ما زالت أصوات الأعيرة النارية والفوضى تعم منطقة ساقين بمحافظة صعدة لليوم الثامن على التوالي حيث أكد مقرر لجنة الوساطة الرئاسية بالمحافظة أن الاشتباكات المسلحة والمواجهات بين عناصر التمرد الحوثي وقبيلة آل عقبة وآل حمش في ساقين مازالت مستمرة على مدار الساعة والتي يستخدم الطرفان فيها مختلف الأسلحة وقد خلفت شهيداً من أفراد الأمن رغم عدم تدخله في المواجهات وخمسة جرحى أحدهم من أفراد الأمن وأربعة من قبائل ساقين فيما لم يكشف بعد عن حجم الخسائر من أتباع التمرد لتكتمهم الشديد على ذلك. وأورد مقرر اللجنة الشيخ/ فهد الشرفي أسماء الجرحى من قبائل ساقين وهم مجلي عبدالله يحيى مجلي والطالبان عبدالله صلاح عبدالله عقبة وعبده صلاح حزام الحيمي وكذلك أحمد يحيى عبده الجوفي. وأوضح الشرفي أنه تم تشكيل لجنة من عدد من المشائخ بتكليف من محافظ صعدة برئاسة الشيخ/ فيصل حمود بشر والشيخ/ ضيف الله محمد إسماعيل الواصلي الذين وصلوا إلى ساقين الأحد الماضي والتقوا بعدد من مشائخ ووجهاء المنطقة. وقال الشرفي إن مشائخ ساقين شددوا على ضرورة إيجاد حل جذري لقضيتهم واضعين عدداً من الشروط على وفد الوساطة منها المطالبة بتسليم الجناة المتورطين في قتل وجرح أبنائهم والمطالبة بخروج الحوثيين المتمركزين داخل ساقين والجبال المحيطة بها والتزام الحوثيين الذين هم من سكان ساقين بالعيش كمواطنين صالحين. وجاء في شروطهم أيضاً إطلاق سراح المختطفين من أبنائهم لدى الحوثيين وهم حسين ضيف الله محمد السعدي وعبدالملك المجمعي حارس محطة موبايل بجبل الجوة والطالب محسن بن محسن الطريبي. وأشار الشرفي إلى أن مشائخ ساقين لم يوافقوا على أي هدنة لإيقاف النار إلا لمدة ساعتين فقط منوهاً إلى مغادرة الوفد قبل أن يتمكن من اللقاء بالحوثيين المتمركزين بمنطقة الكرسحة ودون أن يتمكن أيضاً من طرح شروط أهل ساقين على الحوثيين لمعرفة موقفهم منها. وأوضح الشرفي أن مشائخ ساقين أكدوا أن قضيتهم ليست مع الحوثيين وحركته وإنما مع أشخاص متورطين بقتل أبنائهم وإحداث فوضى وخروقات متتالية وأنهم لا يطلقون النار إلا على منازل غرمائهم وعلى المواقع التي يصدر منها إطلاق النار عليهم. ونوه مقرر اللجنة أن مشائخ ساقين دعوا كل القبائل إلى عدم التدخل في قضيتهم إلا بما يحق الحق قائلين "هذه دماء والدماء غالية وليست للبيع والشراء" محذرين من اتخاذ قضيتهم لخدمة مصالح البعض. وأكد الشرفي استنكار اللجنة لما يدور في ساقين معتبرين الحرب والاقتتال باباً للفتنة والثأر الدائم والمهلك داعين الجميع إلى تكاتف الجهود لإيقاف نزيف الدم خاصة وأن هناك أبرياء يجرحون يومياً وأعدادهم في ازدياد لا سيما في ظل وضع الاقتتال الذي تعيشه المدينة وانعدام أبسط ظروف العيش والحياة والاستقرار الأمر الذي تسبب في نزوح أعداد كبيرة من أسر المنطقة. وقال مقرر اللجنة/ فهد الشرفي في تصريح خاص ل "أخبار اليوم" إن الكشف عن شروط مشائخ ساقين من أجل أن يطلع عليها كل الجهات والأطراف ذات العلاقة سواء اللجنة الرئاسية أو السلطة المحلية أو الطرف الآخر الحوثيين حتى يبحث الجميع عن مخرج وحل للمشكلة. وأشار الشرفي إلى أن الحل يكمن في تطبيق صيغة الاتفاق المبرم بين الدولة والحوثيين وترجمتها على أرض الواقع. وطالب بضرورة وضع معايير للأمن والأمان والتعايش بسلام في ظل احترام الحقوق والحريات العامة أما السكوت عما يجري والوقوف وقوف المتفرج فهو ذنب لن يغفره الله ولن ينساه التاريخ خاصة لأولئك الذين بأيديهم القدرة على الحل ويقع على عاتقهم مسؤولية رعاية السلام الشامل والعادل في المنطقة.