بعد أقل من أسبوعين من الحملة الإعلامية التي تتبناها عدد من صحف المعارضة والصحفيين التابعين لأحزاب المشترك والتي استهدفت علماء دين ومشائخ علم حينما وضعوا مقترحاً لتشكيل هيئة حماية الفضيلة ومكافحة الرذيلة، وبعد أقل من أسبوعين على تأييد المعهد الديمقراطي الأميركي لتلك الحملة والذي جاء على لسان مدير هذه المنظمة الأميركية المشبوهة "بيتر ديمتروف" خلال لقاء صحفي نشرته إحدى الصحف اليمنية ذهبت يوم أمس صحيفة "الواشنطن بوست" الأميركية أقرب الصحف المقربة من وكالة الاستخبارات الأميركية "سي أي إيه" في أحد تقاريرها إلى مهاجمة الهيئة المزمع إنشاؤها مستندة إلى كتابات وتقارير صحفية نشرتها صحف يمنية تتبع أحزاب المعارضة المنضوية تحت مظلة اللقاء المشترك وأخرى أهلية. "الواشنطن بوست" ومن خلال ذلك التقرير ذهبت إلى وصف هيئة حماية الفضيلة ومكافحة الرذيلة بالعصابات وتشبيهها بحركة طالبان أثناء سيطرتها على أفغانستان، وركزت الصحيفة ذاتها في ذلك التقرير هجومها على فضيلة الشيخ/ عبدالمجيد الزنداني واتهمته بأنه مع مجموعة من العلماء يدفعون حالياً بأجندة دينية ذات نفوذ سعودي تتضمن لجان الفضيلة والتهذيب -بحسب مزاعم الصحيفة الأميركية. ويأتي هذا الهجوم من قبل صحيفة "الواشنطن بوست" المعبرة عن التوجه الرسمي لإدارة بوش في هذا التوقيت، ليؤكد صحة المعلومات التي تشير إلى وقوف شخصيات قيادية في حزب التجمع اليمني للإصلاح وأخرى من بقية أحزاب المشترك وراء الحملة الإعلامية الممولة من منظمات صهيوأميركية -بحسب ما يراه مراقبون سياسيون الذين أكدوا أيضاً تورط قيادات في الإصلاح وأخرى في المشترك بنشر تقرير "الواشنطن بوست". المراقبون أكدوا صحة المعلومات التي تشير إلى وقوف فضيلة العلماء وفي مقدمتهم الشيخ عبدالمجيد الزنداني ضد المشاريع والدعوات الانفصالية والمناطقية والتمرد الحوثي بصعدة، الأمر الذي أزعج ويزعج قيادات أحزاب المشترك من تبني تلك الكوكبة من العلماء لمواقف مناهضة لمواقف المشترك تجاه الدعوات الانفصالية وتمرد صعدة، الأمر الذي دفع بتلك القيادات الحزبية في الإصلاح والمشترك إلى الإيعاز لصحف محلية وخارجية بشن حملة مناوئة لتلك الهيئة واستهداف العلماء وعلى رأسهم الشيخ الزنداني وآخرين في محاولة منها لإسكات مشائخ العلم في طرح الرأي الشرعي والرؤية الصائبة الواجبة على كل يمني تجاه المشاريع المناطقية وفتنة التمرد الحوثية، معتبرين وقوف قيادات في الإصلاح والمشترك وراء تقرير "الواشنطن بوست" يعد مقدمة لحملة تستهدف علماء اليمن عبر سيناريوهات متعددة كخطوة أولى لتكميم أفواه المشائخ من قول كلمة الحق تجاه مختلف القضايا التي تواجهها البلاد وفي مقدمتها تمرد الحوثي وتخويف العلماء -بعد أن فشلت الحملة الإعلامية الداخلية -بالإعلام الأميركي ،واصفين وقوف قيادات حزبية وأخرى سياسية ليبرالية وراء تقرير "الواشنطن بوست" يعد انحطاطاً سياسياً لا يضر العلماء فحسب وإنما يسمح للقوى الصهيوأميركية بالتمادي في التكالب على اليمن و التدخل في شؤونه الداخلية. واختتم المراقبون حديثهم ل"أخبار اليوم" بدعوة تلك القيادات الحزبية والصحفيين المنجرين وراء الحملة الصهيوأميركية التي تستهدف ديننا الإسلامي من خلال النيل من حملة العلم الشرعي والفكري في اليمن إلى النأي عن استخدام هذه الأساليب في تصفية الحسابات السياسية وأن يرتقوا إلى العمل السياسي والحزبي بعيداً عن الإملااءات والتبعية للخارج الأميركي. هذا وتأتي هذه الحملة ضد العلماء في الوقت الذي تلتزم قيادات أحزاب المشترك الصمت المطبق إزاء هذا، رغم أن معظم العلماء الذين يتبنون الفكرة ينتمون إلى حزب الإصلاح الذي يعد أكبر أحزاب اللقاء المشترك