رغم كل التوجيهات التي لديهم ورغم اعلان رئيس الجمهورية باعادة جميع المنقطعين من عسكريين ومدنيين إلى وظائفهم مع صرف مستحقاتهم السابقة وترقياتهم إلا ان المنقطعين من ابناء محافظة إب لم يحصلوا على اي شيء فبعد شهور من تشكيل لجان ونزولها إلى المحافظات واستلامها للعديد من الملفات نجد أن هناك اكثر من ستة الف منقطع من محافظة إب تم رفض ملفاتهم بحسبما اكده رئيس اللجنة التي استلمت الملفات نقلاً عن رئيس جمعية المنقطعين في محافظة إب وها هم يواصلون اعتصاماتهم اليومية امام مبنى المحافظة وفي كل اسبوع يخرج لهم احد المسؤولين في قيادة السلطة المحلية ويتعهد لهم بان مشكلتهم سيتم حلها الاسبوع المقبل ولكن هذا الاسبوع لم يأت بعد رغم مرور اكثر من ثلاثة اشهر. وتتفاوت اعداد المعتصمين كل يوم ولكن مشاكلهم لا تختلف فالجميع يعانون من نفس المشكلة وهي عدم عودتهم إلى اعمالهم، اعداد كثيرة واعمار يتجاوز بعضها السبعين عاماً ولكن دون جدوى وفي إطار ذلك وخلال احد هذه الاعتصامات التي نفذت امام المحافظة والتي على اثرها تم اغلاق جميع ابواب ومنافذ مبنى المحافظة وتعزيز التواجد الامني في محيطها التقينا بعدد من هؤلاء المنقطعين وبدأنا بالحديث مع رئيس جمعية المنقطعين في محافظة إب فؤاد صالح القحم والذي قال انهم اتفقوا مع قيادة السلطة المحلية في إب على التواصل مع وزارة الدفاع لقبول الملفات لانهم رفضوا استلام ملفات المنقطعين في محافظة إب. واضاف في حديثه ل«أخبار اليوم» ان وزير الدفاع وعدهم بقبول هذه الملفات والافادة وكان موعد هذه الافادة هو الاسبوع الماضي، وعندما اتينا إلى المحافظة لم نحصل على اي افادة وكأنه مجرد امتصاص غضب ومراوغة فقط. مشيراً إلى ان عدد المنقطعين في محافظة إب يزيد عن ستة الف شخص من السلك العسكري والامني، مؤكداً ان قيادة المحافظة رفضت ان تسلم جمعية المنقطعين اي كشوفات لمن تقدم بملفه للجنة السابقة، وان الملفات التي سلمت للجنة في الفترة السابقة تم رفضها في وزارة الدفاع وبدون ابداء أي سبب حيث افادهم رئيس اللجنة بعد عودة من صنعاء ان وزير الدفاع رفض رفضاً مطلقاً استلام ملفات محافظة إب وقال القح انهم اتفقوا مع قيادة المحافظة مرة ثانية هذا الاسبوع على اعطائهم مهلة لمدة اسبوع واذا لم يأت الرد فعلى المنقطعين ان يواصلوا الضغط على قيادة المحافظة للحصول على حقوقهم مثلما صمدوا في السبعينيات والثمانينات وحرب 94م وسقوا الوحدة بدمائهم عليهم الآن ان يصمدوا حتى تعاد حقوقهم، مضيفاً ان الاعتصامات مستمرة وان على الحكومة ان تسرع في تسليم حقوق العسكريين المنقطعين الذين ناضلوا من اجل الوحدة والثورة وهذه نصيحة لكي لا يكون هناك سفك دماء أو تخريب ولا قطع طرق، مشيراً إلى وجود تهميش كبير لابناء محافظة إب على جميع الاصعدة معتبراً ذلك بانه المكافأة لهم ولما قدموه من تضحيات كان آخرها خلال الانتخابات الرئاسية السابقة، واكد رئيس جمعية المتقاعدين بأنهم يسعون للحصول على حقوقهم فقط مثل بقية ابناء المحافظات الأخرى وان هذه الجمعية هي تحت التأسيس وسوف يتم ترخيصها خلال هذه الأيام. . وفي ختام حديثه ل«أخبار اليوم» رفع القح مناشدته وبقية المنقطعين للأخ رئيس الجمهورية لاعادة ما لهم من حقوق واعادتهم إلى وظائفهم التي تم ابعادهم منها بدون وجه حق لأن محافظة إب تعتبر ارملة وليس لها من يتابع حقوق ابنائها وخير دليل على ذلك حادثة القتل التي وقعت في ادارة البحث الجنائي، مؤكداً ان الاعتصام مستمر إلى ان يتم حل هذه القضية. وعلى ذات السياق تحدثنا مع عدد من الذين اعتصموا امام مبنى محافظة إب حيث تحدث ل«أخبار اليوم» المساعد محمد أحمد مصلح بانه ابعد من الخدمة العسكرية دون توضيح السبب، مضيفاً بأنه خدم في القوات المسلحة لسنوات طويلة ولكنه الآن لا يجد ما يقتات به وافراد اسرته. وهذا ما اكده ايضاً المساعد خالد عبده الحداد وهو احد افراد الأمن بأن اسمه سقط فجأة بدون أي سبب ورغم المحاولات الكثيرة التي بذلها للعودة والتوجيهات التي حصل عليها لم يتمكن من العودة إلى عمله، مشيراً إلى انه قد سلم ملفه للجنة ولكنه إلى الآن لم يحصل على اي نتيجة واضاف ان وعد رئيس الجمهورية بعودة المنقطعين اعاد لهم الامل في العودة إلى وظائفهم ولكن ذلك لم يتم. ويشاركه في هذا الرأي الجندي عبدالله احمد الصبري الذي تجاوز الستين من عمره وهو الآن لا يحصل على راتب بعد أكثر من خمسة وعشرين عاماً من الخدمة العسكرية والذي تحدث ل«أخبار اليوم» انه وعلى مدار السنوات السابقة لم يتوقف عن المراجعة لاعادة وظيفته في القوات المسلحة ورغم ما لديه من وثائق وتوجيهات من جهات مختلفة توصي بعودته إلا انه وإلى الآن لم يتمكن من العودة، ومثل ذلك كان المساعد ان عبدالرحمن عبدالله احمد وصادق محمد سعيد قد قضوا سنوات عديدة في الذهاب والاياب إلى كل الجهات لعلهم يستطيعون العودة إلى وظائفهم التي ابعدوا عنها بدون سبب، مضيفين بأن ما اعلنه رئيس الجمهورية عن عودة المنقطعين مثل لهم بداية جديدة لهذا المشوار الذي لم يتوقف منذ سنوات. . وبهذا نجد ان المعتصمين والمتظاهرين من المنقطعين العسكريين والامنيين في محافظة إب تكاد تكون شكواهم واحدة من عدم الاستجابة لهم واعادتهم إلى مواقعهم مثل غيرهم من ابناء المحافظات الأخرى وهم وعبر «أخبار اليوم» يرفعون مناشدتهم للأخ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية لانصافهم واعادتهم إلى وظائفهم اسوة بغيرهم كما انهم اكدوا بأن اعتصاماتهم مستمرة إلى ان يصلوا إلى حل جذري لمشكلتهم وان الفعاليات الاحتجاجية سوف يتم صعيدها اذا لم يتم الاستجابة لهم.