جميل أن يحرص مكتب التعليم الفني والتدريب المهني بمحافظة أبين بين الحين والآخر على إقامة ( الدورات التدريبية ) التي تساهم وتساعد الشباب على اكتساب المهارات اللازمة والمعينة على العمل وتفتح أمامهم ( أبواب ) الرزق الشريف والاعتماد على النفس والكسب ( الحلال )، إلى جانب ما تشكله من نقلة حضارية في سبيل تنمية المجتمع وتفعيل الحياة لمستقبل أكثر نوراً وإشراقاً.. لكن الأجمل من ذلك كله أن تنال شريحة ( المساجين ) نصيبها من هكذا دورات، انطلاقاً من كون السجين أو المحكوم عليه ( بشر ) لابد أن ينال حقه في التدريب والتأهيل وبما يمكنه من ممارسة حياته الطبيعية بعد خروجه. ولعل ما قام به مكتب التعليم والتدريب المهني بمحافظة أبين مؤخرا يصب في هذا الاتجاه لإيمانه المطلق إن ( المخطئ ) يجب ألا يعاقب طول عمره أو أن يترك عرضة للفراغ والحاجة اللذين ربما يدفعانه مجددا الى الجريمة واقتراف الأخطاء . ويشهد حالياً السجن المركزي بعاصمة المحافظة ( زنجبار ) فعاليات الدورة التدريبية التي ينفذها مكتب التعليم الفني والتدريب المهني بالمحافظة بالتعاون مع مصلحة السجون يشارك فيها ( 150 ) سجيناً رجالاً ونساءً في مجالات ( ميكانيكا سيارات خدمة سريعة ، وكهرباء سيارات وتمديدات كهربائية وكمبيوتر وخياطة وتفصيل للنساء ). "أخبار اليوم" سجلت انطباعات بعض المشاركين والمعنيين بالدورة وخرجت بالحوارات التالية: استطلاع/ شكري حسين ( محفوظ محمد قاسم ) - كهرباء سيارات - قال : في البدء اشكر الإخوة في مكتب التعليم الفني والتدريب المهني وأيضاً القائمين على السجن على إقامة مثل هذه الدورات التي تساعد المساجين على تعلم بعض المهارات وتنمي معارفهم، بل وتفتح أمامهم أبواب الرزق والكسب الحلال ، ونحن بكل تأكيد استفدنا كثيرا من هذه الدورة وأتمنى أن تستمر لفترة أطول.. فهي إلى جانب المهارات والمعارف التي تعلمناها !! تشعرنا بأننا جزء من هذا المجتمع. ( رشاد عوض محمد ) - كهرباء تمديدات- قال: الحقيقة استفدنا كثيراً من هذه الدورة وتعلمنا أشياء لم نكن على علم أو دراية بها وحتماً ستساعد كل من سيكتب الله له الخروج من السجن في العمل وكسب الرزق والاعتماد على النفس وكل ما أرجوه من القائمين على الدورة هو إطالة الفترة أو إقامة بعض الدورات المشابهة لما لذلك من أهمية. ( منصور حسين سالم ) - ميكانيكا سيارات - قال : طبعا أنا سعيد أن الله كتب لي المشاركة في الدورة التي ولاشك استفدت منها كثيرا وتعلمت بعض الأمور المتعلقة بميكانيكا السيارات وأتمنى من الله ان تتاح لي الفرصة كي أطبق ما درسته وتعلمته على ارض الواقع وأتمنى إقامة دورات مشابهة لأنها وللأمانة أخرجتنا من جو الكآبة الذي نشعر به في السجن وجعلتنا كمن هو حرا طليقا ونشكر الإخوة القائمين على الدورة وأيضا مدير الأمن والمسئولين عن السجن ( أم عقيل لطهف ) - خياطة وتطريز - قالت : أنا والحمد لله استفدت كثيراً من هذه الدورة التي تعلمت من خلالها فن الخياطة ، وهي المرة الأولى التي أتعامل فيها مكينة خياطة والفضل بعد الله في ذلك للإخوة القائمين على الدورة وأيضاً مصلحة السجون والمدربات اللاتي لم يقصرن في تعليمنا وأجدها فرصة لأشكر الجميع ومن خلالكم أوجه الدعوة لكل المسئولين لتمديد أيام الدورة.. فهي إلى جانب ما تعلمناه منها كانت مساحة فرح ضد الألم الذي نشعر به داخل السجن.. فالشكر للجميع. ( فاطمة سعيد محمد ) -خياطة وتطريز- قالت : فرحتنا بإقامة هذه الدورة لا توصف وسعادتنا دون شك كبيرة ونشعر أنها أخرجتنا قليلا من جو الكآبة والحزن الذي نشعر به داخل السجن واستفادتنا كبيرة.. حيث تعلمنا فن الخياطة في فترة بسيطة ونتمنى استمرارية الدورة لفترة أطول كي تكون الاستفادة أكبر والفائدة أعم. ( أمون