طالب المتحدث باسم البيت الأبيض روبرت غيبس الحكومة اليمنية والتمرد الحوثي إلى تنفيذ إتفاقية صعدة، مبدياً إنزعاج الولاياتالمتحدة للغاية بسبب الأنباء التي تتحدث عن تجدد القتال في محافظة صعدة، مشيراً إلى ضرورة الامتثال الكامل لاتفاق وقف إطلاق النار الذي أعلن عنه في فبراير الماضي ووضع حد للعنف. وكشف غيبس أن الرئيس الأميركي أوباما قد اتخذ قراراً برفع زيادة المساعدات الإنسانية الأميركية لليمن بمبلغ "29" مليون دولار لتصل لإجمالي "24" مليون دولار ونصف، للسنة المالية الحالية. وأوضح المتحدث أن هذه المساعدات ستوفر الغذاء والمياه والصرف الصحي للنازحين في محافظة صعدة البالغ عددهم "280 ألف نازح. وتأتي مطالبة واشنطن بوقف الاقتتال في محافظة صعدة في سياق استكمال ضغوطها السابقة لوقف الحرب على التمرد الحوثي والتي كانت قد اعتبرت الحرب عليه يمثل عائقاً لمواجهة تنظيم القاعدة في إطار الحرب على الإرهاب. وكانت الولاياتالمتحدة قد رفضت في مباحثات ثنائية مع اليمن من جهة والمملكة العربية السعودية من جهة آخرى إدراج التمرد الحوثي ضمن قوائم الجماعات الإرهابية بالرغم من رفعهم لشعار "الموت لأميركا الموت لإسرائيل". وكان محللون سياسيون قد أشاروا ل"أخبار اليوم" في حوارات سابقة إلى أن التمرد الحوثي وما يسمى تنظيم القاعدة في الجزيرة العربية يمثلان أحد أهم العوامل الفاعلة في تحقيق المصالح الأميركية وتوسيع هيمنتها في المنطقة، مضيفين بأن التمرد الحوثي وتنظيم القاعدة يخدمان بصورة مباشرة المشروعات الفارسي الصهيوأميركي. إلى ذلك وفي نفس السياق طالبت واشنطن على لسان متحدثها باسم البيت الأبيض غيبس كافة جماعة المعارضة اليمنية والحزب الحاكم إلى سرعة إجراء حوار وطني شامل، مطالبة إياهم بتوفير حسن النوايا من خلال سرعة جميع الأطراف لمعالجة الأوضاع وذلك من أجل استقرار اليمن، وهو ما اعتبره مراقبون دعوة لجميع أشكال المعارضة اليمنية سواءً تلك التي بالخارج أو التي تمارس أعمالها في الداخل، منوهين إلى أن تضمين دعوة واشنطن لكافة جماعات المعارضة دون أي توصيف سياسي لهويتها أكانت السلمية أم المسلحة مثل التمرد الحوثي فإنها أي واشنطن قد شملت في دعوتها كل أشكال المعارضة السلمية وغير السلمية. واعتبر المراقبون دخول واشنطن بصورة مباشرة إلى دعوة أطراف المكون السياسي في اليمن بأنه يمثل منعطفاً خطيراً ونكسة وتأكيداً على فرضية الاملاءات التي باتت تفرضها واشنطن على المكونات السياسية ومجريات سياق الأحداث المسيرة للحياة اليمنية. وحمل المراقبون الحزب الحاكم وأحزاب المشترك مسؤولية الراهن السيئ والقادم الأسوأ وما ينتج عنه من تبعات، مطالبين إياهم بتحمل مسؤولياتهم الوطنية والتاريخية لإنقاذ اليمن من مخالب فوضى الجماعات المسلحة وشباك المخططات الاستعمارية