قال مصدر باللجنة الأمنية العليا في اليمن ان المبادرة التي أعلنتها عناصر التمرد الحوثية مؤخراً لوقف إطلاق النار لم تأت بأي جديد . وأشار المصدر الى أن اللجنة الأمنية العليا كانت قد أعلنت عن ست نقاط لوقف الحرب وتحقيق السلام في محافظة صعده بشمال اليمن حيث تدور المواجهات بين القوات الحكومية والمتمردين . والنقاط الست هي الانسحاب من جميع المديريات وفتح الطرقات وجعلها آمنة، والنزول من الجبال والمواقع المتمترسين فيها، وتسليم المعدات التي قامت العناصر التخريبية بالسطو عليها، والكشف عن مصير المختطفين الأجانب الستة، حيث أن المعلومات تؤكد بأن عناصر التخريب والتمرد وراء عملية الاختطاف، وتسليم المختطفين من أبناء محافظة صعدة وغيرهم، وعدم التدخل في شؤون السلطة المحلية بأي شكل من الأشكال" حد تعبير المصدر الأمني. وقال " على عناصر التمرد الالتزام بتلك النقاط وبدون أية انتقائية وإثبات حسن نيتها في الجنوح للسلم من خلال إيقاف كافة الأعمال التخريبية والتقطع في الطرقات والاعتداءات ضد المدنيين وأفراد القوات المسلحة والأمن وإزالة المتفجرات التي قامت بزرعها لإعاقة حركة السير في الطرقات" . من جانب اخر وصف مراقبون ومحللون سياسيون مبادرة الحوثي زعيم المتمردين الذين يقاتلون القوات الحكومية في محافظة صعدة وبعض مديريات محافظة عمران وأطلقها على لسانه ناطقه الإعلامي عبر قناة "الجزيرة" مساء أمس الاثنين بالخطوة التكتيكية الذكية. ويرى هؤلاء أن استكشاف دلالات إعلان مبادر الحوثي بوقف إطلاق النار من طرف واحد يجب أن يتم تناولها في إطارها الزماني والمكاني، وقالوا إن ذلك يكشف عن أن الحوثيين لجأوا إلى الإعلان عن مبادرتهم عشية انعقاد الدورة ال 112 للمجلس الوزاري الخليجي على مستوى وزراء الخارجية التي ستبدأ اليوم الثلاثاء في مدينة جدة، وأدرجت بند مناقشة الأوضاع في صعدة في جدول أعمالها، وبعد لقاء الأمين العام للمجلس مع السفير اليمني في الرياض وبحسب المصادر الإعلامية اليمنية والخليجية؛ فإن الأخير وضع العطية "في صورة ما يجري في صعدة بعد أن استنفذت الحكومة اليمنية كل الوسائل السلمية مع المسلحين الحوثيين ومنحتهم فرصا متعددة وكافية وآخرها النقاط الست المقدمة من الحكومة". وأضافوا في حديثهم ل "قدس برس" أن الحوثيين قرأوا اجتماع دورة وزراء دول الخليج من زاوية سوداوية، وتوقعوا أن تخرج بموقف مساند للحكومة اليمنية في حربها ضدهم، فسارعوا إلى الإعلان عن مبادرة لوقف إطلاق النار من طرف واحد، بعد أن كانوا قد توعدوا الحكومة بحرب استنزاف طويلة إثر انهيار اتفاق التهدئة قبل ولادته". وتساءل المحللون عما تغير في ميدان المواجهات أو في سير المعارك حتى يعلن الحوثيون عن وقف إطلاق النار من جانب واحد في هذا التوقيت بالذات؟ وقالوا "إن المعطيات والمؤشرات تؤكد أن المبادرة تكتيكية، ستنتهي إعلاميا فور اختتام دورة وزراء مجلس التعاون الخليجي، لمعرفتهم المسبقة برفض السلطات اليمنية لمبادرتهم التي جاءت بطريقة ربما يشعر المسؤولون أنها مستفزة، وبعد أن تكون المبادرة قد وضعت الوزراء الخليجيين المجتمعين والمتحمسين لموقف صنعاء في موقف حرج، وربما أيضا ستكون مخرجا لبعض الوزراء الذين قد يكونون غير متحمسين في إصدار بيان مؤيد لإجراءات الحكومة اليمنية ضد الحوثيين". وأشاروا إلى دلالات إعلان المبادرة عبر فضائية "الجزيرة" ومن خلال الناطق الإعلامي للحوثي، وبدون صدور بيان رسمي عن مكتب زعيم الحوثيين يوضح ماهية المبادرة وعناصرها، وألمحوا إلى "أن الحوثيين اعتادوا أن يعلنوا عن مواقفهم أو حتى أخبارهم العسكرية بواسطة بيانات صادرة عن مكتب زعيمهم، لكن هذه المبادرة التي أعلن عنها في قناة الجزيرة جاءت من دون ملامح أو عناصر، وبصيغة غير متماسكة، وتجاهلوا أي إشارة إلى اتفاق الدوحة الذي كانوا يصرون عليه كشرط لوقف إطلاق النار، وبدت المبادرة كما لو أنها من وحي اللحظة، وهي في الحقيقة ليس كذلك". وفي الوقت الذي أكدوا فيه أن الحرب بحد ذاتها سيئة، والأسوأ منها الحروب الداخلية، فإنهم أوضحوا أن الحرب السادسة هي محصلة الحروب السابقة، إضافة إلى مخلفات المبادرات والاتفاقات وأبرزها اتفاقية الدوحة، وقد كشفت عن تطور نوعي في الأداء الإعلامي للحوثيين، وقدرة على المبادرة في تقديم الأخبار حول سير المعارك بغض النظر عن صحتها من عدمها، في المقابل أظهر الجيش اليمني تقدما في أدائه العسكري، بعد أن غادر أسلوب الاعتماد على الجنود المبتدئين وزج بجنود النخبة في ميدان المواجهات، ربما لقلقه من توسع الرقعة الجغرافية التي بات المسلحون الحوثيون يتحركون عليها بحرية، ومحاولات توسعهم غرباً باتجاه السيطرة على منطقة ميدي، ومينائها المطل على منطقة القرن الأفريقي وشرق أفريقيا، وما يشكله ذلك الموقع الحيوي من مخاطر إستراتيجية لسيادة الدولة اليمنية، وانعكاساتها على العلاقات اليمنية السعودية، التي يبدو أنهما ينتابهما شعور بمخاطر تبلور كيان سياسي عازل بين البلدين، على حد تعبير المحللين السياسيين. وكان عبد الملك الحوثي قد أعلن عن مبادرته التي نصت على أن يتم فتح الطرقات ورفع المظاهر المسلحة وعودة الأمور إلى ما كانت عليه، ووضع هذه المبادرة من جانبه طور التنفيذ منذ إعلانها، وذكّر أن نجاح هذه المبادرة التي اعتبرها فوق كل الخلافات لمعالجات حقيقية لأوضاع المتفاقمة ويكون نجاحها بمدى التجاوب من قبل السلطة، وذلك بإعلانها وقف الحرب وتطبيق ذلك على أرض الواقع، بحسب تصريحات الناطق الإعلامي للحوثي.