أبدى قياديون في مجالس "الصحوة" العراقية مخاوف من تمرد عناصرها على القانون، وانعكاس ذلك سلبا على الوضع الأمني، ولا سيما بعد فرار بعض القياديين إلى الخارج، خوفا من الملاحقة القانونية، إثر تفعيل دعاوى ضد المتورطين منهم في أعمال عنف. وأوضح زعيم "صحوة شاطئ التاجي" العقيد سعيد عزيز سلمان أن اعتقال رئيس مجلس "صحوة الفضل" الشيخ عادل المشهداني دفع بعض القادة وعناصر الصحوة التي كانت متورطة مع بعض الجماعات المسلحة إلى السفر خارج البلاد. وأضاف في تصريحات إلى صحيفة "الحياة" اللندنية أمس الجمعة أنه من الخطأ اعتبار كل عناصر الصحوة من المتورطين في أعمال عنف، مشيرا إلى ما أسماه "الدور الكبير" الذي قامت به مجالس الصحوات في الجانب الأمني. وحذر من أن الأيام المقبلة ستشهد نزوح أعداد كبيرة من رجال الصحوة باتجاه الأردن وسورية. وتابع: "يبدو أن القادة الأمنيين في العراق ينظرون إلى جميع أفراد الصحوة على أنهم إرهابيون". وقال نائب زعيم «صحوة الدورة» (جنوب بغداد) سمير الهندي إن «بعض جماعات الصحوة أعاد ترتيب أوراقه، تفاديا لعمليات الاعتقال التي تشنها الجهات الأمنية بعد تفعيل مذكرات قضائية بحق بعض المتورطين». وحذر من أن «تخلف قياديين في الصحوة عن تأدية مهماتهم الأمنية أخيرا يثير القلق من عودتهم إلى الارتباط بمرجعياتهم المسلحة» السابقة. ولفت إلى أن "تغيير سياسة الحكومة تجاه أبناء الصحوة يثير المخاوف لدينا". وكانت القوات العراقية اعتقلت الأسبوع الماضي المشهداني وعددا من مساعديه بتهمة "مخالفة القانون وارتكاب جرائم قتل بحق الأبرياء"، وفق ما أعلن الناطق باسم الخطة الأمنية في بغداد اللواء قاسم عطا. وأدى اعتقال المشهداني إلى مواجهات بين قوات الأمن ومسلحي «الصحوة» في المنطقة. وإثر ذلك نفى الناطق باسم الحكومة العراقية علي الدباغ أي نية لدى الحكومة لاستهداف "الصحوات"، قائلا: ما يحدث لا يعني أن الصحوات مستهدفة، فهذا الشخص (المشهداني) مطلوب قضائيا وكان يمارس الإرهاب والابتزاز بحق أهالي الفضل، وأنا على يقين من أنهم مرتاحون لاعتقاله". وكان العميد الركن نعمان داخل، آمر لواء الرد السريع، أوضح أن اعتقال المشهداني ومساعديه تم بناء على اتهامات ضده تتعلق بقتل 150 شخصا من أهالي الفضل، وتهجير 200 عائلة، وتأجير منازلهم، إلى جانب قتل عدد كبير من الجنود الأمريكيين ورجال الشرطة العراقية.