استغرب وزير الأوقاف والإرشاد اليمني الضجة الإعلامية التي تروج لها الدول الغربية من أن اليمن أصبحت ملجأ لعناصر ما يسمى بتنظيم القاعدة . وأكد القاضي حمود الهتار أن حجم تواجد ما يسمى بتلك العناصر في اليمن ضئيل جدا وليس بالصورة التي روجتها الصحف والإعلام الغربي الذي أعطى القاعدة حجما كبيرا وروج لها أكثر مما هو موجود. وقال الهتار في محاضرة ألقاها في المركز اليمني للدراسات التاريخية واستراتيجيات المستقبل مساء أمس تحت عنوان "الإرهاب والتطرف" قال أن الإعلام أبرز بعض المظاهر السيئة هنا وهناك لتخويف الغرب من الإسلام. وأشار الهتار إلى أن اليمن وضعت سياسة لمكافحة التطرف والإرهاب بدءاً بالحوار الفكري لاقتلاع جذور الفكر المتطرف الذي يدفع بالكثير من المغرر بهم لارتكاب جرائم إرهابية خصوصاً وأن القوة تزيد الفكر المتطرف قوة وصلابة. وأكد وزير الأوقاف أن الحوار هو السبيل الأمثل لحل مثل هذه الإشكاليات ويعمل على التقارب والتعارف وتبادل المعلومات, ومن ثم حل المشكلات الاقتصادية التي قد تكون سبباً لاستغلال بعض الأشخاص وانخراطهم في الجماعات الإرهابية. وأضاف :" رغم كثرة الحديث عن الإرهاب واشتداد حملات مكافحته إلا أن العالم كله لم يصل إلى تعريف محدد له حتى لا يدخل فيه شيء ليس منه ولا يخرج منه شيء, وأن هناك أكثر من 124 تعريفاً للإرهاب تتفاوت من بلد إلى آخر".. منوهاً إلى أن كل فعل فيه استخدام للقوة ضد المدنيين والمنشآت الخدمية والاقتصادية وغيرها يعد إرهابا , وأن اليمن من الدول التي عانت من العمليات الإرهابية وكانت مستهدفه منذ بداية التسعينات وحتى اليوم. وسرد الهتار عدداً من الأسباب التي ساعدت في بروز بعض الأفكار المتطرفة وانتشارها بين أوساط الشباب أهمها: عدم الإلمام بالضوابط الشرعية والإسلامية وعدم مراعاة الواقع الذي يعيشون , فيه , والتعبئة الخاطئة التي تمت في زمن الحرب الباردة وانعكاسها بعد انتهاء الحرب, بالإضافة إلى التعبئة التي حدثت من بعض الأشخاص نتيجة عدم فهم الإسلام أو لتحقيق طموحات شخصية, وكذا الهوة الثقافية بين الشرق والغرب وضيق مساحة التعبير ومواقف الحكومات الغربية وفي مقدمتها الولاياتالمتحدةالأمريكية تجاه القضايا العربية والإسلامية والتي لم تكن الكثير منها منصفة أبرزها الموقف من القضية الفلسطينية وغيرها من الأسباب. وقال وزير الأوقاف :"إن تلك المفاهيم الخاطئة والتصرفات الطائشة ألحقت بالإسلام والمسلمين أضرارا لا تقل عن الأضرار المعادية حيث أظهرت الإسلام بصورة غير الصورة التي أنزل بها كونه دين الحرية والتعايش والسلام, ووفرت للآخرين المبررات والذرائع للنيل من ديننا الإسلامي وأمتنا الإسلامية". موضحا أنه لولا تلك المفاهيم لما سقطت أفغانستان ولا العراق. وأوضح أن وسائل الإعلام الغربية وعدد من الوسائل العربية والإسلامية تحاول الترويج لتلك الأفكار بطريقة مباشرة وغير مباشرة. وأكد الهتار أن أهم المعالجات لهذه الظاهرة هو الحوار الذي سيظهر اليمن بصورة حضارية ويؤكد للعالم أنه من خلال الحوار يمكن أن نصنع ما عجزت عنه أحدث التقنيات والوسائل الحربية, وأن فكرة الحوار لاقت استحسانا لدى الكثير من الدول التي عملت بها مؤخرا.