- حلت فرحة اليمنيين بعيد الفطر المبارك لهذا العام مثخنة بنذر فرقة مذهبية تذكيها محاولات توظيف سياسي رخيص لشعيرة دينية تحولت من مصدر للفرحة إلى مناسبة للفرقة التي دشن أتباع ومناصرو الحوثيين إذ كاء نارها في محافظات" صعدة، وعمران، وصنعاء" عندما أعلنوا مواصلة الصيام في يوم العيد وإتمام عدة رمضان "30" يوماً، مخالفين بذلك كافة شرائح الشعب اليمني الذي أفطر بناء على ثبوت رؤية الهلال في العديد من الدول العربية والإسلامية. - الدلالات التي يحملها انشقاق الحوثيين بعيدهم لا تنحصر في مجرد التعبير عن تميز مذهبي أو البحث عن دور سياسي بعد توقف الحرب بينهم وبين الدولة، ولكنها تمتد إلى أبعاد سياسية تتحكم بمدخلاتها ومخرجاتها طموحات " داخلية أو خارجية" تهدف إلى خلخلة النسيج الاجتماعي في اليمن، وتقويض أركان الوحدة المذهبية والسلم الاجتماعي، حيث يؤكد البرلماني " الإصلاحي" محمد ناصر الحزمي بأن ما أقدم عليه الحوثيون يعتبر شقاً لصف جماعة المسلمين، لأن مسألة الإفطار والصوم مسألة تعبدية حرص الإسلام على أن تكون عبادة جماعية تتوحد فيها الأمة الإسلامية بأكملها من خلال الصوم أو الإفطار في يوم واحد، لا أن تتحول هذه الشعائر التعبدية إلى مناسبات لتجزئة الوطن الواحد.. وفيما أكد الشيخ/ محمد الحزمي بأن تحري الهلال سواء للصوم أو للإفطار من مسؤوليات ولي الأمر عن طريق الشهود العدول - أوضح بأن المخالفة التي أقدم عليها الحوثيون تدل على أنهم لا يعترفون بولاية الدولة القائمة ولا بولاية ولي الأمر، معتبراً هذه السابقة بادرة خطيرة يجب أن يتنبه لها الجميع قبل أن تنتقل إلى اليمن عدوى الفرقة المذهبية التي في العراق، ونصبح عراقاً، آخر فريق يصوم وآخر يحتفل بالعيد.. وأشار الحزمي إلى أن ولي الأمر حتى وإن اعتمد على دولة مجاورة رؤي فيها الهلال وجبت طاعته، وذلك لأن الإسلام لا يعترف بالحدود القطرية، وقال بأن علماء القطر الواحد يخضعون لولي الأمر في حال اختلافهم، بحيث أنه لو رجح رأي فريق منهم فإن على الأمة أن تقتدي به وذلك حفاظاً على وحدة الأمة وحتى تكون العبادة جماعية.. تميز سياسي أم تمييز مذهبي..؟! "البحث عن تميز فقهي خارج إطار الدولة "، هو أقل ما يمكن أن توصف به سابقة انشقاق الحوثيين بعيدهم هذا العام، حيث برر المكتب الإعلامي التابع لعبدالملك الحوثي - القائد الميداني لحركة التمرد بأن صيام الحوثيين الثلاثاء الماضي استند إلى عدم ثبوت رؤية هلال شوال بالنسبة لهم ولمن وصفهم بعلماء محافظة صعدة، ورغم نفي الحوثيين لأي بعد سياسي لا نشقاقهم هذا إلا أن التوظيف السياسي يبدو حاضراً بقوة في هذه القضية التي تؤكد جميع المعطيات بأنها تنطوي على محاولة لإيجاد نوع من التمييز المذهبي بطابع سياسي الهدف منه التعبير عن عدم الولاء للنظام القائم من خلال عدم الإعتراف بولايته الدينية ومن ثم عدم الإعتراف بمشروعية ولايته السياسية، وتأكيداً على أن حركة الحوثي موجودة ككيان مستقل لا يخضع لشرعية ودستورية الدولة.. وفي سياق التبريرات التي استند إليها الحوثيون في قرارهم هذا أوضح المكتب الإعلامي للحوثي بأن طاعة ولي الأمر في مثل هذه القضايا غير واردة، زاعماً بأن طاعة ولي الأمر تكون في قضايا أخرى تختلف تماماً عن القضايا الشرعية المنصوص عليها في الكتاب والسنة، منتقداً استناد اليمن في إعلان العيد على الدول المجاورة، في إشارة منه إلى المملكة العربية السعودية، وليؤكد بذلك على وجود رسالة سياسية من قبل الحوثيين إلى السعودية التي يتهمونها بمساندة الدولة خلال حروب التمرد الخمسة التي أشعلوها في الأعوام الأربعة الماضية.. وبعيداً عن تبريرات الحوثيين وصمت الدولة، تجدر الإشارة إلى أن احتفال الحوثيين بالعيد لأول مرة خارج إطار الدولة والمجتمع، جاء بعد فترة وجيزة من تأكيدات الوساطات القبلية للقيادة السياسية على التزام الحوثي وأتباعه بالنظام الجمهوري وتعهدهم بالولاء للدولة والتزامهم بدستور الجمهورية اليمنية، ولهذا فإن تشكيكهم بعدالة جمعية علماء اليمن وعدم التزامهم بقرارها سيكون ذريعة لإيجاد كيان خاص بعلمائهم تكون له مرجعية موازية لمرجعية جمعية علماء اليمن.