السياسي في الوقت الذي كان الحزب الاشتراكي باسطاً ذراعيه على اتحاد الأدباء بأكثرية حقيقية يمثلون شريحة الأدباء والمثقفين بامتياز.. في هذا الوقت كان يضع اعتباراً للقوى السياسية المنضوية في الاتحاد ويدفع بها إلى مواقع متقدمة تشارك فعلياً في العمل النقابي ، ولقد أثبت من خلال هذا التسامح والقبول بالآخر أنه حزب وحدوي وحزب مسؤول، يدرك معنى التنوع في إطار الوحدة وذلك أمر يحسب له تاريخياً ، وسيضل رصيداً يثمنه عالياً للأدباء بمختلف مشاربهم.. واليوم وبعد أن أصبح المؤتمر الأكثر عدداً بسياسة الدفع بأكبر عدد من الدخلاء يثبت الشعبي العام سلوكاً انتهازياً صرفاً ويؤكد أنه إقصائي للغاية حينما رفض مسألة التوافق وآراء احتلال الأمانة العامة باسم الديمقراطية، والمفارقة أن الاشتراكي اتخذ من الديمقراطية وسيلة لتجسيد التعددية السياسية في إطار الهوية الإبداعية ، والشعبي العام اتخذ من الديمقراطية سهام طيش لإصابة الوطن بالجراحات .. الاشتراكي فتح نافذة الإبداع دونما حسابات مناطقية أو طائفية يشهد بذلك أدباء حقيقيون بينما الشعبي العام أوصد أبواب الشراكة من أجل إبداع متميز وعبر عن حالة استفرادية أقل ما يمكن التعبير أنها هيمنة ونفوذ.. الاشتراكي من واقع الهم الوطني وتشوف المستقبل انحاز بما هو نقي وجميل وقابل للتفتح مع الآخر مهما كان نقيضاً له ما دام مبدعاً ، والشعبي العام اختار الورود إلى حيث "أنا ومن بعدي الطوفان" برؤيتة الدغمائية تكشف عن هزال سياسي ، وبين الشعبي العام والاشتراكي في إطار هذا الممارس ما هو وطن جسده بصدق لوحة إبداع ، زمن كان الاشتراكي فيه الأكثر نفيراً وطمس معالم ما كان رائعاً هذا النهار المريض الذي برز من خلال الشعبي العام ، بروح تنزع للإلغاء والمصادرة وعقدة التفوق والأنانية الاشتراكي اختار وطناً متعافياً قابلاً للنهوض بالإبداع والشعبي العام اختار انكسار الوطن وجعل الإبداع مشروعاً ، الاشتراكي أصاب القوى المعادية للثورة والوحدة في مقتل باحتفائه للجميع باسم شراكة ثقافية ، والشعبي العام حققت طموحات القوى المعادية للثورة والوحدة حينما دون سجلاً حافلاً بالرفض للآخر ليبقى كسيحاً لوحده في الميدان.. استحضر بقوة الاشتراكي رموز الثقافة الوطنية ومنحهم امتياز الحضور الكبير، والشعبي العام من خلال الانتخابات الأخيرة عمد إلى شطب رموز ثقافية مهمة من معادلة وطن لصالح الحاقدين من القوى الانفصالية والرجعية.. الاشتراكي أغلق الأبواب أمام القوى المريضة ذات زمن، ولم يقبل بأي من المشاريع الصغيرة حين أعلن الانتماء للإبداع بكل أطيافه السياسية ، والشعبي العام فتح نافذة واسعة لقوى الرجعية والانفصال لترى الثقافة النقية البريئة الجميلة في حالة حصار يوشك أن يحتضر.. بين الاشتراكي بروحه المتوثبة للغد، والشعبي العام بقطيعة المؤتمرين دونما وعي وتساؤل مسافة ما بين الوحدة لصالح الاشتراكي والانفصالي حقداً في حق الشعبي العام.. كان المثقف الاشتراكي متسائلاً على الدوام كيف يستحضر الآخر ويتعايش معه ويمنحه الحضور الذي يستحق ويعبر عن كينونة ثقافية وطنية، بينما الشعبي العام المثقف فيه إن وجد مدجناً هزيلاً يرضخ للإملاءات الفاشلة والمواقف التافهة.. هذا الاشتراكي صنع تاريخاً من الإبداع والشعبي العام في هذا السلوك أنتج أزمات وشطب حوارات وأحدث اختلالات في الحياة الثقافية ، مثقف الاشتراكي نوعي ، نخبوي ، ملتزم وطنياً، ومثقف الشعبي العام إن وجد انهزامي ، يقبل بالممنوح والممنوع له سلطوياً.. الاشتراكي خياره الإبداع مزدهراً والشعبي العام الإبداع منهزماً بين الإبداع مزدهراً أو منهزماً ثمة تربص قوى يراد له أن يحدث شرخاً في جبهة الثقافي وثمة إبداع قادر على أن يشق طريقه بمزيد من الإيمان أن البقاء للأنقى والأفضل مهما طال ليل العسس ونافخي الكير وأصحاب الرهانات الخاسرة.. الاشتراكي والقوى الفاعلة تعرف معنى تجويد الإبداع أمام الكسيحين همهم الأول والأخير صناعة ثقافة لا يمكن للوطن أن يتعافى منها. وفي ذات السياق يسر حملة الحرف ومشاعل الحرية أن تبقى الحرية فضاؤها ابداعياً لكل يمني ..فيا أيها الاشتراكيون أنتم الأجدر بما تمتلكونه من رصيد ثقافي ووطني وبما لديكم من قوى واعية متطلعة لأن البقاء للنقاء خارج سياق الضرب تحت الحزام وثارات داحس والغبراء وشلة القطيع الجافلة لكم وللإبداع الذي تحتفلون به كل المستقبل لكم بيرق القصيدة وروعة الحرف وهو يضيء مساحة الوجدان بحجم هذا الوطن لكم تجدد الفصول وميلادها الجميل وأناقة المعنى وسمو الثقافي حين لا يرى غير القصيدة والوطن، والحرف والصباح البهي توأم الروح.