أقر مجلس النواب أمس الأربعاء استقطاع "10" آلاف ريال عن كل عضو فيه مساهمة في تمويل علاج الفنان أيوب طارش عبسي ،وذلك بناءً على مقترح تقدم به النائب سنان العجي الذي دعا إلى الإلتفات لتلك القامة الفنية العملاقة التي أثرت المكتبة الفنية اليمنيةبالأغاني والأناشيد الوطنية حيث جسد الفنان أيوب من خلال أغانيه معاني الوحدة والجمهورية، مساهماً في إحياء الفن اليمني الأصيل والفن الروحي علاوة على الآخر الوطني. وكانت مصادر قد أكدت أن تحديات مالية كبيرة حالت دون إجراء عملية جراحية ثانية، وأجبرت الفنان أيوب على مغادرة المستشفى دون إجرائها. الفنان أيوب يرقد وزوجته منذ "4" أشهر بمستشفى الأردن بالعاصمة الأردنية عمان جراء ما ألم به من آلام في العمود الفقري واليد اليمنى. وذكر موقع "نيوز يمن" على لسان نجل أيوب أن والده الفنان لم يعد يستطع مسك أي شيء لأكثر من يضع دقائق نتيجة لآلام بيده. وأكد "رفعة أيوب" عدم توفر المبالغ المالية المستحقة لعلاج والده، مناشداً رئيس الجمهورية التكفل بعلاجه. أيوب طارش.. القامة السامقة في سماء الفن اليمني والرجل الوطني الذي اتخذ من الفن نضالاً ونثر الكلمات درراً تتناغم بالألحان ليجسد المعاني الروحية والوطن يمر بهذه الظروف التي تزامن مجيئها مع أسوأ الأحوال ولا تعير الدولة لجهوده أي إهتمام.. ولعل من المفارقات العجيبة أن تهتم الدولة بفنانين أقل شأناً من فنان وهب نفسه للنضال الفني وظل ينشد بمواهبه وفنه يمناً موحداً، فأثناء مرور بعض الفنانين بوعكات صحية يحصل الالتفات من السلطة بتوجيهات رئاسية أو لفتة وزارية كريمة من وزارة الثقافة بينما فنان بحجم قامة أيوب الفنية تجبره التحديات المادية على مغادرة المستشفى ويلوذ أخيراً لمناشدة المسؤولين على وطن ظل ينشده طوال حياته. ولد الفنان أيوب في قرية المحربى سنة 1942م عزلة الأعبوس بمحافظة تعز وحصل على الشهادة الثانوية من المعهد العلمي الإسلامي بعدن ومن أبرز شيوخه العلامة المجتهد محمد سالم البيحاني. بدأ مرحلة الغناء منذ الصبا ودرس في مدينة القاهرة عام 1974م الموسيقى العربية لمدة عامين. وبعد عودته شغل عدداً من الوظائف منها موظف في شركة الطيران اليمنية 1969م وموظف في البنك اليمني للإنشاء والتعمير عام 2001م ..شكل دوراً ثنائياً مع الشاعر الراحل عبدالله عبدالوهاب نعمان "الفضول" في الفن ليظهرا بذلك الدور الثنائي للفن أجمل الروائع الغنائية مثل : لك أيامي ..قلبي يسائلني عليك وأشهر تلك الروائع أنشودة رددي أيتها الدنيا نشيدي التي تم اختيارها نشيداً وطنياً للجمهورية اليمنية وكانت نشيد الشطر الجنوبي. حصل الفنان أيوب على عدد من الأوسمة والجوائز منها وسام الفنون من الدرجة الأولى ودرع الثقافة، وشارك في كثير من الأسابيع الثقافية اليمنية في عدة دول عربية، وقد استطاع الجمع بين الموروث والإبداعات في أغراض إنسانية وفنية واتجه في الأيام الأخيرة من عمره نحو التصوف كقيمة روحية ثرية فأ بدع في أغان شتى منها "يارب بهم" و"جلاء القلوب".