كشف أحد أعضاء اللجنة الرئاسية المكلفة باحتواء الأحداث في بعض المحافظات الجنوبية أن هناك أطرافاً داخلية وخارجية في الخليج ولندن وغيرها تدفع بالشارع نحو الفتنة، مما يمكن أن يضاعف من حدة الأزمة ويتسبب في إشعال نار الفتنة التي قد تمتد آثاراها إلى المنطقة عموماً. وأكد عبد القادر هلال رئيس اللجنة الرئاسية المكلفة من رئيس الجمهورية لاحتواء التوتر في ردفان بمحافظة لحج أنه من خلال جولات المفاوضات التي قامت بها اللجنة خلال الأيام الماضية ، أتضح أن هناك فرقاً وجماعات مختلفة كل منها لها مطالبها الخاصة وتهدد بالعنف. وبدى هلال في الحوار الذي أجرته معه صحيفة "الجزيرة" غير مستسهل المهمة حيث قال في حواره أنه واجه كثيراً من محاولات إفشال مهمة اللجنة والاتفاق الذي تم التوصل إليه. مضيفاً بالقول: ما إن يتم الاتفاق مع جماعة أو جماعات ما حتى يظهر فريق جديد يتنصل عنه وهكذا. مشيراً إلى أن أكبر دليل على ذلك هو قتل ضابط من الجيش بعد يوم من أتفاق التهدئة واختطاف جندي ، لكن ذلك لم يؤثر على مساعي التهدئة حد ما جاء في استدراك هلال موضحاً أنه لا حظ أن معظم الفرقاء يتحدثون عن نضال سلمي ويعبرون عنه بالعنف. وقال هلال في حواره ل "الجزيرة": هناك من يدعون تمثيلهم لقضايا الناس فتجد من يستظل تحت مسميات الثورية التي قامت عليها ثوره الجنوب مثل جبهة التحرير والجبهة القومية وحزبيين قبليين، حتى أخيراً ظهرت جماعة أصولية تدعي أحقيتها في حكم البلاد الجنوب بعد تحريره حسب زعمهم كمحاكاة لنموذج المحاكم الإسلامية في الصومال وغيرها من البلدان العربية وهذا يزيد الأمر تعقيداً ويفكك جهود كل الفرقاء التي ينبغي أن يكون هدفها خدمة المواطن. وأكد هلال أنه لا أحد يمثل الجنوب ، ولا أحد يمتلك الوحدة التي هي ملك للشعب اليمني عموماً. وأشار هلال إلى أن خيار المواجهة والعنف وإنتشار الجيش والنقاط الأمنية في المناطق لا يقدم حلاً بل يزيد من حدة التوتر فإن الحوار والمشاركة على أساس من التوازن والتكافؤ هو المدخل للحل فيما يرى أن الحل ينبغي أن يبدأ الآن وأن على الدولة أن تنحاز للناس وقضاياهم واحتياجاتهم وأن يتم بالتوازي دراسة الأسباب الأصلية الجوهرية لهذه المشاكل وقيام أي حلول على أساس شراكة المستفيدين وبمفهوم السلطة المحلية. ويرى أيضاً أن من أهم الحلول العاجلة والملحة ، الإصلاح السياسي الشامل، اعتماد القائمة النسبية كنظام إنتخابي، ، والسلطة المحلية كاملة الصلاحيات. وشدد رئيس اللجنة الرئاسية المكلفة على أهمية الحوار مع كل الأطراف والشركاء من أحزاب المعارضة التي قال عنها هلال أنها لم تقدم حتى الآن مشروعاً سياسياً بديلاً من دون إقصاء أحد، داعياً إلى سرعة المبادرة في تنفيذ الحلول وعدم الركون إلى التهدئة التي توصلت إليها اللجنة أخيراً على أنها الحل مؤكداً أن الحل ممكن وإن كان أكثر كلفة ما لو تم تدارك الأمر مبكراً. وأبرزت "الجزيرة" إنطباعات هلال الذي ذكرت عنه أنه لا يزال يؤمن بأن التقرير الذي أعده مع أربعة وزراء آخرين قبل أكثر من عام بتكليف من الرئيس صالح حول مشكلات الأراضي في المحافظات الجنوبية، ويعرف بتقرير "هلال باصرة" لا يزال صالحاً لأن يكون أرضية لحلول إستراتيجية تساعد في إخماد المشكلات في بعض مناطق المحافظات الجنوبية. وقال هلال في حواره قد شدد على ضرورة إعادة التوزيع الإداري لتسهيل إدارة المصالح الاقتصادية، وخلق فرص متكافئة وتعزيز مفاهيم الثقافة الوطنية، مردفاً بالقول أن مساعي اللجنة استطاعت أن تتوصل إلى تهدئة يمكن أن يبنى عليها حوار بناء مع كل الأطراف الفاعلة في ما يعرف ب"الحراك الجنوبي" في منطقة ردفان والحبيلين في محافظة لحج.