بلغت ذروة الانفلات الأمني في مديرية خنفر جعار محافظة أبين أمس أعلى مستوياته من خلال خمس حوادث متفرقة اسفرت عن مقتل مواطن وحارس أمن وجرح آخرين من حراسة مصنع اسمنت باتيس. ففي الساعات الأولى من فجر أمس عاودت العناصر المطلوبة أمنياً ملاحقة مكتب مدير عام مديرية خنفر بعد إحراق مكتبه كاملاًلاستهداف المبنى الآخر الكائن في الإرشاد الزراعي بعبوة ناسفة أسفرت عن تحطم المبنى بالكامل وإصابة منازل المواطنين المجاورة للمبنى بتشققات جراء قوة الانفجار الذي ضج مضاجع سكان جعار. ولم تكتفٍ تلك العناصر باستهدافها لمبنى مدير عام المديرية بل لجأت عند الساعة الثامنة من صباح أمس إلى إطلاق الأعيرة النارية على سجن جعار وحدثت اشتباكات مسلحة بين حراسة السجن وتلك العناصر إلا أن تلك الاشتباكات لم توقع إصابات بين الطرفين. وقامت أيضاً تلك العناصر عصر التي عجزت الأجهزة الأمنية عن القبض ولو على حتى واحد منهم قامت عصر أمس بقتل المواطن يوسف عمر محمد من سكان مدينة جعار دون معرفة الأسباب الحقيقية لتلك العملية بقتل نفس بريئة حرمها الله. وعلى صعيد الأحداث الجارية في جعار فقد أقدمت أيضاً أمس جماعة مجهولة مطلوبة أمنياً على مهاجمة ثلاثة من حراسة مصنع اسمنت باتيس وأدى إلى مقتل الحارس الأمني للمصنع الذي يدعى فاروق القردعي وإصابة الجندي حسين لطف رزق بالكتف وإصابة اثنين آخرين وإصابة أحدهما بالخطيرة. وذكرت المصادر أنه عند إقدام أحد الجنود التابعين للأمن المركزي لإنقاذ المصابين فوجئ ذلك الجندي بمباغتته بعدة طلقات أصيب خلالها الجندي حسين بإصابة بكتفة الأيمن. كما لاحقت أيضاً تلك العناصر الطقم العسكري المسعف للمصابين وأطلقت عليه عدة طلقات مما أدى إلى انقلاب الطقم. وكان المصابان قد أسعفا إلى أحد مستشفيات عدن لتلقي العلاج إلا أن أحدهما فارق الحياة. وتأتي تلك الانفجارات وأحداث القتل التي شهدتها جعار أمس بعد مررو يوم واحد فقط من لقاء الأخ محافظ أبين بقبائل يافع التي قدمت للمحافظة وأبدت استعدادها للتعاون مع الأجهزة الأمنية بالمحافظة وإذا لم تستطع الأجهزة الحماية فإنها ستقوم بحماية مصالحهما بأنفسهما. وفي سياق متصل أعلن المقدم/ صالح سعيد الشمسي مدير أمن مديرية خنفر المتواجد منذ "70" يوماً في العاصمة صنعاء أنه يتوقع أن يبلغ الانفلات الأمني في جعار إلى أعلى ذروته. وقال الشمسي في تصريح ل "أخبار اليوم" إن تواجده في صنعاء بعد علمه أنه ليس لدى السلطات في المحافظة الرغبة بابقائه في المديرية خاصة بعد تهدئة الوضع مع المطلوبين أمنياً واستلامهم مبالغ مالية من صنعاء لتهدئة الوضع في خنفر. وأضاف: لقد كنت أتوقع أن بقائي في صنعاء لمدة "70" يوماً سيعمل على تهدئة الوضع في خنفر إلا أنه صار العكس أنه بدلاً من بلاغ عن انفجار أو مشكلة معينة في يوم واحد، فقد تطور الوضع سوء وأدى إلى وقوع خمسة بلاغات ووصل الانفلات الأمني إلى أسوأ حالاته خلال الأسبوعين الماضيين وأنه يتوقع ألا ينضبط الأمن في خنفر. مشيراً أن الجماعة التي طلعت إلى صنعاء واستلمت المبالغ المالية من السلطة لتهدئة الوضع في خنفر لم يوقفوا الأعمال التخريبية كونهم تربوا على تلك الأعمال التخريبية. وحمل الشمسي قيادة السلطة المحلية في المحافظة المسؤولية الكاملة جراء الانفلات الأمني في خنفر مشيراً إلى أنه سيظل وفياً للدولة وعلى استعداد في خدمتها في أي موقع أكان في الأمن أو غير ذلك. وإزاء تفاقم الأوضاع الأمنية في خنفر طالبت العديد من الشخصيات في المحافظة الأخ أحمد الميسري أن يوفي بوعده الذي قطعه على نفسه لتوليه المحافظة بأن يقوم بإصلاح الأوضاع الأمنية في المحافظة خلال شهرين فقط ما لم سيقدم استقالته. وتساءلت تلك الشخصيات في اتصالاتهم الهاتفية التي تلقتها "أخبار اليوم" على مدار الساعة مساء أمس عن تلك الوعود لمحافظ أبين وماذا تبقى للمحافظة بعد مرور تسعة أشهر من تولي المحافظ مسؤولية المحافظة دون قيامه بإصلاح الأوضاع بشكل عام. كما تساءل العديد من المواطنين أين دور المجلس المحلي بالمحافظة في الوقوف ضد تلك الأوضاع في خنفر؟