حين كشفت "أخبار اليوم" حقيقة ندوة حزب الحق "التعايش بين المذاهب. . مدخل للوحدة الإسلامية" الممولة إيرانياً عن المذاهب باعتبارها توحيداً للأمة وأوضحت أن ذلك ليس سوى قناع تتخفىوراءه الندوة ومن أعد لها. . كان ذلك مكاشفة منها لما يريده حزب الحق لإلحاق الأذى بالوطن لغاية غير نزيهة وهي تقديم الديانة الإثنى عشرية باعتبارها الصحيحة وتمجيد لموضعتها في الداخل اليمني، وهي ديانة دخيلة تقوم على قذف الصحابة وأم المؤمنين وتدعو إلى عصمة الأئمة ورفعهم إلى مصاف الأنبياء وتمارس بشدة استخفاف العقل ونخل الدين الإسلامي الصحيح بعبادة القبور والتبرك بها وجعلها من ركائز الإسلام ناهيك عما فيها من أساطير وضرب الرأس ولباس الحداد على حدث مضى عليه أكثر من "1400" سنة وكأنه اليوم، وضرب الجسم حتى يسيل الدم في حالةٍ مازوفية تريد أن تحتل الأمة وأن تلهيها عن الاشتغال بالصحيح في إيمان العقل ونبذ الخرافة. وحين قلنا أننا أمام خطة ممنهجة يدشنها حزب الحق من خلال هذه الندوة التي حضرها السفير الإيراني وجرى الحديث على أن الديانة الاثنى عشرية هي الصحيحة يعني تغليط المذاهب كنا نقول أن الهدف من وراء ذلك الفرقة والانقسام بين أبناء الأمة. وحين أماط حزب الحق اللثام عن نفسه انكشفت الحقيقة لنرى أننا أمام استهداف قوى لوحدة الوطن وأن ما كان يطرح في الندوة عن المذاهب تبين أن لا أحد حضر من المذاهب الأخرى غير جهابذة الاثنى عشرية الذين دجنوا ديانتهم ورفعوها إلى مصاف الحقيقة الصادعة، ويبدو أن حزب الحق بهذا السلوك غير السوي قد ظن قادته أنهم قادمون على تزوير الحقائق وأنهم ما زالوا قادرين على الأكاذيب التي تفرض طموحاتهم الرجعية وأن الوطن لا يعنيهم في شيء وإنما تعنيهم المداخيل المشبوهة على حساب دين وقيم ووطن وتاريخ، ومن يجرؤ على التعامل مع الفرس بهكذا وقاحة ويجعل من السفير الفارسي صاحب الفتوى الذي يتمنى أن يكون حزب الحق قائداً للمشترك ومن ثم للوطن بلا شك هو لا منتمي وطنياً وهو أمر نحسبه أنه في صلب اهتمامات الفرس الذين يريدون الحزبية مدخلاً لمطامعهم في جعل اليمن مرتهنة إلى عملاء إيران وهي مطامع قديمة جديدة ترى المرجعية الفارسية في "قم" أن اليمن كانت تحت النفوذ الفارسي قبل الإسلام وأن هذه النفوذ لا بد أن يعود ولكن من خلال العملاء والمرتهنين من يقبضون ثمن إشاعة الفرقة والانقسام وتمجيد الديانة الاثنى عشرية بغلوها وتطرفها اللذين هما كفيلان بإعادة الوطن القهقرى وجعله مليئاً بالخزعبلات وأحاديث الإفك. حزب الحق بهذا السلوك يضع نفسه كضليع في التآمر وأفراد رموز الفتنة الحوثية. يقدم نفسه فكرياً سندأً داعماً لقوى اليمن وهو أمر نحسب أن الولوج فيه بهذه الصورة الاستفزازية لمشاعر المسلمين وعقيدتهم السمحاء لا يقل ضرراً عما تريد الصهيونية من هذا الدين في إدخاله في الطائفية والمذهبية كتقسيم يجر إلى محرقة للوطن. وإذا كان توقيت هذه الندوة قد جاء على خلفية الأحداث الشنيعة التي يمارسها المتمردون الحوثيون فإن هذا يوضح الترابط العضوي بين من يحمل السلاح خارجاً عن القانون ومن يحمي المتمرد بالفكر والرأي ويريده متحققاً كديانة. حزب الحق واضح أنه لا يهمه الوطن مثل ما يهمه مزيداً من الدعم لمزيد من الفتن والصراعات وإلحاق الضرر بوحدتنا الوطنية. حزب الحق يتحدث عن وحدة المذاهب ويقصي الآخرين ويستضيف خرابات الجامعة وغيرها لتقدم أوراق الديانة الاثنى عشرية وتجاهر بأهمية الترويج لها واعتبارها كإحدى الديانات في اليمن. حزب الحق لا يخاف