في وقت تعاني فيه الكرة اليمنية من الشحة والضعف في مركز حراسة المرمى على مستوى الأندية والمنتخبات الوطنية يبرز بشكل لافت حارس مرمى نادي التلال فرج بايعشوت من خلال قيادته لانتصارات فريقه بثقة وثبات، فما أن يذكر التلال مقرونا بالانتصار إلا ويكون بايعشوت ثالثا في المعادلة، إما بتصدياته البارعة، أو لسرعته في مباغتة المنافسين بتهيئة الكرة لزميل هيأ نفسه لغزو المرمى الآخر، وحتى بتوجيهاته التي تنم عن حذق وشطارة ملفوفة بالمهارة تصب في مصلحة الفريق الأحمر السائر على درب النجاح من جولة إلى أخرى، والعازم على تعويض ما فاته في الموسم الماضي في بطولة يقول لاعبوه (التلال) "إنه لن يقبل عنها بديلا". وفيما لا يكل ولا يمل المتابعون من الثناء على ( الفرج ) التلالي مع كل جولة وفي كل أسبوع تدور فيه عجلة التنافس يبقى اكتمال الألق لهذا الأسد الرابض بين خشبات التلال رهنا بعيون الغائبين من كشافي المنتخبات الوطنية الذين تفشل إداراتهم حتى الآن في اكتشاف هذا الحارس المقدام، وربما أن بعضهم يغض الطرف عن موهبته مع سبق الإصرار، ليحرم منتخب الوطن من كفاءة هو أحوج ما يكون إليها في هذا الوقت الحرج الذي ارتفعت فيه قيمة الدفع وفسد الزرع. ترى لماذا يبقى هذا الحارس وإبداعاته خارج نطاق الاهتمام من قبل الناخب الوطني على الرغم من الإجماع الذي يبديه الكل على قدراته؟.. هل لأنه لاعب آمن بإمكانياته فقط، ولم يهتم بنسج شبكة علاقات مع أولياء الأمر الكروي اليمني ومن لف لفيفهم ؟ أم لأنه لم يتغلغل في (لوبيات) الضغط التي تتحكم بمسار القرارات الرياضية والكروية خصوصا أو لم يسع للحصول على التزكية المجانية من (عرابي) الضم والإبعاد ممن يقرؤون شفرة الاختيار قبل أي قرار؟!. والغريب أن بايعشوت الذي يتألق أمام الأنظار لم ينل حظه الوافي من الأضواء الإعلامية، ولم تتعامل معه الأقلام وفلاشات الكاميرات إلا في مرات قليلة لم ولن تفيه ما يستحق. إنها دعوة صادقة خالية من رتوش المجاملة نطلقها من هنا لعل صداها يصل إلى من لا يسمع، أو لا يريد أن يسمع، وهي كلمة حق لا نريد عليها جزاء ولا شكورا.. نقولها في حضرة من يستحقها، وهي سطر متواضع من أصل حكاية طويلة اسمها فرج بايعشوت نضعه بين يدي من يهمهم الأمر ليكونوا على بينة مما يفعله أحد حراس المرمى المبدعين في زمن اللا إبداع، وعسى أن يكون لهذا السطر أثرا وتأثيرا يسهم في إيصال الرسالة وجلب الانتباه إلى من يصنع الضياء ويأبى البعض أن يضعه في العتمة!.