المحرر السياسي بدلاً من أن يعُتقل الفاسدون تعٌتقل الكلمة الصادقة والشجاعة، وبدلاً من الاحتكام إلى موجبات الدستور والقانون في احترام الرأي يجري القمع لكل صاحب كلمة مسؤولة وصادقة. . مفارقة أخذت بها أجهزة السلطة وهي تطارد مشاعل الحرية المطالبين بالوطن حباً وفرحاً، وهو أمر ما كان ليجد الإدانة الواسعة على لسان كل الأدباء والمثقفين وحملة الفكر ومشاعل التنوير لولا هذه الغوغائية التي تريد أن تنال من حقوق وحرية المواطن وفي المقدمة الصحفيين. وإذا كان اعتقال الأخ/ سيف محمد أحمد مدير عام مؤسسة الشموع للصحافة والإعلام يأتي في سياق تطورات قيد الحرية وتضييق الهامش البسيط فإن ذلك الإقدام الجسور لانتهاك حرية مواطن لا يمكن أن يثمر سوى المزيد من المطالبة بالحقوق والحريات والمزيد من التأكيد على أن يظل النهج الراسخ والثابت والمبدئي لحملة الأقلام الشريفة في الاتجاه المعبر عن تطلعات كل أبناء الوطن في الوحدة والديمقراطية والتنمية، وهو أمر نحسب أننا نقدر أن نجاهر به وبقوة وأن نبقى في ذات الموقف دونما مهادنة أو عامل خوف يحاول أن يزرعه فينا أولئك ". . . . !". من هنا نعني بالمفارقة بين ما ينبغي من محاربة الإرهاب ودعاة الانفصال ورموز الفتنة وبين ما هو كائن وهو مطاردة الأبرياء الذين يريدون الوطن واحداً موحداً ينعم بالرفاة والاستقرار. من هنا نقول لأجهزة القمع إن ثمة أولويات في ممارسة القهر وبالتأكيد فإن "التمرد" "والانفصال" و"الإرهاب" يأتي في المقدمة وليس الكلمة المبدئية الصادقة والموقف الصح، فمثل هذا التقييد للحريات لا يستفيد منه سوى أعداء الوطن والخارجين عن القانون والدستور وكل الظلاميين. . هذا ما نجده اليوم مؤكداً عليه باعتقال عدد من الصحفيين الشرفاء وفي المقدمة الأخ/ سيف محمد أحمد. وإذا كان هذا الفعل المشين قد بدأ يتلاحق ويتطور في متوالياته فإننا حتماً سنجد أنفسنا أمام قيود شديدة على الكلمة وهو ما يقتمص منه في وجه هذا التصدير الفكري للخوف وبالتأكيد فإننا نعول على الأدباء والمثقفين ونثمن عالياً وقوفهم المبدئي المنحاز إلى الحرية والتقدم ورفض اعتقال العقل ومساومة الوطني للتنازل عن مواقفه لصالح الآخر المعادي لهذا الانتماء المقدس. من هذا المستوى تبقى مؤسسة "الشموع" تراهن وبقوة على المبدئية وعلى "حرية الإبداع من أجل إبداع الحرية "شعار نرتضيه ونتقاسمه مع كل صاحب فكر اتفق أو اختلف معنا مادام والقاسم المشترك الحرية . . الحرية. . !