الله وهو يدرك جيداً الأبعاد الخطيرة التي تجر إلى تمزيق الصف الوطني. الحق هنا وإن كان الحق هو الله الذي لا إله غيره يريد أن يكون بأدلوجيته المتطرفة هو الحقيقة وما عداه باطل الأباطيل، يريد لمرجعيات "قم" هم من يحكمون وليس الشعب وقواه الوطنية. حزب الحق يخرج عن المسار الديمقراطي بنغمة الطائفية والمذهبية وهو لا يعترف أبداً بالآخرين بدليل أن المشاركين في ندوته هم أصحاب الرأي الواحد وأصحاب الديانة الواحدة، وهم الذين يتكلمون عن الذين يتحدثون عن المذاهب الأخرى من وجهة نظر ديانة جعفرية. حزب الحق بالتأكيد خرج عن المشترك ولا يتناسق معه وباسمهم يحاول أن ينفذ المشروع "الفارسي. . الصهيو أميركي الخطير" فيما أحزاب المشترك تظل غطاءً يحمي تحركاته ويمنحه شرعية العمل الطائفي والمناطقي، وفيما أحزاب المشترك وهي مسؤولة وطنياً عن أي سلوك نشاز تبقى في إقصائها حتى من حضور هذه الندوة لا تقدم رأياً فيما يجري، وكأن الديمقراطية لدى حزب الحق هي حزب الحق فقط والوطن وأهله إلى الجحيم. وإذا كانت المداخلات في هذه الندوة قد أثنت على الاثنى عشرية ورأت فيها الصحيح الإسٍلامي وأعلت من مقامها وقدرها لتبرهن للسفير الإيراني أنها على ذات المخطط تمضي وأن الدعم الفارسي لا بد أن يستمر لها ولرموزها وقادة حزب الحق إذا كانت كذلك فإن أحزاب المشترك مطالبة وطنياً بتوضيح الصورة وإلى أي مدى توافق أو ترفض المخطط الرامي إلى الانقسام والفوضى. مطلوب من أحزاب اللقاء المشترك أن تحدد موقفاً واضحاً من إقحام المذهبية والطائفية باسم الديمقراطية في المعترك الوطني، مطلوب منها أن تقرأ بدقة المداخلات أو الأهداف التي يراد لها أن تتحقق، مطلوب من أحزاب المشترك أن تحدد موقفها أيضاً من تدخلات السفير الإيراني فكرياً ومادياً لدى حزب الحق، وهل العمالة والارتهان هي السياسة الوطنية؟ أحزاب المشترك لا نظن أنها ترضى بزعامة السفير الإيراني الذي يكشف عن مخطط حزب الحق في قيادة المشترك ليعبث باسمه ويمارس الفرقة والطائفية من داخله، أحزاب المشترك بتاريخها النضالي الكبير لا بد أن تقف أمام هذه الندوة إعداداً وتحضيراً وموازنة باسم من جرت وإلى أين تسير؟ وما هو المطلوب تنفيذه خارجياً؟ أحزاب المشترك عليها ألا تقدم فرصاً للمتآمرين على الوطن وأمنه واستقراره ليكونوا فاعلين بدعم وحضور وتجليات السفير الإيراني، أحزاب المشترك تبقى في حالة إحراج شديد إن هي صمتت عن أفعال حزب الحق وهو يجر المذاهب الإسلامية إلى مواقع ومزالق خطيرة، في حين أن الوطن لا توجد فيه مثل هذه التقسيمات وهذه النوازع ولا توجد أقليات لا دينية ولا عرقية إلا في مخيلة من يشتغلون على هذا الاتجاه ظناً منهم بأنها ورقة رابحة، وعلى ذلك جرت الندوة وحضرها جانب واحد وهو حزب الحق ومن يمثله من مرجعيات لها صلة وطيدة بالجعفرية كديانة ولها سوابق خطيرة وإدانات ومحاكم جرت لها لكنها ما زالت تمارس الدجل والشعوذة بثمن بخس ولا يمكن للضمير أن يستيقض فيها مطلقاً لأنها تجندت لحساب الفرس المتآمرين على دول المنطقة وعلى اليمن خاصة، لذلك نقول للمعنيين من الشرفاء إن المخطط الرامي إلى الطائفية والمذهبية يعلن عنه حزب الحق بخطوات عملية ومن خلال الحضور تكشفت الأوراق السيئة والتي لا تؤمن إلا بما هو تآمري على الدين والوطن وعلى السيادة والاستقرار، والندوة المأزومة دليل قوي على خطر يريد أن يتشكل فينا ويجر إليه أحزاب المشترك حسب تصريحات السفير الإيراني وندوة شيراز عن المذاهب التي تزامنت مع ندوة حزب. . .