في أجواء ضبابية خيمت على دهاليز فندق الرحاب بمدينة صعدة الذي تنزل فيه اللجنة الرئاسية المشرفة على ما سمي بوقف اطلاق النار وتنفيذ اتفاق إنهاء التمرد الحوثي بين الحكومة والارهابيين ومع بدء اعضاء اللجنة بالاستعداد في الساعات الأولى من مساء أمس تمهيداً لمغادرة محافظة صعدة بعد ان وصلت اللجنة إلى طريق مسدود بسبب عدم استجابة عصابة التمرد الإرهابي لتنفيذ بنود اتفاق إنهاء التمرد طوال الفترة التي قضتها اللجنة في صعدة بما في ذلك فترات التمديد التي اتاحتها بغية ان يعود الارهابيون إلى صوابهم ويتركوا مواقعهم ويسلموا اسلحتهم ومع ان عزم عناصر شرذمة التخريب والارهاب على مواصلة اعمالهم الاجرامية تجلى في الممارسات التي سلكتها تلك العناصر طيلة ايام تواجد اللجنة في صعدة من خلال فرق وقف اطلاق النار اكثر من «270» مرة وغيرها من الخروقات وفي ظل هذه الاجواء التي زادت ضبابيتها بعد ايقاف اللجنة المكلفة بالاشراف على تنفيذ بنود الاتفاق اعلان بيانها الذي كان من المفترض ان تذيعه مساء أمس وفقاً لانتهاء فترة التمديد بعد ان كانت اللجنة قد وقعت على البيان مع حلول الساعة الثامنة من مساء أمس لتبلغ بعد ذلك قيادات التمرد بأنها قد مددت مهلتها إلى الساعة التاسعة والنصف من صباح يومنا هذا الاربعاء عقب قيام قيادة التمرد بايصال «60» شخصاً ممن كانت عناصر التمرد قد اختطفتهم اثناء المواجهات الاخيرة واثناء شروع اللجنة في تنفيذ مهمتها واشعار اللجنة بأن مبادرة عناصر التمرد في تسليم العديد ممن تم خطفهم بادرة لاثبات حسن النوايا لدى قيادة التمرد على الإسهام في انجاح الاتفاق في حين ابقت عناصر التمرد على اكثر من «50» شخصاً من المختطفين كرهائن لديها. وفي هذا السياق أول تعليق على اطلاق المتمردين صراح العديد من المختطفين اعتبر مراقبون ومتخصصون بأن هذا الاجراء من قبل العصابة الإرهابية يكشف النقاب تماماً عن سوء نية نوايا هذه العصابة المتمردة حيث اوضح المختصون بانه اذا ما نظرنا لهذه الخطوة «الافراج عن عدد من المختطفين من الناحية الاستراتيجية التكتيكية فانها تعد بمثابة اعلان اولى لمواصلة التمرد واختيار طريق الحرب بدلاً عن الحل السلمي، واشار المراقبون والمختصون إلى ان المتمردين قد شعروا بأن هذا العدد من المختطفين سيشكلون عبئاً كبيراً على شرذمة التمرد اذا ما ابقت على اختطافهم واحتجازهم كرهائن وسيعيق تحركاتهم اذا ما استئنفت المواجهات نظراً لاختيار المتمردين استراتيجية الكر والفر وحرب العصابات في مواجهات السلطات كون هذه الاستراتيجية لا يفضل ان تكون مواقع المتمردين ثابتة وانما متنقلة كي لا تكون اهداف ثابتة يسهل رصدها وضربها من قبل وحدات الجيش. وفي السياق ذاته وعلى الصعيد الميداني علمت «أخبار اليوم» من مصادر محلية بمحافظة صعدة ان عناصر التمرد واصلت يوم أمس خرق اطلاق النار في عدة مناطق، موضحة ان الارهابيين اطلقوا النار على «3» سيارات عسكرية نوع ايفا في الساعة السادسة والنصف من صباح الأمس لتستقبل تلك السيارات العسكرية عناصر ارهابية أخرى في طريق الجسر بمنطقة الجعملة وامطرتها بوابل من الرصاص من البنادق الآلية والرشاش المعدل، واضافت المصادر ان الارهابيين اطلقوا قذيفة بازوكا في مساء أمس على طقم عسكري تابع للأمن المركزي في المنطقة الواقعة بين آل الصيفي وضحيان. من جهة أخرى علمت الصحيفة من مصادر خاصة ان الاشتباكات بين المواطنين والمتمردين في منطقة ذويب مديرية حيدان تواصلت يوم أمس واستشهد احد المواطنين من اصحاب الشيخ حسين بن هشام اسمه عبدالله سلمان فارس بعد عصر يوم أمس، واضافت المصادر ان قيادة التمرد الارهابي استدعت كل من جرح من عناصر التمرد بالتوجه إلى منطقة مطرة وقد توجه عدد منهم يوم أمس على متن سيارة تويوتا «شاص» لون بيج بدون رقم ملك المدعو محمد عامر صعبان حيث تحركوا من منطقة آل رقيش التي بات سكانها مساء أمس في حالة تأهب قصوى استعداداً لانقضاض على جبل قمر الذي يتواجد فيها افراد من الجيش. إلى ذلك علمت الصحيفة من مصدر مطلع ان من قام بإيصال من تم الافراج عنهم من المختطفين لدى الإرهابيين إلى فندق القمر بمدينة صعدة هم المدعو عبدالله صالح شرمة وحسن ثورة وفي المقابل اكد المصدر ان الشيخ السفياني أطلق عدد «15» ارهابياً كان قد احتجزهم عقب اختطاف اخيه من قبل الارهابيين، مشيراً إلى ان «14» منهم من منطقة المهاذر وواحد فقط من ابناء الحوثي.