أكد أمين عام الحزب الإشتراكي اليمني أن اليمن تعيش أزمة كبيرة وأن السلطة لا تريد أن تعترف بها. وقال الدكتور ياسين سعيد نعمان أن اليمن بحاجة إلى إصلاح حقيقي بعد أن أخذت أوضاعه تتدهور"، وأن "الأوضاع السياسية والإقتصادية والإجتماعية والأمنية في اليمن أخذت تتعمق وتتدهور خلال الفترة الماضية". وأضاف نعمان في ندوة نظمتها منظمة صحفيات بلا قيود أمس حول آليات الإصلاح السياسي بحضور المديرة السابقة للمعهد الديمقراطي الأمريكي باليمن الدكتورة روبن مدريد :" أن الحرب في صعده، وأوضاع الجنوب، والإنسداد السياسي، والتوجه نحو إقامة نظام أمني بوليسيي، كل ذلك يعني أن البلد الذي توحد حديثا أضحى مهدداً بالتفكيك، منتقدا "كتاب السلطة وطريقة تعاطيهم وتصديهم للمشكلات التي تعاني منها البلد، قائلا :"أن الحوار يصبح لديهم مجرد ترف". وقال إن هذا النوع من الأزمات الخطيرة التي تمر بها اليمن باتت تتغلغل في مفاصل الدول الهشة ، مؤكدا أن أخطر مظاهر التفكك هو التفكك الثقافي". وأشار أمين عام الإشتراكي إلى أن " الذي أعاد إنتاج ثقافة التفكيك هو الفشل في المشروع السياسي والإقتصادي والإجتماعي والأمني"، منتقدا السلطة الحاكمة لعدم اعترافها بالأزمة، وقال:" هي لا تريد أن تكون طرفا في المشكلة إن لم تكن هي المشكلة كلها، وهي لا تريد أن تكون جزءا من الحل وهي الحل كله"، و" مع ذلك لا تكل ولا تمل من الحديث عن الحوار". وأكد نعمان غياب شروط الإصلاح السياسي من الناحية العملية، ومصادرة تنفيذ انتخابات حرة ونزيهة، مشيرا إلى فتح أحزاب اللقاء المشترك لكل النوافذ والأبواب مع السلطة لإيجاد أرضية لإصلاح حقيقي لهذه الأوضاع، متهما السلطة التي قال إنها "تريد الحوار من أجل الحوار ب"إغلاق باب الحوار" وبهدف تحويل الحوار إلى تسوية بحيث تكون هي صانعة القرار. ودعا لحوار وطني شامل تشارك فيه كل القوى السياسية ووضع كل الأدوات على طاولة في حوار وطني شامل نضع عليها كل مشاكل البلاد لنستطيع معرفة إلى أين نسير وما هو المستقبل الذي نحمله لهذا البلد. وأكد نعمان أن الخطاب الرسمي يحمل البلد نحو المجهول ويسير به نحو مستقبل لا يحمل أي مشروع سياسي. ودعا أمين عام الإشتراكي النخب السياسية والثقافية بأن لا يكونوا مجرد ناقل لما يقدمه الآخرون، وأن يكونوا عنصرا فاعلا في العملية السياسية والإجتماعية والإقتصادية " وإلا فنحن نسير نحو المجهول وسنجد أنفسنا بعد فترة من الزمن نقول ياليت الذي يصير ما كان". وقال :" لا يمكن لأحد أن يقدم حلا لهذا البلد أو يكون جاداً في إنتاج حل مالم يكن المجتمع اليمني بكل فئاته ونخبه السياسية والثقافية تتمتع بهذه الجدية من هذا الحل". مؤكدا على أن الهروب إلى الخارج لن يفيد. من جانبها أكدت المديرة السابقة للمعهد الديمقراطي الأمريكي الدكتورة روبن مدريد عدم إمكانية فهم الوضع في اليمن دون الإستماع إلى أطراف مستقلة ومعارضة ومعرفة آرائهم، موضحة أنها ستحمل أصواتهم إلى أمريكا وأطراف أخرى بأن عليهم أن يتعاطوا معهم. وقالت مدريد للمشاركين في الندوة أنها لا تستطيع أن تقول لهم كيف يكافحون لأجل الإصلاح في بلدهم، "لأنها أعدت حديثها ليكون حول الصحافة". وفي السياق ذاته أشارت روبن إلى وجود " بنية للإصلاح في اليمن"، وإمكانية "وجود دور لجلب التغيير وحمايته حيثما نجحت الإصلاحات". وانتقدت منظمات المجتمع المدني اليمنية لتشعبها وتوسعها، وعدم تركزيها على مواضيع محددة. وقدمت المديرة السابقة للمعهد الديمقراطي الأمريكي مقترحات للصحفيين اليمنيين ، مثل تكوين نظرة بعيدة ووجهة نظرة طويلة، والتفكير في شكل أوسع للجمهور، والتفكير بصورة مختلفة للكتابة، واصفة الكتابات اليمنية ب"الكسولة"، وذلك من عدة أوجه، أبرزها" تكرار الشيء نفسه مرة بعد مرة"، واستخدامها كلمات قوية وشديدة لإظهار الصورة، وندرة استخدامها للإحصاءات، والمبالغة فيها إذا قامت باستخدامها، مؤكدة أنها تدعم فكرة حوار وطني.