ناصر ورقية محمد ) - خياطة وتطريز - قالتا : طبعا استفدنا كثيرا من الدورة وتعلمنا أشياء مفيدة ونسأل الله تعالى أن تتاح لنا الفرصة مجددا كي نطبق ما تعلمناه على ارض الواقع ونكون نساء سويات يكسبن الرزق الحلال من كدهن وعرقهن وكلمتنا الأخيرة هي أننا نتمنى استمرارية الدورة التي أوشكت على النهاية لفترة أطول. ( حسينة ناصر سالم ) - مدربه - قالت : عندما طلب مني الإخوة في مكتب التعليم الفني والتدريب المهني المشاركة في الدورة كمدربة للسجينات لم أتردد لحظة رغم أن الدخول إلى السجن بالنسبة لي كفتاة كان صعباً لكنني لبيت النداء لإيماني أن السجينات بشر وجزء من المجتمع الذي لايجب إغفاله أو تجاهله أو إلغاء وجوده حتى وإن أخطأوا ، وسعادتي اليوم أكبر لان مستوى الاستيعاب والفهم لدى السجينات أكبر بكثير مما توقعت، بل إن تفوقهن على قريناتهن في دورات سابقة خارج السجن كان واضحاً وجلياً وعلى هذا الأساس أرجو أن تقام لهن دورات أخرى مشابهة حتى تكون الاستفادة اشمل . ( العقيد علي محمد يحيى ) نائب مدير السجن- قال: طبعا نحن حرصنا مع الإخوة في قيادة الأمن بالمديرية والمحافظة وأيضاً الأخوة في مكتب التعليم الفني والتدريب على إتاحة الفرصة أمام المساجين كي يتعلموا ويستفيدوا من مثل هذه الدورات التي تساعد الكثيرين على العمل والكسب الحلال بعد خروجه، كما إننا نعتبر السجن ( أصلاحية ) تعمل على تقويم السجين وتعلمه الأشياء المفيدة وتبعده عن كل ما هو ضار في حياته ونأمل من المشاركين في السجن أن يطبقوا ما تعلموه على ارض الواقع بعد خروجهم ويصبحوا عناصر فاعله تفيد وتستفيد. ( اسكندر باشريمة ) - مدير إدارة سوق العمل والقطاع الخاص- قال :
هذه الدورة وغيرها من الدورات نتاج تخطيط مسبق وتفاعل ايجابي مع قطاع واسع من الشباب الذي تقع علينا مسئولية تعليمهم وتدريبهم على المهن التي تساعدهم على العمل وتفتح أمامهم أبواب الرزق وتغنيهم عن الحاجة والسؤال ،، ولأن السجناء أو المحكوم عليهم بشر وجزء من المجتمع أرتأينا إقامة هذه الدورة داخل السجن حتى نتيح لهم فرصة تعلم بعض المهارات والفنون في مجالات هندسة السيارات والكهرباء والتمديدات وأيضا الخياطة والتطريز بالنسبة للسجينات التي ستساعدهم على العمل بعد الخروج عن شاء الله على اعتبار أن المخطئ يجب ألا يعاقب طول عمره أو أن يترك عرضة للفراغ حتى لا يدفعه ذلك لاقتراف الجريمة مجدداً ، وفي تصوري مثل هذه الدورات بالنسبة للمساجين تعد ( سبيل ) لاستقبال حياة جديدة. ( عوض محمد عبادي ) مدير مكتب التعليم والتدريب المهني- قال: لقد حرصنا في مكتب التعليم والتدريب في المحافظة على إقامة هذه الدورة في السجن المركزي بعاصمة المحافظة أيمانا منا بأهمية إعادة تأهيل السجين وتدريبه، بل ودمجه في المجتمع لأنهم في كل الأحوال مواطنون لهم ما للآخرين من حقوق.. وأضاف : بالتأكيد هي خطوة توفر انطلاقة جديدة بالنسبة للسجين وهي في ذات الوقت نقلة حضارية في سبيل تنمية المجتمع وتتوافق تماما مع برنامج فخامة الأخ رئيس الجمهورية المشير/ علي عبدالله صالح، الذي دعا إلى الاهتمام بالشباب وتنمية مداركهم.. وأردف هناك العديد من الدورات المقامة حاليا في مجالات السكرتارية والمخازن لموظفي الدوائر الحكومية والمعاهد المهنية ، ودورة في مجال كشف الميول المهني لطلاب المدارس وسوق العمل للشباب وكذلك دورة في طرق التدريس باستخدام الوسائل التعليمية ل "22" معلماً من الموظفين الجدد، بالإضافة إلى دورة في كهرباء وميكانيكا السيارات للشباب العاطلين عن العمل وغيرها . وفي معرض رده حول مطالب السجناء بتمديد الدورة التي أوشكت على الانتهاء ، قال : سنعمل تقييماً للدورة وسنتناقش مع المهتمين بالأمر جدوى قيام دورة أخرى ويبقى لكل حدث حديث.