لا زالت عناصر التمرد وأتباعها المواليين للحوثي تواصل خروقاتها وانتهاكاتها للمواطنين في بعض مديريات محافظة صعدة حيث ظلت التوترات المتراكمة تحتك ببعضها كعود ثقاب جاهز لإشعال فتيل المواجهات بين أتباع الحوثي والمواطنين بصعدة. الشيخ فهد الشرفي مقرر لجنة الوساطة وإحلال السلام بمحافظة صعدة التي يترأسها التاجر فارس مناع أوضح ل "أخبار اليوم" في حديثه مساء أمس أن تداعيات الاحتقان والتراكمات الماضية تسير عكس عقارب السلام في مديرية ساقين حيث انفجر مساء الأربعاء الماضي الوضع بمديرية "ساقين" بين المواطنين المحسوبين على الدولة والمعارضين للمد الحوثي في منطقتهم وبين عناصر حوثية والمجاميع المأزرة لهم مشيراً إلى أن فتيل الحرب اشتعل بين الطرفين مصحوبأً بشعارات كتلك التي يرددها أتباع الحوثي فيما كان شعار المواطنين المحسوبين على الدولة "الله، الوطن، الثورة". وأضاف الشرفي أن انفجار الوضع بين الطرفين يأتي بعد سلسلة من الأزمات والاحتقانات والتراكمات التي أدت إلى الصدام بين الطرفين أكثر من مرة مشيراً إلى أن الحادث الذي وقع بسبب مدرسة خديجة للبنات بساقين في مقدمة هذه التداعيات وكان قد أودى بحياة أحد وجهاء قبيلة آل عقبة "عاف أحمد صالح عقبة" و"3" جرحى من آل عقبة وآخرين لافتاً إلى أن الاشتباكات القبلية ظلت مستمرة للمطالبة بالثأر حتى نزول لجنة الوساطة وعدد من المشائخ ليتم إعلان صلح مدته "6" أشهر بين الطرفين تنتهي في منتصف شهر إبريل الحالي مؤكداً أن انتهاء مدة الهدنة أحد أسباب انفجار الوضع مشيراً إلى أن الحوثيين يدعون أيضاً قيام عناصر من آل عقبة باستهداف موكب المشاركين في احتفالية المولد النبوي حيث سقطت خسائر من صفوفهم منوهاً إلى أنه في نفس الحادث سقط شخص آخر من قبيلة آل حنش التي تمثل التوأم الحالي لقبيلة آل عقبة على مستوى مدينة ساقين. وتابع فهد الشرفي بالقول: وقد تخلل هذه الأحداث عدد من الاختراقات والتحديات وصلت إلى منع كل طرف لآخر من العبور أو التسوق فيما يقع تحت سيطرته مشيراً إلى أن الحصار لا زال مطبقاً وتبادل إطلاق النار قائماً بين الطرفين حتى الساعة رغم قيام الشيخ طالب جبران الشرفي المشرف على اللجنة الفرعية لإحلال السلام بساقين بالتواصل مع الشيخ "علي ناصر " عضو اللجنة الرئاسية والذي يقوم بتهدئة الوضع باستمرار فيما يخيم الصمت على موقف رئيس وأعضاء اللجنة الآخرين. وأضاف أن اللجنة مضت أمس الأول من ساقين في طريقها إلى صعدة ولم تتوقف حتى "10" دقائق للنظر في الوضع لافتاً. وقال الشرفي أنه تم التواصل مع الطرفين والذين رفضوا أية حلول لقضيتهم مضيفاً أن اللجنة حتى الآن لم تأتي إلى مدينة "ساقين" ولم تقم بدورها في حل القضية في الاشتباكات لا زالت مستمرة معرباً عن خشيته من ازدياد الوضع سوءاً وخاصة في ظل ما نسمع عن حشود للحوثيين وإعدادهم للهجوم على "ساقين". وقال أننا ننوه للجميع الالتزام وعدم إدخال المنطقة في نفس البوتقة التي دخلت فيها مديرية "غمر" محملاً الحوثيين كامل المسؤولية كون أبناء ساقين يعانون من حصار مطبق. وشدد الشرفي على ضرورة أن يفهم المتمردون الحوثيون أن المنطقة التي لم يدخلوها في الحرب الخامسة لا يمكن أن يدخلوها تحت شعار السلام.