قال الدكتور/ أحمد الدغشي أستاذ أصول التربية وفلسفتها إن المذاهب المنغلقة تلقى رواجاً مع أوضاع الاستبداد السياسي، كون الأنظمة السياسية في بلد ما تستخدم المذهب مطية لمشروعيتها، مستدلاً بفترة ما قبل قيام الثورة اليمنية ، حيث الزبدية كانت شماعة بيت حميد الدين لتبرير الظلم والقهر البقايا والتخلّف والتفريق بين أبناء المجتمع حد قوله. ولفت إلى أن المتعصب ينطلق من شعوره بأنه امتلك زمام الحقيقة المطلقة وفي الوقت ذاته يشعر بالنقص والخذلان تجاه الآخر الذي يفوقه وتسيطر عليه حالة التعصب من ردة الفعل ولذا تجده يكابر ويرفض الاعتراف بغير "أناه" حسب تعبيره. الدكتور الدغشي أشاد في حوار مع صحيفة السياسية، بالنموذج التركي لحزب العدالة والتنمية الذي قال إنه نموذج متميز لحكم الجماعات الدينية تمثل بقدوم خريجي مدارس القرآن الكريم، كعبدالله جول وطيب أردوغان ومن على شاكلتهم في العام 2002م إلى مقاعد السلطة ليشكلوا ذلك النموذج المتميز، دون استغلال للدّين على نحو انتهازي رخيص، أو إقصائهم لخصومهم، بل عملوا على تقديم نموذج مشرّف لحكم الإسلاميين على مستويات عدة، رغم الضغوط التي يعانونها من اللوبي العلماني والمؤسسة العسكرية بوجه أخص، معتبراً أن التعصب الديني هو أسوأ أنواع التعصب، لاستناده إلى (المقدس)، ومشروعية الذات الإلهية أو الحق الإلهي في تعصبه -إن صح التعبير- غير أنه أكد أن ذلك لا ينفي أن غيرهم متعصب، حتى لو استند إلى خيار ديني، أو علماني، أو نحو ذلك. وأعلن عدم إمكانية الفصل بين الدين والدولة باعتبار أن المشكلة الكنسية لم تبرز في تاريخ المسلمين- حسب قوله، مجدداً تأكيده على "أن التعصب - من وجهة نظره- لا يراد به الثبات على الثوابت، وإن خالف اللغة- لكنه التعصّب حتى للحق عرفاً غير مستساغ. وتابع: لذلك لا أعتقد أن من يؤمن بفكرة سليمة تماماً، ويصر عليها، ويدافع عنها يسمَّى متعصباً، معتبرا أن التعصب للهوية والدفاع عن الدين أو الوطن أو القيم المجتمعية الإيجابية، أو مكتسبات البلد والأمّة لا يسمى تعصباً بل قياماً بالواجب أو ذودا عن الحق