كشفت وثائق رسمية حصلت "أخبار اليوم" على مجموعة كبيرة منها عن مدى الإزدواجية والعشوائية التي تعمل بها وزارة الزراعة مع مستوردي المبيدات الزراعية حيث أوضحت تلك الوثائق انعدام المسؤولية الكاملة أثناء قيام وزارة الزراعة بإصدار تصاريح لمستوردي هذه المبيدات. وكشفت أيضاً مدى استخفاف الوزارة بالمواطن والمستهلك الذي طاله ضرر هذه المبيدات مباشرة، إلا أن هذا الشعور منعدم تماماً لدى وزارة الزراعة بحسب تلك الوثائق التي كشفت قيام وزارة الزراعة بإصدار قائمة بأسماء المبيدات الشديدة السمية والضرر لمنعها من الدخول إلى البلاد لتقوم بعد ذلك الوزارة نفسها بمنح عدد من التجار تصاريح باستيراد هذه المبيدات رغم ورود أسماءها ضمن قائمتها المزعومة. الوثائق التي حصلت عليها الصحيفة تخص قضية مبيدات الآفات النباتية التي تحمل الاسم التجاري "برفكثيون"، والتي فصل فيها القضاء عبر الشعبة الاستئنافية بالمحكمة التجارية بالأمانة والتي قضت بالإفراج عن هذه الشحنة بعد أن تبين لها بأن الوزارة سمحت وصرحت لتجار مبيدات آخرين بإدخال مبيدات من نفس النوع الذي استورده عبده العامري الذي منعته من إدخال بضاعته وحجزها في الميناء، وبعد أن تبين للمحكمة بأن ثمة مماحكة قد دخلت في القضية دفعت الوزارة إلى منع دخول بضاعة العامري بحسب ما أشار إليه الحكم الصادر من الشعبة الاستئنافية من المحكمة التجارية بالأمانة. وفي السياق ذاته استغربت مصادر قضائية الحملة التي تشنها بعض الشخصيات النافذة لاستهداف القاضي/ محمد محمود بازي رئيس المحكمة الابتدائية التجارية بمحافظة الحديدة الذي نفذ أحكام القضاء ومارس سلطته دون محاباة استناداً لأوامر القضاء التي فصلت في هذه القضية. واقترحت تلك المصادر على الشخصيات النافذة أن تكرس جهودها ونفوذها لتعرية المعايير اللامسؤولة والتعامل بالازدواجية من قبل وزارة الزراعة في تعاملها مع قضايا شديدة الأهمية والخطورة كونها ترتبط بحياة ملايين من أبناء الشعب اليمني بدلاً من استهداف ومحاولة تشويه سمعة شخصية قضائية لم ترتكب أي مخالفة سوى أنها نفذت أحكام وأوامر القبض التي لا ينفذها إلا القضاء، موضحة بأن على تلك الشخصيات النافذة إن كانت حريصة على عدم دخول السموم إلى البلاد فالأجدر بها أن تستأنف أمام المحكمة العليا لنقض حكم الاستئناف في هذه القضية، وأن تستثمر نفوذها في البلاد لصالح الوطن وأبنائه من خلال الإسهام في منع دخول أي سموم أو مبيدات ضارة إلى الأراضي اليمنية من مستورديها التجار أياً كانوا لا أن تركز على شخص وتغض الطرف عن عشرات.