علق الخبير الاقتصادي البروفسور/ سيف العسلي على تأجيل مؤتمر «أصدقاء اليمن»، الذي ستحتضنه العاصمة السعودية الرياض بأن ذلك رسالة، على الجميع أن يفهم بأن الحكومة اليمنية الحالية غير مرحب بها لا داخلياً ولا خارجياً، داعياً رئيس الجمهورية أن يتحمل مسؤوليته في محاسبة هذه الحكومة التي ضيعت كل الفرص المتاحة لليمن وأوصلت البلاد إلى ما هي عليه الآن من أوضاع، وقال إنه يجب على الرئيس تشكيل حكومة وحدة وطنية كون الوضع لا يحتمل التأجيل. واعتبر العسلي في تصريح ل"أخبار اليوم" بقاء هذه الحكومة يعني عدم وجود نية للإصلاح وأن لا جدية للتعامل مع الأوضاع التي تغيرت ولا تقبل أنصاف الحلول ولا الوعود، موضحاً أن نتائج مؤتمرات "لندن ونيويورك والرياض" كانت عقيمة وربما تسرب إلى المانحين أن الحكومة اليمنية لا زالت تكرر نفس العروض والمطالب غير الواقعية والغرب ليس لديهم وقت ليضيعوه مع حكومة فاشلة - حد قول العسلي. وكانت جريدة الشرق الأوسط قد نقلت عن السفير اليمني بالرياض "محمد الأحول" أن مؤتمر «أصدقاء اليمن»، الذي ستحتضنه الرياض، تم تأجيله إلى النصف الثاني من شهر مارس المقبل، لافتاً إلى أنه تم التوافق على الفترة الجديدة بعد التنسيق مع الخارجية السعودية، لكنه لم يحدد في أي يوم سيعقد. ولم يعط السفير اليمني أي أسباب واضحة لتأجيل انعقاد مؤتمر «أصدقاء اليمن»، وما إذا كان التأجيل مرتبطاً بأي أحداث إقليمية، غير أنه أشار إلى أن التأجيل تم التوافق عليه بين اليمن والسعودية وبريطانيا، لافتاً إلى أنه تقرر من حيث المبدأ عقده في النصف الثاني من الشهر المقبل، لأن النصف الأول سيشهد انعقاد القمة الإسلامية المقررة أن تعقد في مدينة شرم الشيخ المصرية. وفي هذا السياق أكد البروفسور/ العسلي أن الغرب غير مقتنعاً بما أعدته الحكومة اليمنية من تصورات للرياض وبالتالي فإن لقاء الرياض يصبح مضيعة للوقت لدى الطرفين، مشيراً إلى أن دول الغرب لم تعد مستعدة لتكرار التجارب مع اليمن، ولاسيما أنها قد أعطت للحكومة فرصاً كثيرة لم تستغلها الحكومة اليمنية، التي ضيعت الفرصة المتاحة أمامها منذ عام 2006م وحتى الآن، مشدداً على الحكومة أن تتدارك الأمر وأن تقف بجدية وتعترف بأخطائها. وحسب العسلي أن من يركن على الخارج في حل مشاكله لا بد أن يواجه إخفاقات، لافتاً إلى أن العالم العربي اليوم يعيش وضعاً جديداً، وبالتالي فإن الدول الخارجية لها أولويات مختلفة، فما حدث في تونس ومصر لم يجعل اليمن ضمن أولويات الغرب الذي لم يعد مستعداً لتكرار التجارب مع اليمن - حسب تعبيره. السفير/ محمد أحول قال: إن اليمن ستقوم خلال مؤتمر «أصدقاء اليمن» المقبل، بتقديم خطة التنمية الخمسية الرابعة، التي تبدأ من عام 2011 وحتى عام 2015، وستعرض خلال المؤتمر تصوراً كاملاً لاحتياجات التنمية في البلاد خلال المرحلة المقبلة، كما أن المسؤولين في الدولة سيقومون أيضا بإطلاع المانحين على برامج الإصلاحات التي بدأت الحكومة فيها منذ عام 2006م. وحسب قوله سيكون ملف الإرهاب حاضراً في المؤتمر.. حيث سيبحث المجتمعون، طبقاً للسفير اليمني لدى السعودية، جهود مكافحة الإرهاب، وآلية تعزيزها. وتابع سفير صنعاء في الرياض أن على الدول المانحة استشعار أهمية البعد التنموي في مسألة القضاء على الإرهاب.. ولفت إلى أن الجماعات الإرهابية ك«القاعدة» وغيرها، تستغل ملفي «الفقر» و«البطالة»، من أجل جر المتأثرين بهما لمستنقع الإرهاب - حد تعبيره. وكان وزير الخارجية البريطاني "وليم هيج" غادر الأربعاء صنعاء بعد زيارة قصيرة التقى خلالها الرئيس/ على عبد الله صالح -رئيس الجمهورية- وعدداً من المسئولين في الحكومة. وزير الخارجية البريطاني وصل صنعاء على رأس وفد ضم وزير الدولة في وزارة التنمية الدولية البريطانية، وكريستيان تيريز -رئيس دائرة الشرق الأوسط بوزارة الخارجية البريطانية. ووفقاً لوكالة –سبأ- الرسمية فقد بحث الرئيس مع المسؤول البريطاني التحضيرات الخاصة باجتماع مجموعة أصدقاء اليمن المقرر عقده في الرياض مطلع شهر مارس المقبل وإسهام بريطانيا في دعم مسيرة التنمية والديمقراطية في اليمن ضمن إطار مجموعة أصدقاء اليمن وفي الإطار الثنائي. كما بحث العديد من القضايا التي تهم العلاقات ومنها ما يتصل بمسيرة الإصلاحات في اليمن وجهود مكافحة الإرهاب والتعاون الأمني بين البلدين، بالإضافة إلى تطورات الأوضاع في المنطقة. وأكد وزير الخارجية البريطاني دعم بلاده لليمن خلال الاجتماع القادم لمجموعة أصدقاء اليمن، ودعمها ليمن موحد مستقر ومزدهر، و تعزيز علاقاتها باليمن وتطوير مجالات التعاون المشترك بين البلدين ومواصلة دعم جهود التنمية ومسيرة الديمقراطية في اليمن، ودعم حكومته لليمن خلال الاجتماع القادم لمجموعة أصدقاء اليمن في الرياض وبما يكفل الخروج منه بنتائج ايجابية تدعم جهود التنمية في اليمن.