سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
تزامناً مع الإفراج عن سفينة يونانية واستعداد إسلاميين لتحرير ناقلة النفط السعودية.. مساع أجنبية لتوسيع صلاحية القرار «1816» والرئيس صالح يستبعد انتهاء القرصنة دون معالجة أزمة الصومال
ضمن استمرار سلسلة اختطاف السفن في عرض البحر وازدياد قوة القرصنة يوماً بعد يوم وذهاب القول لبعض المحللين بوقوف قوى دولية وراءهم ومساعدتهم في تنفيذ أعمالهم وما يرجح هذا القول اختطاف سفن قريبة جداً من القوات الدولية. وجاء اختطاف ناقلة النفط السعودية العملاقة والتي تعد أكبر ناقلة نفط في العالم لتثبت للعالم مدى قوة القراصنة حيث تعد هذه أكبر سفينة يختطفها القراصنة الصوماليون طوال فترة نشاطهم في القرصنة. وفي هذا الصدد نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن أحد القراصنة الذين يختطفون ناقلة النفط السعودية تهديدهم بمقاومة أي تدخل عسكري لتحريرها مؤكداً في اتصال هاتفي من ميناء هاراد يري بالصومال بأنهم لا يفكرون في تدمير الناقلة أو إيزاء طاقمها. وتواردت المعلومات أن القراصنة يعززون من تواجدهم ودفاعاتهم في المدينة وأنهم يتحصنون في قرية مجاورة. تهديد القراصنة وتعزيز دفاعهم جاء بعد دخول مسلحين إسلاميين إلى بلدة هاراد يري الصومالية الساحلية بحثاً عن القراصنة الذين يحتجزون الناقلة السعودية وتأكيد متحدث باسم الإسلاميين بأن منطقة "هاراديري" تحت سيطرتهم وأنهم سيعملون شيئاً بشأن الناقلة السعودية، مشيراً إلى أن خطف سفن السعودية جريمة أكبر من اختطاف السفن الأخرى لأنها بلد مسلحة. وبشأن الفدية التي تناقلت وسائل إعلامية أن القراصنة طلبوا مبلغ "25" مليون دولار مقابل تحريرها أوردت البحرية الأميركية وشركة "فيلا إنترناشيونال" التي تشغل الناقلة المختطفة أنه ليس بوسعهما تأكيد طلب الخاطفين فدية قدرها "25" مليون دولار. وكان الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي أكد أمس الأول في النرويج رفض المملكة العربية السعودية التفاوض مع القراصنة قائلاً: "إن المفاوضات ودفع الفديات من شأنها تشجيع القرصنة ولا تحل المشكلة". وفي السياق ذاته أطلق القراصنة الصوماليون أمس سراح السفينة اليونانية المحتجزة لديهم منذ 26 سبتمبر الماضي وكان على متنها مواد كيماوية و"9" بحارة وذلك بعد دفع مالك السفينة الفدية للقراصنة. المتحدث باسم التجارة اليونانية قال أن السفينة "إم في جينيس" أفرج عنها وهي الآن في طريقها إلى الإمارات العربية. وأفاد تقرير وارد عن "آي سي آي أس" أن القراصنة اختطفوا السفينة اليونانية المفرج عنها في يوم اختطاف السفينة الأوكرانية فينا المحملة بشحنة كبيرة من الأسلحة والتي ما زالت محتجزة. وبعد انتشار القراصنة وارتفاع وتيرة وحدة هجماتهم أطلق عليهم حكام البحر على الحافة الصومالية الشمالية الشرقية. وذكر وزير خارجية كينيا أمس الأول أن القراصنة أحرزوا خلال "12" شهراً ماضياً حوالي "150" مليون دولار واختطفوا أكثر من "91" سفينة في خليج عدن وما زالوا يحتجزون "17" سفينة محذراً من دفع الجزية لهم كونها أحد عوامل تشجيع عمليات القرصنة. إلى ذلك قال رئيس الجمهورية/ علي عبدالله صالح في مقابلة تلفزيونية مع قناة "روسيا اليوم" أن القرصنة في البحر الأحمر لا يمكن أن تنتهي دون حل الصراع في الصومال مؤكداً استعداد اليمن للتعاون مع المجتمع الدولي لحماية الأمن والاستقرار في البحر الأحمر والمحيط الهندي وخليج عدن مشدداً على ضرورة إعادة بناء دولة الصومال ومؤسساتها. ودعا الدول المطلة على البحر الأحمر إلى التعاون والتنسيق فيما بينها وكذا الدول التي أرسلت سفنها الحربية إلى هذه المناطق للحفاظ على أمن واستقرار البحر. وكان سبق للولايات المتحدة أن أصدرت قراراً يخول استخدام القوة ضد القراصنة وفي سابقة خطيرة قالت الدبلوماسية الأميركية في الأممالمتحدة روز ماري ديكارلو نهاية الأسبوع الماضي للصحفيين أن نص القرار رقم "1816" سيوسع من مجال السلطة بحيث يسمح للدول المالكة للسفن الحربية في خليج عدن أن تتحرك ضد القراصنة في عرض البحر ويسمح لها حتى بالدخول إلى داخل المياه الإقليمية الصومالية لملاحقة القراصنة. وتأتي هذه المعلومات في الوقت الذي يرى محللون غربيون بأن الولاياتالمتحدة الأميركية تسعى إلى جر القوات البحرية الأوروبية في اشتباكات دائمة مع القراصنة بفرض تحويل منطقة القرن الأفريقي إلى ساحة قتال أخرى مماثلة للصومال والعراق وأفغانستان، مشيرين إلى أنه يمكن إقامة تعامل فاعل بين اليمن والمملكة العربية السعودية ومصر وعمان والأردن والبحرية الأميركية لمكافحة القرصنة البحرية دون الحاجة للاستعراضات العسكرية البحرية.