وصف مفكرون عرب بيان السفارة الأميركية بصنعاء والذي دعا الحكومة اليمنية إلى إجراء حوار مع المتمردين في محافظة صعدة معتبرين ما جاء في البيان بأنه يدفع نحو التأكيد بتورط الولاياتالمتحدة في الوقوف وراء أحداث التمرد التي تشهدها محافظة صعدة ومديريات أخرى. مؤكدين أن ذلك يعد تدخلاً سافراً في الشؤون الداخلية لليمن، حيث قال الناطق الرسمي للاخوان المسلمين سابقاً د. كمال الهلباوي في تعليقه على ما جاء في بيان السفارة الأميركية: "هل أميركا صاحبة حق في أن تتدخل في شؤون اليمن؟ وهل أميركا صاحبة حق في أن تدعم المتمردين في الشمال أو تدعم الانفصال في الجنوب؟ وهل أميركا صاحبة حق بأن تملي إرادتها على شعب كامل ودولة ذات سيادة مثل اليمن؟. ودعا د. الهلباوي قيادة اليمن إلى عدم الاستجابة للمطالب الأميركية وألا ترضخ لمناوراتها وضغوطها، واصفاً فخامة رئيس الجمهورية الرئيس علي عبدالله صالح بأنه صاحب المواقف الوطنية والقومية والإسلامية وأن ذلك يتجلى من خلال موقف اليمن تجاه القضية الفلسطينية بصورة عامة وتجاه الحركة الإسلامية حماس بصورة خاصة والتي يدرك اليمن أن حماس مظلومة من قبل الإدارة الأميركية التي تدعم إسرائيل على طوال الخط خاتماً تصريحه ل"أخبار اليوم" مساء أمس من عاصمة الجزائر: "نصيحتي للحكومة اليمنية ألاَّ تقبل الضغوطات وألا ترضخ لأميركا على حساب القضية الإسلامية فلسطين وحركة حماس وألا تسمح للأمريكان بأن يتمادوا في تدخلاتهم في الشؤون الداخلية لليمن، وألاَّ تلجأ إلى السلاح إلا إذا كان لا بد منه كخيار أخير". إلى ذلك وفي السياق نفسه وصف الكاتب والمفكر العربي فهمي هويدي - عضو مؤتمر القوميين العرب ما جاء في بيان السفارة الأمريكية بقوله: "أنا لا ألوم الأمريكيين أن يطلبوا شيئاً من هذا القبيل "محاورة المتمردين" ولا ألومهم حتى لو تناقضوا في سياستهم ولكني ألوم من يستمع إلى كلماتهم ومن يستجيب إلى دعواتهم، فهنا السؤال هو اختبار للإرادة اليمنية ولاستقلالها فإذا رضخت فالأميركيون يكونون على حق"، مواصلاً في سياق حديثه ل"أخبار اليوم" مساء أمس بقوله: "نحن الذين شجعنا الإدارة الأميركية على أن تُقِدم على مثل هذه التصرفات، نحن الذين أقنعناهم أن لهم كلمة في الشأن الداخلي"، مضيفاً: "لو أنهم وجدوا من يقول لهم "لا وألف لا" وهذا شأن داخلي ينبغي أن يُترَك للقيادة اليمنية وللشعب اليمني لما أقدموا على هذه الخطوة". وختم تصريحه بنصيحة للحكومة اليمنية قال فيها: "أنصح القيادة اليمنية أن تحترم استقلالها وتدافع عن كرامتها وتقول لا تتدخلوا في شأننا الداخلي"، وفيما يخص حركة حماس أكد الكاتب فهمي هويدي أن ذلك قرار يمني سيادي ولا دخل للإدارة الأميركية به وهذا هو الرد الطبيعي الذي يجب أن يوجه إلى الولاياتالمتحدة وسفارتها. هذا وكانت سفارة الولاياتالمتحدة بصنعاء قد أصدرت بياناً نشرته إحدى الصحف المدعومة من قبلها يوم أمس السبت تدعو فيه الحكومة اليمنية إلى تسليم الإدارة الأميركية عدداً من المشتبه بانتمائهم لتنظيم القاعدة وضلوعهم في عمليات إرهابية لمحاكمتهم على أراضيها في حين وفي الوقت نفسه طالبت الحكومة اليمنية بمحاورة جماعة التمرد الإرهابية الحوثية بمحافظة صعدة معتبرة ما يدور في تلك المحافظة بأنه يبعث القلق. وكان سياسيون قد اعتبروا ذلك تدخلاً سافراً في الشأن اليمني واستخداماً رخيصاً من الإدارة الأمريكية لأوراق ذات طابع شأن داخلي وذلك من أجل إجبار الحكومة اليمنية على تلبية طلباتها.