استنكر عدد من السياسيين وأعضاء مجلس النواب والمثقفين في الشارع اليمني تصريحات الإدارة الأميركية عبر ممثليها في سفارتها بصنعاء لما تحتويه هذه التصريحات من تدخل في الشأن الداخلي فيما يخص صعدة وإغلاق مكتب حماس بصنعاء، حيث طالبت الإدارة الأميركية بإغلاق مكتب حماس بصنعاء وإيقاف الحسم العسكر بصعدة وإنهاء التمرد واللجوء إلى الحوار مع المتمردين رغم رفضهم لأكثر من مرة هذا الحوار. واستغرب النائب عبدالعزيز جباري تدخل الإدارة الأميركية في الشأن الداخلي لليمن، مؤكداً أن مكتب حماس بصنعاء شأن داخلي ولا يجوز لأي دولة كانت التدخل في ذلك حتى لو كانت أميركا. وأوضح جباري أن الأخوان في حركة حماس لهم وجود على الساحة الفلسطينية ومن حقهم فتح مكتب بصنعاء وغيرها ولا يخص هذا الأمر أحداً غيرها. وأكد أن الحكومة اليمنية هي سيدة قرارها ولن تتلقى الأوامر من أحد مستبعداً أن تكون هناك استجابة من الجانب اليمني بهذا الخصوص. وقال جباري: إن أميركا لها "أجندة" خاصة حيث تنظر من منظار مصلحتها وتعلم أن مصلحتنا في اليمن تختلف عن مصالحها، وأشار إلى أن الحكومة اليمنية وقيادتها أحرص على بلدها ومصلحتها أكثر من أميركا التي لها حساب خاص، حيث تقول شيئاً وتمارس شيئاً آخر وما نشاهده في أكثر من دولة خير دليل على ذلك. وأبدى أسفه لهذه الدعوة وهذا التدخل السافر، مؤكداً أن أميركا تكيل بأكثر من مكيالين، وقال: "الأحرى بالإدارة الأميركية مراجعة سياساتها في العالم العربي والشرق الأوسط وخاصة تجاه القضية الفلسطينية"، وحذر جباري أميركا من التدخل فيما يخص صعدة قائلاً: إن القيادة اليمنية هي أحرص على أبنائها وشعبها وأرضها أكثر من الإدارة الأميركية. من جانبه قال النائب زيد الشامي المفوض بالحديث عن كتل المشترك: إننا مستقلون بقرارنا السياسي ولن نسمح لأحد التدخل في شؤوننا الداخلية، مؤكداً أن الإدارة الأميركية وغيرها لن تستطيع فرض رأيها على اليمن مهما حاولت وتجاربها مع كثير من الدول تجارب مرة. أما ما يخص الجانب الفلسطيني فقد أكد زيد الشامي أن موقف اليمن حكومةً وشعباً موقفاً صلباً ومتضامناً مع قضية فلسطين وطالب الإدارة الأميركية بتقديم أدلة لما تدَّعيه من اتهامات لأي شخصية إلى الحكومة اليمنية وإذا وُجِد أن هناك متهماً عليه وقائع وأدلة فيمكن أن يحاكم داخل اليمن وليس خارجها. وحذر الشامي الإدارة الأميركية من تكرار هذه التصريحات أو محاولة التدخل في شؤون اليمن الداخلية، مؤكداً أن اليمن لن تخضع لمثل هذه الضغوط ولا يمكن أن تؤدي مثل هذه الضغوط إلى أي نتيجة، مطالباً الإدارة الأميركية بأن تكف عن التدخل في الشؤون الداخلية للدولة. وأكد الشامي أن أميركا لا تعير أي اهتمام للجوانب الإنسانية ولا للديمقراطية ولا لمصلحة الآخر.