أكد أبناء محافظة ذمار في اعتصام أمام مجمع المحافظة أمس ، شارك فيه زخم غفير من مختلف المديريات، على ضرورة إيقاف التدهور في العملية التعليمية، والعمل على تطوير التعليم، وعدم تسييس الوظيفة العامة، مطالبين السلطات المحلية بوضع حد للانفلات الأمني ونهب الأراضي، والثأر، وفرض هيبة الدولة، وتوفير احتياجات المحافظة من الغاز. وطالبوا أثناء الاعتصام الذي دعت إليه أحزاب المشترك بإلغاء عسكرة الحياة المدنية في المحافظات، وتقديم مرتكبي جرائم قتل الأبرياء إلى العدالة، والإفراج الفوري عن الناشطين السياسيين والمعتقلين، حيث استنكر مشترك ذمار استمرار السلطة في فرض جرعات جديدة في ظل التدهور الاقتصادي المريع، والفساد المستشري في الجهاز الإداري، داعياً إلى إيقاف هذا التدهور، وضبط المتلاعبين بالأسعار والعابثين بأقوات المواطنين، وإيقاف تدهور العملة الوطنية. وقال القيادي في اللقاء المشترك عضو مجلس شورى التجمع اليمني للإصلاح، حسن محمد اليعري، إن السلطة استخدمت حلولاً عقيمة في معالجة الأوضاع التي تسببت فيها، لكنها زادت الأمور تعقيداً والأوضاع سوءاً. وأضاف اليعري إن السلطة سلكت وسائل الترهيب من اعتقالات طالت الصحفيين والحقوقيين، إلى إغلاق الصحف وحجب المواقع الإخبارية، ووصلت إلى القتل والقصف العشوائي، والحروب العبثية، كما سلكت طرق الترغيب، بتوزيع المناصب والأموال والهبات، مستدلاً على ذلك بوجود أكثر من 13وكيلاً في كثير من المحافظات، مؤكداً بأن مثل هذه المعالجات لم تزد الأوضاع إلا اختلالاً، وزادت من تفاقم الأزمة، مؤكداً عزم المشترك على الاستمرار في نضاله رضي من رضي، وأبى من أبى. وأوضح اليعري أن الحوار بين المشترك والحزب الحاكم وصل إلى طريق مسدود، وأرجع السبب إلى عناد السلطة وانتهاجها طريق "ما أريكم إلا ما أرى"، لكنه قال: إن الوضع لم يعد يحتمل المداهنات ولا أنصاف الحلول، فالسلطة تجر الوطن إلى المجهول. واتهم السلطة بأنها كانت السبب وراء تردي الأوضاع ، بممارساتها الخاطئة، مؤكداً أن المشترك ولجنة الحوار الوطني باتت تشكل اليوم جبهة وطنية لحماية الوطن من الانهيار، محملاً السلطة وحزبها الحاكم مسئولية ما يجري في البلاد. وتساءل: "من المسئول عما يجري في البلد.. الوحدة أم السلطة؟" وأردف بالقول: "إن الوحدة بريئة من الأسباب التي أدت إلى هذه الأوضاع السيئة" معتبراً الاعتصام هو أيضاً تضامناً مع الأخوة في المحافظات الجنوبية. إلى ذلك تلا رئيس اللجنة التنفيذية لأحزاب اللقاء المشترك بمحافظة ذمار عبد الوهاب النجحي البيان الصادر عن الاعتصام ، أدان فيه العنف وعمليات القمع التي تمارسها السلطة، وحملوا السلطة مسئولية هذا التصعيد ونتائجه الكارثية على الوحدة والاستقرار. وأكد على أن هذه الفعاليات ما هي إلا انتصار لوحدة 22مايو القائمة على التعددية والديمقراطية والتداول السلمي للسلطة، مطالباً برد الاعتبار لهذه الوحدة من خلال تحقيق المشاركة الفاعلة لأبناء الشعب في السلطة والثروة. ودعا البيان السلطة إلى إيقاف الهجمة الشرسة التي تستهدف الصحف والصحفيين، وكذا حجب المواقع الإخبارية، ومحاكمة الصحفيين، وإطلاق المعتقلين منهم. وجدد البيان تأكيد المشترك على أن الحوار الوطني الجاد والمسئول الذي يفضي إلى حل المشكلات على قاعدة الشراكة الوطنية، والمواطنة المتساوية، والتعددية والقبول بالآخر والمشاركة الحقيقية لأبناء الوطن في السلطة والثروة وصناعة القرار، هي الوسيلة الوحيدة لإنقاذ الوطن وحل الأزمة الوطنية الشاملة، والتي تشكل القضية الجنوبية أبرزها.