قال الأمين العام للحزب الاشتراكي اليمني، المعارض، إن الاعتراف بالأزمة، التي يمر بها اليمن، شرط أساسي من شروط الحوار بين أحزاب اللقاء المشترك، التكتل الرئيسي المعارض، والحزب الحاكم، المؤتمر الشعبي العام. وقال الدكتور ياسين سعيد نعمان، أمس، في ندوة أقامتها منظمة «صحافيات بلا قيود» في صنعاء: «إذا كان طرف من أطراف الحوار لا يعترف بالأزمة، فهذا يعني أن شرطا من شروط الإصلاح قد سقط»، في إشارة إلى الحزب الحاكم المؤتمر الشعبي العام. وقال: «الانتخابات نظريا شيء جميل، لكن ما الشروط الضامنة لتكون هناك فرصة للشعب من خلال الانتخابات أن يقول إرادته؟ وهذا شرط من شروط الإصلاح للوضع الراهن، وإذا لم يتحقق هذا الشرط، فهذا يعني أن شرطا من شروط الإصلاح قد انتفى». وقال: «إن أحزاب اللقاء المشترك - ويعد الحزب الاشتراكي مكونا رئيسيا في هذا التكتل - قد حاولت فتح النوافذ لإيجاد أرضية مشتركة، لكن لم تفتح نوافذ، فكل شيء مغلق.. النظام يريد الحوار من أجل الحوار، ويريد حوارا من أجل أن تكون هناك تسوية، ليكون قادرا بعد ذلك على وضع القرار الذي يريد الانفراد به». وأشار إلى أنه «عندما أغلق باب الحوار، لم نجد إلا الحوار الوطني»، ووضع كل الأوراق على هذه الطاولة، ومناقشة كل قضايا البلد، من صعدة إلى عدن، ومن المهرة إلى حرض. وقال: «إننا في أحزاب اللقاء المشترك دعونا إلى الحوار، وخرجنا برؤية الإنقاذ الوطني، التي لا نعتبرها وثيقة مقدسة، لكننا وصفنا وشخصنا المشكلة، ووضعنا الحلول.. وهذه الوثيقة وثيقة حوارية، وليست برنامجا سياسيا، ومن الممكن أن تكون هذه الوثيقة واحدة من خيارات الناس». وقال: «إن اليمن على مفترق طرق، ويجب على الجميع أن يتحملوا مسؤولياتهم التاريخية، لأن مزيدا من التدهور، لن يدفع الناس للحور ووضع الحلول، فلا شك أننا نسير نحو المجهول». وذكر أن اليمن يمر بأزمة مركبة، وأن ما يجري في الجنوب وصعدة، والانسداد السياسي، والتوجه نحو نظام بوليسي أنتج أزمة عميقة لها مظاهرها السياسية والوطنية، وأضحى البلد مهددا بالتفكك، وأن هذه الأزمة باتت تتغلغل في مفاصل الدولة التي وصفها بالهشة. وقال الدكتور سعيد نعمان إن «مثل هذا المشروع السياسي للدولة أدى إلى إنتاج ثقافة التفكك». ومضى قائلا: «إن السلطة لم تعترف بهذه الأزمة، فهي لا تراها سوى مجرد مناوشات، وأناس فقدوا مصالحهم، وبالتالي فهي تغلق بشكل مطلق باب الحديث، والتفكير في طبيعة الأزمة التي يمر بها الوطن، فهي لا تريد أن تكون طرفا في المشكلة إن لم تكن هي المشكلة، ولا جزءا من الحل إن لم تكن هي كل الحل». ومن جانبها قالت المديرة السابقة للمعهد الديمقراطي الأميركي، روبي مدريد، إنه لا يمكن فهم الوضع في اليمن إلا بالاستماع إلى المعارضة. وقالت في هذه الندوة، إنها قدمت إلى اليمن للاستماع إلى المعارضة، مؤكدة أنها ستقوم بنقل رؤية المعارضة إلى الولاياتالمتحدة الأميركية، بينما انتقدت أداء الصحافة اليمنية، التي وصفتها بأنها صحافة كسول. ودعت الصحافيين إلى نقل هموم الشارع اليمني، والابتعاد عن التكرار.