كشفت صحيفة" رأي القدس" العربي أن مؤتمر لندن الذي دعا إلى عقده وزير الخارجية البريطاني براون تم بالتنسيق مع الإدارة الأمريكية،مشيرة إلى أن هذا المؤتمر يعيد التذكير بمؤتمر أفغانستان الذي انعقد في ألمانيا لإيجاد بديل لحركة طالبان، وتهيئة المؤسسات التشريعية والتنفيذية التي ستتولى الحكم في البلاد بمساعدة الولاياتالمتحدةالأمريكية والغرب عموماً. وذهبت الصحيفة إلى القول أن التدخل الأمريكي في أفغانستان نجح في الإطاحة بنظام طالبان فعلاً، ولكنه لم يحقق الاستقرار في البلاد، ولم يقض على تنظيم 'القاعدة' رغم دخوله العام العاشر، ومن الصعب القول بان مثيله في اليمن سيكون أفضل حظاً نظراً للاختلاف الكبير بين البلدين ، وكراهية أهل اليمن العالية للإدارة الأمريكية. واعتبرت أن مؤتمر لندن الذي ربما يوفر الدعم المالي لحكومة صنعاء، ويزودها بالخبرات الأمنية اللازمة في مجالات التدريب والتسليح، فهناك حديث عن خطة لتكوين قوات شرطة حديثة على الطراز الغربي، تتولى مهمة مطاردة تنظيم القاعدة.. اعتبرت هذا التدخل الغربي، على أهميته، ربما يعطي نتائج عكسية تماماً، تصب في مصلحة 'القاعدة' وإضعاف النظام اليمني في المقابل. وأشارت"رأي القدس" -في تقرير لها نشرته تحت عنوان:" اليمن ومخاطر التدخل الأمريكي "-إلى أن التحالف الأمريكي البريطاني يقدم على مقامرة خطيرة بدس أنفه في الشأن اليمني الداخلي، وإتباع أساليب أمنية محضة لمحاربة تنظيم 'القاعدة'، دون الأخذ في الاعتبار الظروف الاجتماعية والاقتصادية والسياسية. وقالت: اليمن استعصى دائماً على كل الغزاة والتدخلات الخارجية، ويمكن القول بأنه الدولة الوحيدة التي لم تدخلها القوى العظمى، سواء كانت مسلمة (الدولة العثمانية) أو غربية (بريطانيا والبرتغال) باستثناء وجود مؤقت على السواحل الجنوبية، ولذلك فان أي تدخل أمريكي بريطاني قد يكون مكلفاً، ودون أن يقضي على 'القاعدة'، هذا إذا لم يحول منطقة الجزيرة كلها - حيث ثلثا احتياطات النفط في العالم- إلى منطقة مضطربة حافلة بالقلاقل والحروب الداخلية