ذكرت صحيفة واشنطن بوست الأميركية أن إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما باتت مقتنعة بأن السعودية هي المكان المثالي لإرسال عشرات المعتقلين اليمنيين في غوانتاناموا إليها بعد أن نجحت السعودية بإعادة تأهيل المعتقل السعودي خالد الجهني والذي أصبح يعيش حياة سلمية في مدينة جدة بعد أربع سنوات من إطلاق سراحه. واستدركت الصحيفة أن مسؤولين سعوديين يرجعون نجاحهم مع معتقلين سابقين مثل "الجهني " إلى اعتمادهم على أفراد أسرهم وعشائرهم الذين يقومون بأعمال المراقبة المستمرة على تصرفاتهم وبالتالي لا يمكن تطبيق ذلك مع من لديهم علاقات اجتماعية وجذور خارج السعودية. ويأتي هذا التلكؤ من إدارة الرئيس الأميركي والتهريب من قضية الإفراج عن المعتقلين اليمنيين في حين يقترب الموعد النهائي الذي التزم به الرئيس أوباما بإغلاق المعتقل في يناير القادم حيث ما يزال "97" معتقلاً يمنياً يقبعون في غوانتاناموا. وأشارت الصحيفة الأميركية إلى أن المعتقلين اليمنيين لا تنطبق عليهم معايير المعتقلين من الجنسيات الأخرى كون الغالبية منهم لم يتم تبرئتهم من أجل الإفراج عنهم ، مضيفة أن الولاياتالمتحدة مترددة في إعادة ال26 يمنياً الذين تمت تبرئتهم متذرعة بمخاوف أمنية. وعلى الرغم من مبررات الرفض السعودي والدول الأوروبية في أخذ المعتقلين اليمنيين. . فإن مسؤولين أميركيين يأملون إرسال غالبيتهم إلى السعودية. وأضافت واشنطن بوست أنه في حال قبلت السعودية بالمعتقلين اليمنيين - وهو القرار الذي يقول معظم المراقبين إنه سيتطلب مباركة من الملك عبدالله بن عبدالعزيز - فإنها تخاطر بأن تصبح أكبر هدف للقاعدة ، مشيرة إلى أن اليمنيين إذا عاودوا الانضمام إلى القاعدة بعد مشاركتهم في البرنامج السعودي سيكون ضربة قاسية للبرنامج. من جانبها انتقدت جماعات حقوق الإنسان البرنامج السعودي لتأهيل المتشددين كونه يحتجزهم دون توجيه اتهام ضدهم ، وشهد مدير الاستخبارات الوطنية "دينيس بلير" أمام لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ بأنه كان من الصعب قياس مدى نجاح البرنامج ، لافتاً إلى أن البرنامج أفرج عن معظم المجرمين الأحداث وأن الإرهابيين الأكثر تشدداً لا يخضعون لإعادة تأهيل. وذكرت الصحيفة على لسان متخصصين اجتماعيين أن نظام البرنامج السعودي لا يمكن أن يكون فاعلاً مع المعتقلين اليمنيين إلا أن عشرين معتقلاً لديهم بعض الروابط الأسرية داخل السعودية لكنه من غير الواضح مدى قوة تلك الروابط. وأضافت على لسان مسؤولين سعوديين وغربيين أن الحل هو بناء برنامج لإعادة التأهيل في اليمن ، لكن معظمهم مرتابون من ذلك لأن اليمن -حد وصف الصحيفة - مصابة بطاعون الفساد السياسي والاضطراب المحلي.