اعتبر الكاتب والمحلل السياسي سعيد ثابت مبادرة عبدالملك الحوثي القائد الميداني لحركة التمرد بمحافظة صعدة والتي أطلقها على لسانه ناطقه الإعلامي عبر قناة الجزيرة مساء الاثنين الماضي حيث تضمنت تلك المبادرة إعلان الحوثي بوقف إطلاق النار من طرفه ، اعتبرها "ثابت" خطوة تكتيكية ذكية. وأشار إلى أن مبادرة الحوثي تكتيك إعلامي هدفه إفشال مساندة خليجية متوقعة لصنعاء، موضحاً ان قراءة المبادرة في إطارها الزمني والمكاني تكشف عن أن الحوثيين لجأوا إلى الإعلان عن مبادرتهم عشية انعقاد الدورة ال112 للمجلس الوزاري الخليجي على مستوى وزراء الخارجية التي بدأت أمس الثلاثاء في مدينة جدة، وأدرجت بند مناقشة الأوضاع في صعدة في جدول أعمالها ، وكان السفير اليمني في الرياض وضع الأمين العام لمجلس التعاون في صورة ما يجري بصعدة بعد أن استنفدت الحكومة اليمنية كل الوسائل السلمية مع المسلحين الحوثيين ومنحتهم فرصاً متعددة وكافية وآخرها النقاط الست المقدمة من الحكومة. وأضاف سعيد ثابت سعيد ل"صحوة نت" حسب تصوره أن الحوثيين قرؤوا اجتماع دورة وزراء دول الخليج من زاوية سوداوية ، وتوقعوا أن تخرج بموقف مساند للحكومة اليمنية في حربها ضدهم فسارعوا إلى الإعلان عن مبادرة لوقف إطلاق النار من طرف واحد بعد أن كانوا قد توعدوا الحكومة بحرب استنزاف طويلة إثر إنهيار اتفاق التهدئة قبل ولادته. استغراب الكاتب والمحلل السياسي من ذلك سؤاله عما تغير في ميدان المواجهات أو في سير المعارك حتى يعلن المتمردين الحوثيون عن وقف إطلاق النار من جانب واحد في هذا التوقيت؟ وأكد "ثابت" أن المعطيات والمؤشرات تؤكد أن المبادرة تكتيكية وستنتهي إعلامياً فور اختتام دورة وزراء مجلس التعاون الخليجي ، لمعرفة الحوثيين المسبقة برفض السلطات اليمنية لمبادرتهم التي جاءت بطريقة مستفزة، وبعد أن تكون المبادرة قد وضعت الوزراء الخليجيين المجتمعيين والمتحمسين لموقف صنعاء في موقف حرج ، وقال: ربما ستكون المبادرة مخرجاً لبعض الوزراء الذين قد يكونون غير متحمسين في إصدار بيان مؤيد لإجراءات الحكومة اليمنية ضد الحوثيين. وقال المحلل السياسي سعيد ثابت أن الحوثيين اعتادوا أن يعلنوا مواقفهم وأخبارهم العسكرية بواسطة بيانات صادرة عن مكتب زعيمهم ، ولكن المبادرة التي أعلن عنها في قناة الجزيرة جاءت من دون ملامح أو عناصر ، وبصيغة غير متماسكة وتجاهلت أية إشارة إلى اتفاق الدوحة الذي كانوا يصرون عليه كشرط لوقف إطلاق النار. وأضاف أن محصلة الحروب السابقة ومخلفات المبادرات والاتفاقيات أبرزها اتفاقية الدوحة ، كشفت عن تطور نوعي في الأداء الإعلامي للحوثيين ، وأنه في المقابل أظهر الجيش تقدماً في أدائه العسكري بعد أن غادر أسلوب الاعتماد على الجنود المبتدئين وزج بجنود النخبة في ميدان المواجهات ، وربما لقلقه من توسع الرقعة الجغرافية التي بات المسلحون الحوثيون يتحركون عليها بحرية ومحاولة توسعهم غرباً باتجاه السيطرة على ميدي ، وما يشكله ذلك الموقع الجوي من مخاطر إستراتيجية لسيادة الدولة اليمنية وانعكاساتها على العلاقات اليمنية السعودية التي يبدو أن البلدين ينتابهما شعور بمخاطر تبلور كيان سياسي عازل بين البلدين.