في تطور لم يكن يؤخذ له بالحسبان من قبل الكثيرين الذين استبعدوا استمرار المواجهات التي كانت تشهدها بعض مديريات محافظة صعدة سيما بعد عقد الاتفاق بين الحكومة اليمنية والمتمردين لانهاء حالة التمرد وبواسطة قطرية، تصدت يوم أمس وحدات الجيش والامن وابناء القبائل المساندين للقوات لهجمات عنيفة نفذتها عناصر العصابة الارهابية في العديد من المناطق والتي من ضمنها مناطق سبق وان طهرتها وحدات الجيش من عناصر ارهابية. التصعيد الذي شهدته مناطق المواجهة والذي يأتي عقب انباء التوصل إلى اتفاق كانت قد بدأت العناصر الارهابية بغية الحصول على مكاسب ميدانية قبل التوقيع على الاتفاق النهائي لانهاء حالة التمرد حسب ما يراه بعض المراقبين سيما وان عناصر شرذمة التخريب والارهاب فقدوا معظم تحصيناتهم ومعاقلهم خلال ال«30» يوماً الماضية. وفي هذا السياق نصب المتمردون كميناً لعربات عسكرية في منطقة المهاذر على طريق صنعاء بمديرية سحار، وعلمت «أخبار اليوم» من مصادر محلية في محافظة صعدة ان الجنود الذين كانت تقلهم العربات تصدوا لعناصر الارهاب الذين نصبوا الكمين واجبروهم على الفرار دون وقوع خسائر في صفوف المتمردين في حين استشهد جنديين وجرح اخر من قوات الجيش التي كانت تقلها تلك العربة. المصادر ذاتها اكدت في حديثها للصحيفة مساء أمس ان مواجهات عنيفة جرت يوم امس في مدينة ضحيان اشتركت فيها الدبابات ومدفعية ميدان في قصف مواقع وتحصنات المتمردين بعد هجمات التي شنتها عناصر التمرد على المواطنين والمواقع العسكرية والنقاط الامنية، واضافت المصادر ان وحدات الجيش تصدت لهجوم شنه المتمردون على موقع عسكري في منطقة المفراخ شرق آل الصيفي واجبرتهم بعد اشتباكات استمرت نحو ثلاث ساعات على الفرار. وفي السياق ذاته علمت الصحيفة من مصادر محلية في محافظة صعدة ان العديد من المواقع شهدت يوم أمس ايضاً ومنها منطقة الحجر في آل سالم وفي موقعي «القبة» و«ولد مسعود » وأخرى في مديرية سحار وفي منطقة السبيل شمال شرق الطلح وكذلك في مناطق عكوان في بني معاذ والجعملة والمسراخ ومحديدة ومجز وفي مديرية قطابر، وشهدت مواجهات نتيجة الهجمات التي نفذتها عناصر من الشرذمة الإرهابية تصدت لها قوات الجيش، بالإضافة إلى عمليات التصدي في مديرية باقم حيث قامت مجموعة من الارهابيين بمهاجمة موقع شيحاب واسفر عن الهجوم استشهاد مواطنَين من اتباع الشيخ حسن محمد مقيت وجرح مواطن آخر. هذا وقد اكدت جميع المصادر ان «15» جندياً جرحوا في مواجهات الامس. إلى ذلك وفي مشهد تجلى فيه مدى الخلافات الموتورة في اوساط عصابة الارهاب والتخريب بعد سقوط «90%» من تحصيناتهم، اضافة إلى إعلان إبرام اتفاق لإنهاء حالة التمرد الامر الذي زاد من عمق الخلافات في اوساط المتمردين، ففي هذا السياق علمت الصحيفة من مصدر مطلع بمحافظة صعدة مساء أمس ان اشتباكات متوسطة جرت مساء أمس الاول بين عناصر التمرد الذين انقسموا إلى قسمين بين مؤيد ومعارض لاتفاق انهاء حالة التمرد. وكشف المصدر ان الاشتباك الذي جرى بين المتمردين في موقع جدرة منطقة اخلة ذيل رهوان وهو اقرب موقع للمتمردين إلى منطقة «نقعة» نشبت اثر خلاف بين القيادات الوسطية مع قيادة التمرد ممثلة بالارهابي عبدالملك الحوثي بسبب الاتفاق المشار اليه. واوضح المصدر ان مجموعة من القيادات الوسطية للمتمردين ذهبت وبرفقتها مجاميع من عناصرها إلى المدعو الحوثي وقالوا له: «كيف هذا الخبر الذي سمعنا بخصوص انهاء التمرد ونحن ضحينا وستغادر انت إلى قطر ونبقى نحن لمواجهة مصيرنا مع المواطنين الذين يريدون الثأر منا؟» فاجابهم المدعو عبدالملك الحوثي: لا تنسوا اني ضحيت باربعة والآن القبائل ضدنا مع الدولة ولم يعد بمقدورنا الاستمرار في المواجهة». الامر الذي ادى إلى اشتباك بين الفريقين بالاسلحة الخفيفة والمتوسطة استمر لمدة ساعتين ولم تتمكن الصحيفة من الحصول على عدد ضحايا الاشتباكات غير ان المصدر اكد بأن الجرحى يزيدون عن «11» متمرداً. من جانب آخر كشف موقع «ارام» الالكتروني ان مصادر من الحركة الحوثية والتي اطلق عليها الموقع بالحركة المعارضة المتهمة بالولاء لايران وتسعى لقلب نظام الحكم من جانب صنعاء ان كل ما حدث من اتفاق في اليومين الاخيرين هو «قبولنا عرض وقف اطلاق النار الذي عرضته الحكومة لانهاء شهور من العنف الذي ادى إلى مصرع المئات في شمال البلاد -حسب الموقع». واشار الموقع انه تأكد أن لا صحة لمعلومات نشرها موقع الكتروني يصدر من لندن قال ان من وصفهم بزعامات الحوثيين قررت اللجوء إلى دولة قطر.