احتشد الآلاف في مسيرة يوم "الغضب" من أبناء محافظة عدن عصر أمس في ساحة التغيير بمديرية المنصورة رافعين صور الشهداء الذين سقطوا في التظاهرات الاحتجاجية المطالبة بتغير النظام. وقد جابت المسيرة التي شارك فيها العديد من الشخصيات الاجتماعية ومنظمات المجتمع المدني شوارع مديريتي المنصورة والشيخ عثمان للمطالبة بتغيير السلطة ومن ثم التجمع في ساحة التغيير بمحطة النقل "الرويشان"، حيث تم في الساحة بث الأناشيد والأغاني الثورية الحماسية وأكد الجميع بأن هدفهم هو تغيير النظام. كما قام أيضاً شباب التغيير في مديرتي صيرة والمعلا بالتظاهر ونصب خيام الاعتصام فيها حتى تتحقق مطالبهم الذين يسعون لها بالتغيير. وفي ظل مسيرة يوم الغضب لم تتدخل الأجهزة الأمنية لتفريقها كونها سلمية ولم يتخللها أي أعمال شغب أو فوضى مثل التظاهرات السابقة. وكانت محافظة عدن قد خلت شوارعها صباح أمس من المارة وأغلقت الجامعات والمرافق الحكومية وبعض المحلات التجارية تحسباً لأي أعمال فوضى قد تشهدها المحافظة جراء التظاهرة. إلى ذلك استنكر جميع أبناء محافظة عدن الإجراءات الأمنية المفروضة على مديريات المحافظة ومنع تنقل المواطنين من مديرية لأخرى جراء قطع الطرقات من قبل الأجهزة الأمنية بالمحافظة. وطالبوا قيادة المحافظة بضرورة فتح الطرقات العامة حتى يتم تنقل المواطنين من مديرية لأخرى بيسر وسلام. وفي محافظة تعز رفع المعتصمون في ساحة الحرية مئات اللافتات واللوحات الكرتونية التي توصي بإصرار الشباب على مواصلة اعتصامهم في الساحة حتى تتحقق كافة مطالبهم بتغيير النظام. وفي التظاهرة التي شارك فيها أكثر من مائتي شخص ألقيت عدد من الكلمات الحماسية تطرقت في مجملها إلى الألق الثوري الذي تعيشه محافظة تعز وما مثلته ساحة الحرية من رمز نضالي لأبناء المحافظة الذين اتبعوا الطرق السلمية للمطالبة بحقوقهم الدستورية. وعلى صعيد متصل ولليوم التاسع عشر على التوالي واصل الآلاف من الشباب اعتصامهم في ساحة الحرية للمطالب ذاتها التي شيدت من أجلها ساحة الحرية.. وقد أشهر الشباب المركز الإعلامي "أرحل" لتعزيز الدور الإعلامي القادر على عكس التوقعات والمسارات لشباب الثورة اليمنية.. وفي خطوة فريدة قدم "16" أكاديمياً من أساتذة جامعة تعز استقالتهم من عضوية الحزب الحاكم التي تأتي من قناعاتهم الشخصية واعتراضهم على القمع الذي تمارسه السلطة ضد المعتصمين سلمياً في مختلف محافظات الجمهورية.. وعلى صعيد آخر احتشد الآلاف من أبناء تعز في ميدان الشهداء تأييداً لمبادرة الرئيس المقدمة إلى مجلسي النواب والشورى. وتأتي هذه الاعتصامات والمظاهرات التي شهدتها محافظتا تعزوعدن كواحدة من الاعتصامات والمظاهرات التي شهدتها مختلف محافظات الجمهورية تحت مسمى "يوم الغضب"، التي دعت إليها أحزاب اللقاء المشترك تضامناً مع أسر الشهداء والجرحى الذين سقطوا برصاص الأمن خلال مشاركتهم في الاعتصامات والمظاهرات السلمية التي شهدتها عدد من مديريات محافظة عدن، وكذا تضامناً مع من سقطوا من شهداء وجرحى في تعز وصنعاء.