يبدو أن الأزمة السياسية في البلاد قدر لها أن تبقى قائمة فما أن تلوح في الأفق بوادر الإتفاق بين السلطة والمعارضة تتسع الهوة أكثر فأكثر بين فرقاء العمل السياسي، حيث لازالت التوترات تزداد حدة بين القوى السياسية فليس هناك بصيص أمل ينتظره المواطن على قارعة التباين السياسي ولعل توافق الساسة في علاقة طردية مع رغبة مواطن ظل بمفرده يتطلع خيراً لهذا البلد الذي سُمي يوماً بالسعيد. من رسائل الغزل السياسي بين كل من الحزب الحاكم وأحزاب اللقاء المشترك والتي لم تثمر توافقاً على آلية اجرءا الحوار.. إلى الخطابات الجماهيرية المليئة بالمكايدات والمنذرة بتأزيم الوضع أكثر، فالحوار وإن كان عرساً تاريخياً لإنقاذ اليمن من الأزمة إلا أن الجلوس على طاولته مخيف في ظل انعدام الثقة بين الطرفين، ويستدعي خلق ذرائع أكثر للحيلولة دون ذلك، تظل الأزمة قائمة وقدرنا أن نتسكع حيناً بين تصريحات البركاني وحميد الأحمر وحيناً آخر بين مؤتمر الإرياني الذي حمل المعارضة أوزار عرقلة الحوار وبين مؤتمر المشترك الذي اتهم الحاكم بتحميل أحزاب المعارضة فشل سياسته وأخطائه، محذراً من خطورة البدائل الأخرى. أمس الأول الخميس أكد المشترك أنه لم يطلب توقيع اتفاق الحوار بين المؤتمر ولجنة التشاور وأن الحوار خياره في إطار الثوابت الوطنية التي قال إنها ستظل السقف الأعلى للقاء المشترك. وعبر رئيس المجلس الأعلى للمشترك عبدالوهاب محمود خلال مؤتمر صحفي عقد الخميس بصنعاء- عن أسفه من بعض المزايدات فيما يتعلق بموقف المشترك إزاء بعض القضايا الوطنية، وعلى ذات المنوال كان الدكتورالإرياني النائب الثاني لرئيس المؤتمر الشعبي العام قد أبدى استيائه خلال مؤتمر صحفي للحاكم عقد الأحد من الأسبوع المنصرم وذلك من شروط أحزاب المشترك المبتدعة والدخيلة على اتفاق فبراير بين الأحزاب الممثلة بالبرلمان- حسب ما يراه حزب المؤتمر الحاكم. محمود في مؤتمر المشترك صباح أمس الخميس قال: نحن أحزاب بعضها تواجد منذ ما قبل الثورة اليمنية، مؤكداً أن المشترك كان قد ابلغ من قبل المؤتمر الشعبي العام قبل إعلانه رسمياً اغلاق باب الحوار- بأن الحوار مقفول والتوقيع مفتوح وأن المشترك لم يفكر في عقد مؤتمر صحفي ليكشف ذلك للرأي العام حرصاً منه على الحوار. وكشف محمود للصحفيين عن جهود يبذلها عبدالله الأحمر والأمين العام المساعد لحزب البعث العربي السوري حالياً في صنعاء لتقريب وجهات النظر بين المشترك والمؤتمر وأنه التقى الأربعاء قيادات المؤتمر الشعبي العام، نافياً أن يكون المشترك قد تلقى طلباً من الحوثيين للتحالف معه. ونفى رئيس المجلس الأعلى للمشترك أن يكون المشترك قد طلب توقيع اتفاق الحوار بين المؤتمر واللجنة التحضيرية التي أشار إلى أنها جزء منهم. وأشار سلطان العتواني الأمين العام للحزب الناصري وعضو المجلس الأعلى للقاء المشترك إلى أن أحزاب المشترك كانت قد بدأت في التحضير للقاء التشاوري منذ وقت مبكر قبل توقيع اتفاق قبراير 2009م واستمرت اللقاءات حتى جاء تاريخ 21- 22 مايو من العام الماضي وانبثقت عنه اللجنة التحضيرية وربما كان الإرياني غائباً عن المسرح السياسي خلال تلك الفترة وأراد أن يُظهر أن مشاريعنا تظهر فجأة- حسب ما قاله العتواني. ورحب المشترك في بيان صادر عنه بجهود وقف الحرب السادسة في صعدة، مجدداً استعداده للمشاركة في هذه الجهود الوطنية المخلصة. وأشار المشترك إلى أنه فتح حواراً مع ما يسمى بالحراك الجنوبي وأنه على حوار معهم بهدف جمعهم للحوار الوطني الشامل، مؤكداً أن المشترك يرى أنه في حال عولجت القضايا الجذرية فلن توجد مشاكل في الجنوب لأن أبناء المحافظات الجنوبية وحدويون وناظلوا من أجل الوحدة، كما وصف مبررات الحزب الحاكم لإغلاق الحواربأنها كاذبة.