كشفت مصادر إعلامية مطلعة مساء أمس عن تطور خطير في دراما الخلافات التي تشهدها أروقة الحزب الحاكم المؤتمر الشعبي العام وصلت حداً كبيراً من التقدم بلغت مستوى عال وصفه سياسيون مقدمات لجلطة قد تصيب الحزب الحاكم من شأنها أن تدخله في حالة غيبوبة مفتوحة أشبه بحالة "الموت السريري". كشفت تلك المصادر الإعلامية عن أنباء مؤكدة تشير إلى صدور توجيهات من قيادات المؤتمر تقضي بإحالة أحد أبرز قياداته ومهندس ديناميكية تحسين صورة المؤتمر أمام المنظمات الدولية ورئيس دائرة العلاقات الخارجية الأستاذ/ محمد علي أبو لحوم إلى التحقيق والمساءلة التنظيمية وإن ذلك القرار قد أبلغ به القيادي المؤتمري من أمينه العام عبدالقادر باجمال شخصياً. ونقلت المصادر الصحفية عن باجمال في حديثة مع أبو لحوم قوله: إن قيادة المؤتمر قد قررت إحالتك إلى لجنة تحقيق تنظيمية على خلفية قيامك بنقل معلومات هامة عن المؤتمر لإحدى القيادات البارزة في المشترك. وأوضحت المصادر بأن ملامح الاستغراب والدهشة التي سيطرت على القيادي أبو لحوم هي ردة الفعل عند سماعه لما طرحه باجمال وطالب بعدها بإيضاح عن ما هي تلك المعلومات الهامة التي قام بنقلها.. مضيفة بأنه وفي ساعة متأخرة من مساء أمس الأول قد تم إبلاغ أبو لحوم من رئيس دائرة الرقابة والتفتيش العميد/ يحيى الشامي بأنه قد تسلم مذكرة طلب التحقيق والمساءلة التنظيمية وبأن الأخير سيوجه مذكرة إلى رئيس دائرة العلاقات الخارجية محمد علي أبو لحوم يوضح فيها حيثيات وأسباب إحالته للتحقيق والمساءلة التنظيمية. ويأتي هذا الحدث ليمثل إضافة هامة وخطيرة لدراما صراعات تكتلات القوى داخل الحزب الحاكم ليكون الأبرز لما بعد نجاح إحداث انقلاب اقتصادي لأبرز قيادات المؤتمر والتي كان آخرها تعيين الشيخ سلطان البركاني بمنصب الأمين العام المساعد للشؤون السياسية والعلاقات الخارجية بدلاً عن القيادي البارز الأستاذ/ عبدالرحمن الأكوع. وإيكال مهام شؤون الإعلام والفكر والثقافة والتوجيه والإرشاد إلى الأمين العام وكان ذلك في اجتماع اللجنة العامة للحزب الحاكم يوم أمس الأول. وفي هذا السياق يرى مراقبون بأن ما حدث من حالة إقصاء لأحد أبرز قيادات المؤتمر مؤخراً لم تكن هي الأولى من نوعها وإنما يمكن اعتبارها الأخيرة لسيناريو الانقلاب على مؤسسي الحزب الحاكم، حيث تضمنت فصوله حالات إقصاء سابقة وعديدة طالت رموزاً قيادية لاتزال أسبابها الحقيقة مجهولة بدءاً من القيادي المؤسس عبدالسلام العنسي مروراً بالقيادي علي محمد الحدي والدكتور أحمد الأصبحي وغيرهم من الشخصيات على سبيل المثال لا الحصد عبدالملك المعلمي، محمد حسن العيدروس وغيرهم من القيادات المعروفة بنضالها على مستوى التنظيم واليمن ككل. واعتبر المراقبون أن المؤتمر قد تحول في مسيرة نموه التنظيمي وهيكلته المؤسسية إلى قطاع سيطر عليه طابور خامس في الانتهازية بتعامل مع تنظيم عريق "المؤتمر الشعبي العام"كأداة مغنم ووسيلة لفرض مشروعية لسلطة الذات عوضاً عن كونه يمثل وبصورة متناهية عبئاًً ثقيلاً على النظام السياسي بجميع تكويناته.