أشار الأخ الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية إلى أن جهود اليمن لرأب الصدع في الصف الفلسطيني يأتي متواصلا ومكملا للجهود التي بذلها الأشقاء وفي مقدمتهما جهود خادم الحرمين الشريفين، والتي توجت بالتوقيع على اتفاق مكةالمكرمة، منوها بأن هذه المبادرة لم تعد مبادرة يمنية بل هي مبادرة عربية وستقدم إلى القمة العربية من أجل تبنيها. وأكد رئيس الجمهورية خلال جلسة المباحثات التي عقدها أمس الثلاثاء بقصر السلام بالرياض مع خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بأن ما يهم اليمن يهم المملكة وأن أمن البلدين يمثل منظومة واحدة، مشيداً بجهود المملكة العربية السعودية من أجل خدمة قضايا الأمة وخدمة التضامن العربي وبدعمها المستمر لمسيرة التنمية في اليمن، وما قدمته خلال مؤتمر المانحين الذي عقد في لندن. وأطلع الرئيس أخاه خادم الحرمين الشريفين على الجهود التي بذلتها اليمن لرأب الصدع في الصف الوطني الفلسطيني والتي أثمرت على توقيع إعلان صنعاء بين حركتي فتح وحماس بالموافقة على المبادرة اليمنية ببنودها السبعة والهادفة إلى تجاوز الخلافات الفلسطينية الفلسطينية،وتعزيز الوحدة الوطنية الفلسطينية وبما يخدم مصلحة الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة. وفور وصوله إلى العاصمة السعودية الرياض عصر أمس الثلاثاء قال رئيس الجمهورية في تصريح لوسائل الإعلام: "يسعدنا أن نقوم بهذه الزيارة الأخوية إلى المملكة العربية السعودية الشقيقة، والتي تأتي في إطار التشاور المستمر مع أخي خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز ملك المملكة العربية السعودية". داعياً إلى توحيد الموقف العربي إزاء التحديات التي تواجهها امتنا العربية في الظروف الراهنة والوقوف أمامها بمسؤولية تضامنية وتاريخية، وبروح أخوية صادقة سواء ما يجري في فلسطينالمحتلة أو في لبنان أو العراق أو الصومال أوفي المنطقة عموما. وأضاف: إنها مناسبة سنطلع خلالها أخي خادم الحرمين الشريفين على نتائج الجهود التي بذلتها اليمن من أجل تقريب وجهات النظر بين الأشقاء في حركتي فتح وحماس، والتي أسفرت عن التوقيع على ( إعلان صنعاء ) بالموافقة على المبادرة اليمنية لرأب الصدع في الصف الوطني الفلسطيني". وأشار الرئيس إلى أن المبادرة اليمنية لاستئناف الحوار بين فتح وحماس تتضمن سبعة بنود أولها العودة بالأوضاع إلى ما كانت عليه في غزة والتقيد بما التزمت به منظمة التحرير الفلسطينية، وإجراء انتخابات مبكرة رئاسية وتشريعية. وثانيها يتم استئناف الحوار على قاعدة اتفاق القاهرة عام 2005م، واتفاق مكةالمكرمة عام 2007م، على أساس أن الشعب الفلسطيني كل لا يتجزأ، وأن السلطة الفلسطينية تتكون من سلطة الرئاسة المنتخبة والبرلمان المنتخب والسلطة التنفيذية ممثلة بحكومة وحدة وطنية، والالتزام بالشرعية الفلسطينية بكل مكوناتها، فيما أكد البند الثالث على احترام الدستور والقانون الفلسطيني، والالتزام به من قبل الجميع، وأكد البند الرابع على إعادة بناء الأجهزة الأمنية على أسس وطنية بحيث تتبع السلطة العليا وحكومة الوحدة الوطنية ولا علاقة لأي فصيل بها، وأكد البند الخامس من المبادرة على تشكيل حكومة وحدة وطنية ائتلافية تمثل فيها كل الفصائل بحسب ثقلها في المجلس التشريعي، وتكون قادرة على ممارسة مسؤولياتها كاملة، فيما نص البند السادس على تشكيل لجنة من خلال الجامعة العربية تتكون من الدول ذات الصلة مثل مصر والسعودية وسوريا والأردن، وتعبر اليمن عن استعدادها للمشاركة إذا طلب منها ذلك، وتكون مهمتها تنفيذ ما سبق، ونص البند السابع والأخير من المبادرة على أن تتكون المؤسسات الفلسطينية بكل تكويناتها دون تمييز فصائلي، وتخضع للسلطة العليا بحكومة الوحدة الوطنية. وقال رئيس الجمهورية : نحن على ثقة بأن كافة الأشقاء في الوطن العربي والإسلامي سيقفون مع تلك الجهود لما فيه خدمة مصلحة الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، مجدداً الترحيب بالاستثمارات السعودية في اليمن، مؤكداً أن تلك الاستثمارات تحظى دوما بكل الرعاية والتشجيع لما فيه خدمة المصالح المشتركة، وتعزيز التكامل الاقتصادي بين الشعبين اليمني والسعودي. من جانبه أكد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ملك المملكة العربية السعودية الشقيقة خلال لقاءه بالأخ الرئيس علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية يوم أمس :أن مايهم اليمن يهم المملكة ، وأن أمن اليمن جزء لا يتجزأ من أمن المملكة "، مشيداً بجهود اليمن المبذولة من أجل رأب الصدع في الصف العربي ومنها ما بذلته من أجل رأب الصدع في الصف الفلسطيني. وأكد خادم الحرمين وقوف المملكة إلى جانب اليمن ولكل ما فيه خير ومصلحة الشعب اليمني وازدهاره ،و على خصوصية العلاقات التي تربط البلدين الشقيقين، معبراً عن ارتياحه للمستوى المضطرد الذي يشهده التعاون بين البلدين وعلى مختلف الأصعدة.