أقر مجلس النواب في جلسته أمس استدعاء الحكومة على خلفية الانفلات الأمني الذي تشهده البلاد وأعمال التفجيرات الإرهابية التي طالت مؤخراً سواح كوريين في مدينة شبام بحضرموت الأسبوع الفائت. وخلال الجلسة التي كرست لمناقشة قضايا الأمن وجه النواب انتقادات حادة لوزير الداخلية قائلين أن أجهزته الأمنية تحذر بقوة من قمع وقتل المواطنين الأبرياء المسالمين فيما تغيب وتخفق بشدة أمام الأعمال الإرهابية التي تهدد الأمن والاستقرار والتنمية في البلاد. ودعا نواب الحكومة إلى إعادة النظر في سياسات مؤسساتها الإعلامية والتعليمية والثقافية والأمنية ودورها في التنشئة والتوعية الصحيحة. وقال النائب نبيل باشا إننا اليوم أمام حوادث أمنية خطيرة أضحت تهدد الأمة والسلم في البلد. وأضاف: "إن ما حدث مؤخراً في طريق عام كطريق مطار صنعاء وسط العاصمة عقب تفجيرات شبام يجعلنا نتساءل ألف سؤال ونضع أكثر من علامة استفهام حول من يقف وراء هذه العمليات؟ وما دور الأجهزة الأمنية في توفير الحماية لفريق التحقيق الكوري؟ متسائلاً عن الأسباب التي تدفع شباب بعمر الزهور للعمليات الانتحارية. من جانبه قال النائب سلطان البركاني رئيس كتلة الحزب الحاكم إن الحادث الأخير على طريق مطار صنعاء رغم عدم وجود ضحايا أعطى بعض الانطباعات عن وجود خلل أمني سائلاً: كيف وصلت المعلومات للإرهابيين عن وصول فريق كوري للتحقيق في حادث شبام. إلى ذلك أكد الدكتور النائب/ عبدالباري دغيش وقوف المجلس حول موضوع العمليات الإرهابية التي تمت في حضرموت أو في سيئون أو في طريق المطار بالعاصمة صنعاء. وقال في تصريح ل "أخبار اليوم" أنه قدم مقترح من قبل الأخ النائب سلطان البركاني رئيس الكتلة البرلمانية للمؤتمر الشعبي العام باستدعاء الحكومة ووافق المجلس على مقترح البركاني، مشيراً إلى أن ما يحصل في الآونة الأخيرة أمر نوعي جديد ويدق ناقوس الخطر كما يعطي إشارة خطر مجتمعية كبرى جراء ظهور هذه الحالات في مجتمعنا منوهاً إلى أن القضية تستدعي تكاتف كل الجهات الحكومية والمجتمع ككل لمواجهة مثل هذه التطورات الخطيرة متطرقاً إلى أن المجلس صادق على مقترح استدعاء الحكومة كاملة الاثنين المقبل. ورأى "دغيش" أن يعطي الموضوع أهمية قصى بحيث يبحث عن أسبابه المجتمعية، الثقافية والخلفيات الاقتصادية والاجتماعية مقترحاً أن يتم تقديم خطة أو إستراتيجية لمواجهة هذه المشاكل بشكل كامل وأن يسهم الناس الإسهام الفاعل وتشارك كل الأحزاب السياسية بمختلف أطيافها وتوجهاتها وكذا منظمات المجتمع المدني إلى جانب الحكومة التي تتحمل المسؤولية الرئيسية في مواجهة الإرهاب ومواجهة هذه التطورات التي تسيء للمجتمع والدين وتؤثر حتى على لقمة عيش الناس. وأوضح أنه في ظل تهديد صناعة السياحة تهدد أقوات الناس مشيراً إلى أن السياح يأتون إلى بلادنا للتعرف على الحضارة والطبيعة اليمنية وعادات البلد الأصلية وعلى ثقافتنا فيعكسوا صورة جميلة عن البلد الذي تحدثت عنه الكتب السماوية أكثر من غيره. وأشار إلى أنه عبر مجيء السياح هناك أسر ؟؟؟ وهناك أسواق مفتوحة وأخرى تستفيد حيث أن هذا الجانب يهتم به العالم بشكل عام سواءً الدول المتقدمة والفقيرة مستدركاً أن ميزة اليمن لما يتمتع به من تاريخ عريق. وشدد على ضرورة التكاتف المجتمعي من أجل تحويل هذه المحنة إلى منحة منوهاً إلى أنه يجب على البرلمان أن يقوم بدوري إيجابي ويعقد جلسات اجتماع يستدعي علماء ولا سيما المتخصصون في الجانب النفسي والاجتماعي وأنه لا بد أن يتم الجلوس من قبل البرلمان أمام الجهات والمناصب الرسمية والحكومية. وقال: أنه يرى أن تشتغل كل اللجان الموجودة من البرلمان في هذا الموضوع. كما أكد على ضرورة مطالبة الحكومة بسرعة تقديم مشروع قانون الصحة النفسية كون الانتحار نوع من الاضطراب النفسي ولا سيما أن أعمار الانتحاريين الصغيرة تشير إلى وجود مشكلة حقيقية ينبغي بحث جذورها وتشخيصها التشخيص اللازم حتى يتسنى معالجتها.