احتشد أنصار أحزاب اللقاء المشترك في مهرجانات شهدتها عدد من المحافظات الخميس الماضي، دعا إليها التكتل المعارض للتنديد بسياسات النظام، حيث ردد المتظاهرون هتافات تدعو إلى رحيل الفاسدين عن البلد ووقف الإجراءات الانفرادية التي قام بها النظام. وفي مهرجان بأمانة العاصمة صنعاء اعتبر محمد سالم باسندوة رئيس اللجنة التحضيرية للحوار الوطني ما جاء في خطاب رئيس الجمهورية الأربعاء الماضي مجرد أفكار لا تتسم بالوضوح ولا تنم عن وجود نوايا جادة وصادقة لإخراج البلاد من براثن الأزمات التي تهدد حاضرنا ومستقبلنا. وطالب باسندوة في كلمته التي ألقاها في المهرجان الجماهيري للمشترك ، بتوفير الضمانات الكافية لاحترام الدستور وعدم التمديد والتوريث، مجدداً تأكيده على ضرورة إجراء حوار وطني شامل لا يستثني أحداً تحت رعاية عربية وإقليمية وبإشراف أصدقاء اليمن ، مشدداً على ضرورة تحديد القضايا الرئيسية للتحاور والتي تعاني منها البلاد وفي مقدمتها تحقيق التداول السلمي للسلطة والشراكة الوطنية، وقضيتا الجنوب وصعدة. وانتقد الشائعات التي أطلقتها السلطة لبث الذعر في نفوس المواطنين من حدوث أعمال شعب وعنف واعتداء على الممتلكات العامة والخاصة سيقوم بها أنصار المشترك وشركاؤه. وأضاف أن أنصار المشترك سيكونون في مقدمة الصفوف التي تدافع عن الممتلكات العامة والخاصة، مناشداً المعتصمين بأن يقطعوا أي فرصة للسلطة لاستخدام العنف والبلطجة ، كما دعا الجماهير إلى التعامل مع أفراد الأمن والقوات المسلحة بكل احترام وألا يجعلوهم أعداءً لهم وقال:" لا تجعلوهم أعداءً لكم هم منا ونحن منهم". وفي محافظة أبين شهدت مدينة زنجبار عاصمة المحافظة مسيرة حاشدة لأنصار المشترك طالبوا فيها بالتغيير ومحاسبة الفاسدين ، رافعين فيها شعارات "لا للظلم ولا للفساد " و " تغيير وجوه القيادات الحالية في السلطة". وفي المسيرة التي تقدمها عدد من قادة الأحزاب و التنظيمات السياسية والشخصيات الاجتماعية والعلماء والمثقفون، عبر المتظاهرون عن سخطهم للسياسة التي ينتهجها الحزب الحاكم والتي ستدفع بالبلد إلى الهاوية إذا لم يتم تدارك الأمور بالقضاء على البطالة والقبض على الجناة الذين يعيثون فساداً بالمحافظة. وطالب المشاركون في المسيرة السلطة بأخذ العبر والدروس من الأحداث التي شهدتها تونس وتشهدها مصر وعدم تكرار المآسي التي يذهب ضحيتها العديد من أبناء الشعب الأبرياء ، منوهين إلى أن المشترك ماضٍ في نضاله السلمي حتى ينال الشعب اليمني حقوقه كاملة وينعم بالأمن والاستقرار. إلى ذلك نظم أنصار ما يسمى بالحراك بمدينة زنجبار مساء أمس الجمعة تظاهرة مناصرة للشعب المصري لمطالبتهم بالتغيير، حيث قام المتظاهرون برفع الأعلام التشطيرية وإحراق الإطارات وقطع الطريق الذي يربط بين عاصمة المحافظة (زنجبار) والمحافظات الأخرى، مما استدعى الأجهزة الأمنية إلى تفريق المتظاهرين، مستخدمة الأعيرة النارية، ما أسفر عن إصابة مواطن. وفي محافظة عدن فرقت الأجهزة الأمنية في مديريتي الشيخ عثمان والتواهي مساء أمس الأول تظاهرة قام بها عدد من الشباب المنتمين بما يسمى بالحراك والخارجين عن القانون الذين حاولوا إثارة الشغب في المديريتين. وأفاد شهود عيان ل"أخبار اليوم" أن أعمال فوضى وشغب شهدتها مدينة الشيخ عثمان من قبل عدد من الشباب الخارجين عن القانون الذين قاموا بالاعتداء على بعض المحلات التجارية، مما استدعى الأجهزة الأمنية في المديرية التي انتشرت منذ الصباح الباكر من يوم أمس الأول الخميس إلى ملاحقة تلك العناصر ومنعهم من مواصلة أعمال الشغب والفوضى. كما قامت أيضاً الأجهزة الأمنية في منطقة الفتح بمديرية التواهي بملاحقة بعض الشباب الخارجين عن القانون لحظة قيامهم بالتظاهر وقطع الطريق وكذا رشق المواطنين والجنود، وقد لاقت هذه الأعمال استنكاراً واسع مع أبناء منطقة الفتح بالتواهي. وكانت أحزاب اللقاء المشترك ومنظمات المجتمع المدني قد نظموا مهرجاناً جماهيرياً في محافظة عدن، شارك فيه المئات من المواطنين وعدد من الشخصيات الاجتماعية والسياسية. وفي المهرجان ألقى النائب البرلماني الدكتور/ عيدروس النقيب الأمين العام المساعد للجنة الحوار الوطني كلمة أكد فيها أن التحذيرات الصادرة من السلطة والتي تدعو فيها المواطنين إلى الدفاع عن أعراضهم وأموالهم ما هو إلا انعكاس للنوايا السيئة لزج اليمن إلى دوامة العنف والإرهاب. وقال النقيب: لا يوجد من هتك أعراض اليمنيين أكثر من هذه السلطة ولا يوجد من دمر ثروات الوطن وموارده أكثر من النظام الحاكم الذي باع النفط والغاز ونهب المعونات والقروض الأجنبية الممنوحة للشعب. ودعا النقيب السلطة إلى قراءة وفهم الدرس التونسي وتداعيات الأزمة المصرية محذراً من أن اليمن ستكون أصعب وأسوأ درساً في المنطقة العربية إذا ما ركبت السلطة رأسها ولم تستجب لإرادة الشعب ومطالبه وتبادر لتصحيح الأوضاع ومحاربة الفساد ومحاكمة المفسدين وتحييد المؤسسة العسكرية عن الصراع السياسي وتحويلها إلى مؤسسة وطنية بعيداً عن توريثها للأبناء والأحفاد. واتهم النقيب السلطة باستخدام العنف والأساليب القمعية وحملة الاعتقالات للناشطين السياسيين والحقوقيين والصحفيين والشرفاء المخلصين للوطن بدلاً من ملاحقة الفاسدين. وفي ختام المهرجان أصدرت أحزاب اللقاء المشترك واللجنة التحضيرية للحوار الوطني بياناً أكدت فيه مباركتها لعقد مؤتمر الحوار الوطني في مارس القادم، مشدداً على ضرورة أن يشمل الحوار كافة مكونات المجتمع المدني، كما طالب: على السلطة بالاعتراف بالقضية الجنوبية، باعتبارها قضية مشروعة وعادلة. ودعا المشترك في بيانه أيضاً السلطة إلى رفع حالة الطوارئ وفك الحصار على المناطق والمدن وخاصة الضالع والحبيلين وكذا إطلاق كافة المعتقلين على ذمة النضال السلمي.