في الذكرى ال "18" لتأسيس حزب التجمع اليمني للإصلاح والتي تأتي في ظل ظروف سياسية ووطنية حرجة وتستدعي الوقوف بجد - كما يرى بعض أنصار الإصلاح - أمام ما يعتمل في الساحة من متغيرات لا تخدم العمل السياسي ولا العملية الديمقراطية - حد رؤيتهم، إلا أن هناك رؤى متباينة لسياسيين من تيارات مختلفة حول نجاحات الحزب وإخفاقاته في مدى مواكبة الحزب لأدبياته، حيث أكد الدكتور/ عبدالقوي الشميريأمين عام نقابة الأطباء والصيادلة اليمنيين أن حزب التجمع عمل على إصلاحات كثيرة في بلادنا حيث كان تأثيره إيجابياً خاصة فيما يتعلق بالوحدة الوطنية ونبذ الطائفية والمناطقية والأفكار الضيقة في المجتمع، إذ أنه عمل على توسيع الإطار الاجتماعي وأنه كان عاملاً أساسياً في نشر ثقافة الوسطية والتسامح والقبول بالفكر الآخر على المستوى السياسي والديني، مشيراً إلى أن حزب الإصلاح استطاع التواصل مع القوى السياسية الحقيقية والفاعلة، مؤكداً الشميري أن اللقاء المشترك ثمرة من ثمار توجه الحزب إزاء الانفتاح بفكره العقائدي الوسطي وحول إلى أين يتجه "الإصلاح" سياسياً في الفترة الراهنة. . أشار الدكتور الشميري إلى أن الحزب يتجه إلى تفعيل دور هيئة مكافحة الفساد وإصلاح النظام السياسي والاختلال الموجود حالياً بالمجتمع مثلما حاول الإصلاح في لحظة من لحظات التاريخ اليمني عندما وجد تعصباً وفكرياً مناطقياً سلالياً حاول الحزب التأثير إيجابياً على هذه الأضرار، وكذلك فيما يتعلق بالتعصب السياسي والخلل الواضح من المعادلة السياسية والاقتصادية في البلاد. وفيما أكد الأستاذ/ عبدالفتاح البتول أن الإصلاح ناقضت مواقفه في الفترة الأخيرة أدبياته الثابتة برر أمين عام نقابة الأطباء والصيادلة اليمنيين أن الحزب يتفاعل مع التحولات والضرورات المجتمعية فهو ليس جامداً لا يتفاعل وله ضمن الثوابت القدرة على الحراك في متغيرات تصب بمصلحة المجتمع والحزب. من جانبه الأستاذ/ عبدالعزيز جباري اعتبر حزب الإصلاح من الأحزاب الرئيسية في البلد التي تمتلك رصيداً شعبياً كبيراً، واصفاً إياه بالحزب الهام الذي له مواقف وطنية عديدة حيث كان للإصلاح دور بارز ومشرف أثناء الدفاع عن الوحدة اليمنية إلى جانب إسهامات الحزب في إثراء الحياة البرلمانية والسياسية في الوطن. وقال جباري: إن هناك تياراً داخل حزب التجمع تحديثي يريد أن يكون الحزب مؤسساتي وفاعلاً في المجتمع، إلا أن هناك بعض الشخصيات تريد تحويله إلى مؤسسة دينية، مستدركاً: لكن في المجمل أثبتت الأيام أن الإصلاح يسير إزاء المؤسساتية في حين أن الأستاذ/ عبدالفتاح البتول أكد وجود انفصام بين الناحية التنظيمية للحزب والأسس والمنطلقات وما بين المواقف التي اتخذها الإصلاح في الفترة الأخيرة، مشيراً إلى أن السلبيات التي رافقت هذه الفترة بررها تحالف الحزب مع اللقاء المشترك وكانت في إطار المناكفات السياسية. ودعا البتول القوى السياسية داخل الإصلاح إلى العودة للأدبيات والمنطلقات والأسس التي ذكرت في برنامج العمل السياسي والانطلاق منها، مشدداً في هذه المناسبة على مراجعة وقفات تستحق المراجعة وهي العلاقة بين أدبيات الحزب ومواقفه الأخيرة حيث أن هناك قضايا كثيرة مخالفة لمنطلقات وثوابت الإصلاح بعد أن حدثت هوة إلى حد ما بين أسس الحزب وتصرفاته. وأضاف البتول: إن سلبيات حزب التجمع اليمني للإصلاح قليلة بمقابل النجاحات الملموسة أهمها مشاركته بالعمل السياسي بصورة تعزز العمل الديمقراطي، وأن له مواقف وطنية قدم فيها مصلحة الوطن على مصلحته الحزبية والآنية، وسرد مكاسب ومنجزات أهمها التزام الإصلاح بعقد مؤتمراته العامة ودوراته والشفافية التي يتمتع بها الإصلاح في كثير من القضايا بما في ذلك تحالفاته التي قد تفهم فهماً خاطئاً من قبل البعض أو تلك التحالفات التي قد تؤدي إلى بروز السلبيات. وأكد عبدالفتاح البتول أن الإصلاح كان في السابق أقوى مما هو عليه الآن وذلك منذ انتخابات 2003م إلا أنه في انتخاب 2006م فقد الكثير من نقاط القوة التي كان يتمتع بها وذلك بسبب التوسع والتركيز على البعد التحالفي الذي قاده اللقاء المشترك، والذي أدى إلى فقدان الإصلاح لبريقه وجاذبيته وتميزه عن الأحزاب الأخرى، متسائلاً: كيف سيبقى الإصلاح حزباً وطنياً كبيراً وهناك تحالفات للحزب مع أحزاب سلالية مذهبية وقف معها الإصلاح في أشياء لا تخدم الفكر الوطني حين دفع حزب الإصلاح ضريبة التحالف بتلك المواقف التي أفقدته اللمعان المعهود.