحتاج الى إدارة سليمة، فالاوقاف «اراضي اوقاف، عقارات اوقاف، املاك وقفية، مزارع وقفية» ممكن تستفيد من الفرص الاستثمارية. واضاف: في حالة وجود قطاع الاستثمار ستكون هناك ايرادات. . وهذه الإيرادات ستولد بلا شك قدرة لدى الوزارة بتقديم النفقات الاجتماعية وهذا ما نقول عليه تحقيق شروط الواقفين. وهاجم الدكتور العزعزي في حوار نشره موقع «مايو نيوز» من ينظر للأوقاف بأنه لا يحق لها ان تستثمر وإنما تحقق الدعوة الاسلامية. وقال:الآن لو تجاوزنا اليمن ونظرنا لاستثمارات الاوقاف في تركيا فسنجد انها حققت قفزات هائلة في صناعة الصابون، السمن،. . انشأوا بنوكاً متخصصة وجامعات متخصصة تابعة للاوقاف، ويدفع الطلاب فيها ايرادات. . فاذا قلنا الآن بأن مجال الوقف الدعوة فقط فمن اين سنصرف على المجالات الاخرى؟ لا بد من تراكم رأسمالي للأوقاف. . فالواقف لما وقف وقفه كان يتوقع ان تحدث عملية تشغيل للاملاك الوقفية. . هذا التشغيل معناه إدرار عائد. . وهذا العائد يساهم في زيادة خدمات الوقف، لكن الآن لو نظرنا ما هي الاوقاف الموقوفة. . نجد وقفاً على مسجد يتحمل نصفه التاجر او فاعل خير والآخر وزارة الاوقاف. . وحتى المصاحف التي تأتينا من الاوقاف هي من الخارج ، فوزارة الاوقاف ليس لديها أية خدمات خارج نطاق المسجد. . وذلك بسبب انعدام الاستثمار. واكد العزعزي في حوار مطول ل«مايو نيوز» ان حلقة الاستثمار لو نفذت في اليمن بطريقة مباشرة او غير مباشرة ستعمل في زيادة التشغيل للأيادي العاملة. وطالب العزعزي بحل المشكلة التي تواجهها وزارة الاوقاف وهي اغتصاب الكثير منها من اصحاب النفوذ الذين حصلوا على أراضي الأوقاف بزعم انهم يدفعون ايجارات ويا ليتهم يدفعونها، مشددا على ضرورة تفعيل تنفيذ القانون الموجود للأوقاف و إعادة هيكلة وزارة الاوقاف بما يتوافق مع متطلبات العصر. وأضاف:وزارة الاوقاف ليست للخطب وبناء المساجد ومتابعة حلق القرآن. . صحيح هذا جزء من نشاطها، لكن وزارة الاوقاف مهمتها الرئيسية المشاركة في صناعة التنمية الاقتصادية في المجتمع عن طريق الاستثمار، وضخ مجالات جديدة للاستثمار.