اعتبر المحلل السياسي اليمني الخبير بمنطقة القرن الأفريقي/ محمد الصبري أعمال القرصنة وما يحدث من تطور في البحث الأحمر يعد من أخطر التطورات التي شهدتها منطقة جنوب البحر الأحمر منذ أن جاء الأسبان والبرتغاليون إلى المنطقة. وقال الصبري: أن الأهداف الغريبة من السيطرة على البحر الأحمر تعد نوعاً استباقياً لصراع دولي قادم من الصين والهند والدول الصاعدة وكون ممر البحر الأحمر يعد طريقاً للملاحة بالنسبة لتلك الدول. وأضاف في تصريح نشرته صحيفة "الوقت" البحرينية في عددها الصادر يوم أمس أن الولاياتالمتحدة الأميركية ووجودها العسكري يتم استغلاله بطريقة الجيوش المرتزقة من خلال فرض أتاوات على الشركات والدول تدفع للجيوش الموجودة في المنطقة من أجل حماية خط الملاحة الدولية. وأكد الصبري أن هناك مخاطر كبيرة تهدد اليمن جراء عمليات القرصنة ومحاولة تدويل قضية البحر الأحمر مرتبطة بالسيطرة على المياه والشواطئ والجزر والسيادة الإقليمية موضحاً أن هناك مخاطر اقتصادية تتمثل بوجود عشر مدن يمنية تطل على السواحل وفيها ما يقارب عشرة منافذ جمركية وخمسة موانئ بحرية ستتضرر أيضاً. واستغرب الصبري أن يدفع السعوديون أتاوات للقرصنة وبإمكانهم دفع دولار عن كل برميل نفط لمعالجة مشكلات الدول المطلة على الممر المالحي مضيفاً إذا كانت حماية منابع النفط واجبة فإن حماية الممر واجبة أيضاً. وأفاد أن دول الخليج المصدرة للنفط والدول المستهلكة له والمطلة على البحر الأحمر بحاجة إلى إعادة تفكير حقيقي بالمسؤولية تجاه المنطقة حسب الصبري متسائلاً هل يعقل أن اليمن والصومال وأثيوبيا وأرتيريا يموتون من الفقر وهم يرون أساطيل بمليارات الدولارات تمر أمامهم ولا يتلقون مساعدات. وعاب الصبري على الدول العربية المطلة على البحر الأحمر عدم امتلاكها سياسة أمنية في هذا الممر المهم وتركه لنهب الغواصين والقراصنة والصهاينة والتواجد الدولي الذي تحول إلى خطر دون اعتراض أحد وتساءل هل يعقل أن توجد "5" قواعد عسكرية في المنطقة وأساطيل بحرية وتقف هذه القوى عاجزة أمام أعمال القراصنة. وأشار الصبري إلى أن الحل المعقول يكون بوجود سياسة عربية لأمن البحر الأحمر وسياسة إقليمية وسياسة أخرى لليمن بدرجة أساسية لأنها تكاد تكون الدولة الوحيدة التي تشكل أكبر كثافة سكانية بعد انتهاء الصومال وغياب أثيوبيا وعجز أرتيريا مستدركاً أن اليمن فقد سياسة إنتاج السياسات منذ فترة طويلة. مستغرباً من حديث رئيس الجمهورية/ علي عبدالله صالح الذي نفى وجود أخطار على اليمن جراء أعمال القرصنة والذي أعقب حديثه اليوم الثاني خطف القراصنة سفينة يمنية من خليج عدن. واعتبر الصبري أن التواجد الدولي في البحر الأحمر سيجعل الأساطيل الدولية تمارس دور التجسس على الدول المجاورة لأن وجودها حسب وصف الصبري لن يكون وجوداً سياحياً داعياً إلى الاستفادة من القضايا المشابهة كما حدث في مضيق "ملقة" الذي يعد أكبر مضايق العالم للقرصنة وتم التعامل مع أعمال القرصنة عبر السياسات الإقليمية.