في الوقت الذي أبدت العديد من الأصوات السياسية ارتياحها الشديد للاتفاق الذي توصل إليه طرفا المعادلة السياسية اليمنية "المؤتمر-المشترك" حيث تشير المعلومات إلى أن أمناء عموم هذه الأحزاب قد وقعوا على اتفاق يتضمن العديد من النقاط تمثل الإطار العاملإصلاح النظام الانتخابي وتسوية الملعب السياسي وتهيئة الأجواء لإجراء إصلاحات سياسية وانتخابات برلمانية تنافسية. وفي هذا السياق أكد الدكتور محمد الظاهري رئيس قسم العلوم السياسية بجامعة صنعاء أن هناك ارتياحاً واسعاً لتوصل طرفي الحوار إلى توافق. . متمنيا أن يكون هذا الحوار نابعاً من اعتراف العقل السياسي بوجود أزمات تعاني منها البلاد ، كما تمنى ألا يكون الدافع وراء التوافق دافع خارجي وان النخب وصلت إلى مرحلة تشخيص الداء لا أن يتم التعامل مع أعراض الأزمات وتسكينها ولا يتم التعامل مع أسبابها. وقال الظاهري في تصريح ل "أخبار اليوم " أنا في غاية السعادة كيمني بأن يبدأ فرقاء العمل السياسي اليمني في الحوار لمصلحة اليمن مجتمعا ودولة واستقرار سياسيا لأننا كثيراً ما طالبنا بان يتم الاعتراف بوجود أزمات وأكدنا انه لا وجود لأمن واستقرار في ظل نفي الآخر بمعنى أن يعترف الحزب الحاكم بوجود معارضة وعلى الجميع أن يعزز ثقة الحوار فيما بيننا كفرقاء عمل سياسي وان يعترف الجميع بان الوطن مهدد بجملة من المخاطر وعلى الجميع أن يساهم في تسييج الجبهة الداخلية لتتمكن من التصدي ومواجهة المخاطر والتحديات الخارجية ، وأنا مع الحوار الذي يوصل الجميع إلى نقطة الالتقاء التي من شانها إن تصل بالسفينة اليمنية إلى بر الأمان وان تتجاوز العواصف والأمواج التي تقف أمامها. وأشار الظاهري إلى أن على الجميع أن يعترف بأننا جميعا مسؤولون تجاه ما يعانيه اليمن من أزمات لأننا بحاجة إلى استقرار سياسي والذي يعتبر ثمرة لكل حوار سياسي وتحمل الأحزاب السياسية حاكمة ومعارضة المسؤولية تجاه الوطن. . متمنيا ان يكون هذا الاتفاق تدشين مرحلة الرؤية الإستراتيجية وليس تكتيكا سياسيا. وأكد بان المشترك مطالب اليوم بألا يبالغ في مطالبه كما أن المؤتمر مطالب بعدم التمترس خلف تحويل الانتخابات من وسيلة تنافسية إلى غاية. وحول رؤيته فيما إذا كانت نقاط الاتفاق الذي تم التوصل إليه والمتضمن إجراء تعديلات دستورية وتأجيل الانتخابات عامين واعتماد نظام القائمة النسبية وتصحيح السجل الانتخابي وغيرها من النقاط بأنها تمثل تكتيكاً سياسياً أو وضع مسكنات أم أنها تدشين مرحلة رؤية إستراتيجية وتشخيص المشاكل وجذورها قال الظاهري "ا استطيع أن استنتج أن التعامل مع أزماتنا يفتقر إلى الرؤية الإستراتيجية لأننا نتعامل للأسف وفق "ما بدا بدينا عليه" ونقترب من إعراض الأزمات ولا نعالج جذورها وهو ما يجعلني أخشى بأن يكون هذا الاتفاق هو ناتج عن ضغوط خارجية كدول المانحة وآخرين وأتمنى أن يصل العقل السياسي اليمني والحزب الحاكم والحكومة إلى الاعتراف بأن هناك أزمات يعاني منها اليمن مجتمعا ودولة. . مؤكدا بان أول خطوة للخروج من الاحتقان السياسي هو الاعتراف بوجود أزمات كونه لا يكفي أن نرمي هذه الأزمات على الخارجي كون نظرية المؤامرة قد مللناها إلا أن من يعتمدها يعتبر أنها تفسر كل شئ في حين أنها لا تفسر أي شئ. . مضيفا أتمنى بأنه بعد الاعتراف بالأزمات بان يتم التعامل معها بأسلوب السعي لحلها من جذورها لا أن يتم التعامل معها بأسلوب المسكنات والمهدئات. وقال في ختام تصريحه للصحفية أتمنى على المؤتمر والمشترك أن يثبتوا أنهم قدر المسؤولية في تحمل مسؤوليتهم تجاه هذا الوطن ويدركوا أن اليمن في خطر حقيقي لأن الأمن القومي اليمني في إطار الأمن القومي العربي مهدد إذا لم يتنبه صانع القرار السياسي بأنه لا بد أن يتعايش مع الآخر السياسي وان يعترف بوجود الأزمات لكي يتبع الجميع خطوات لحلها من جذورها كون المهدئات لم تعد تنفع.