يحاول الوصوليون تصوير الوطن وكأنه بؤر قابلة للاشتعال وأنه لولاهم لكانت الدنيا ناراً مضطرمة، وبكل وسائلهم وسبلهم يطرحون آراءً ويقدمون حلولاً في محاولة إيصالها إلى القيادة السياسية بما يحدث متواليات سلبية على البلاد لأنها تعبير عن وجهة نظر إما وصولي أو انتهازي لا يتردد في تقديم مشورة خاطئة هو يعرفها أنها كذلك ويمارس هذا الدور القميء كلما سنحت له الفرصة. ويذهب الانتهازيون والوصوليون إلى أبعد من ذلك حين يعمدون إلى التشكيك في الأوفياء الذين اختبرهم الزمن والاحداث والمواقف بأنهم في مستوى الوفاء للقيادة السياسية ولا يتزحزحون قيد أنملة عن ذلك وهو ما يسعى الوصوليون وتجار الأزمات إلى خلق حالة من القطيعة بين الأوفياء والقيادة السياسية بهدف أن يكونوا هم البديل ومن أجل تصوير الوطن بأنه على كف عفريت. وأن الضرورة تقتضي معالجات سريعة وغير قابلة للتأجيل بما يحقق لهم من خلال إشاعة التوتر والتشكيك في كل شيء مصالح ذاتية دأبوا على جنيها بفعل مزيد من الأزمات والحلول الانفعالية التي يرون في الإسراع بها أحد أهم عوامل الوصول إلى أغراضهم.. وإظهار أنفسهم أمام القيادة السياسية بأنهم حريصون أوفياء ويمتلكون القدرة على التأثير في الوسط الاجتماعي وأن ما يطرحونه من حلول آنية انفعالية هي وحدها من ينقذ البلاد من طوفان قادم فيما تقدم حلولهم هذه المزيد من الفوضى والاضطراب التي يدركون جيداً أنها بفعل تخريبهم المتعمد. وبفعل اجادتهم من إقصاء الرجال الأوفياء الأوائل الذين هم من أخلصوا بصدق ولم يكونوا في يوم أو في لحظة واحدة إلا في مستوى المسؤولية دونما انتهازية أو وصولية على حساب الغير أو الوطن وبلا أفكار جهنمية تزرع الكراهية من موقع افتعال الحرص وتقديم الحلول وتناوي بتسريعها لتكون معالجات انفعالية عاطفية لها أضرارها القريبة والبعيدة.. وبدون أدنى ريب فإن من المهم أن يدرك هؤلاء المرابون سياسياً والمتكتلون ضد الوطن من يحجبون محاولة معرفة الحقيقة عن القيادة السياسية ويسعون إلى تفكيك الأصرة وقوة الانتماء بين الأوفياء وقيادتهم السياسية التي طالما كانوا معها رجالاً يستوطنهم الضمير وتعنيهم تماماً مسألة التقدم والازدهار والسلم الاجتماعي. وفي كل الأحوال فإن طرحنا لهكذا موقف نابع من الضمير المهني والوطني الذي يفرض علينا المكاشفة بأن ثمة وصوليون يدورون في الفلك السياسي يعملون على تأزيم الأوضاع بحلول وهمية ومعالجات سلبية تثبت عدم جدواها. والحال أننا في مؤسسة الشموع ندق ناقوس الخطر من هؤلاء الشياطين ونؤكد أنهم قد اقتربوا إلى حد ما من خلق تأثيرات عملت على تقريبهم على حساب الصادقين المخلصين. ونحن إذ نشير إلى ذلك إنما هو نابع من حرصنا على وطننا وقيادتنا السياسية التي نجد أنفسنا معها وطنياً بلا نفاق أو رياء أو مصلحة. فنحن في مؤسسة الشموع لم نكن يوماً في خطابنا الإعلامي نركن إلى المجاملة أو البحث عن الغنيمة أو من أجل مكسب مادي زائل، وإنما مواقفنا وآراءنا نابعة من عمق الوعي بالوطني وما يستدعيه من شفافية في كشف أوراق الزيف والمروجين للحلول ذات المردود السلبي على أننا في كل ذلك نحرص وبقوة أن نكون في مستوى طهر الحرف ونبل المقصد. وإننا لم ولن نقبل أن نبيع الضمير الوطني فنسكت عن شياطين الوطن. كما أننا في خطابنا لا نرجو شيئاً من حطام الدنيا قدر رجائنا أن تكون القيادة السياسية على إدراك عميق بالمغربين الجدد الذين يرتادون أماكن الفوضى ويصورون الأزمات وكأنها القيامة ويواصلون استنتاجاتهم الجهنمية من أجل تقديم الحلول السريعة والعاجلة حتى لا يكون هناك تفكير منطقي وطولة بال في اتخاذ المطلوب بأناة ورؤية وبلا انفعال. ونحن نقول صحيح أن في الوطن بعض الأزمات ولكنها ليست في المستوى الجهنمي الذي يصوره الوصوليون الانتهازيون وأن حلولاً ومعالجات ضرورية ولكن بأناة وتفكير مبني على قراءة منهجية صحيحة للواقع بكل مكوناته وليس على تقديم الحلول الطرية السريعة الانفعالية المغرضة الهادفة إلى تعزيز المصلحة الذاتية فذلك ما لا بد أن تدركه القيادة السياسية حتى لا يصل المرابون إلى شيء من احلامهم على حساب الأوفياء المخلصين.