قُتل 14 شخصاً، بينهم طفل وتسعة جنود، وأصيب 40 بجروح، في انفجار وقع صباح أمس الأربعاء قرب حافلة ركاب في طرابلس شمال لبنان. ووقع الاعتداء قبل ساعات من زيارة يقوم بها الرئيس اللبناني ميشال سليمان الى دمشق، في أول زيارة من نوعها لرئيسلبناني منذ انسحاب الجيش السوري من لبنان في 2005. ووقع الانفجار قريبا من حي باب التبانة الذي شهد مواجهات مسلحة متقطعة منذ مايو، وأدت منذ يونيو الى مقتل 23 شخصا. وقبل توجهه إلى سوريا جوّاً أمس الأربعاء أدان الرئيس اللبناني "الجريمة الإرهابية"، وقالت المديرية العامة لرئاسة الجمهورية في بيان ان سليمان "يدين الجريمة الإرهابية التي وقعت في طرابلس وحصدت عددا من الشهداء الأبرياء من عسكريين ومدنيين وروعت الآمنين في منازلهم أو في طريقهم إلى أعمالهم". وقال ان "الجيش اللبناني والقوى الأمنية لن تخضع لمحاولات إرهابها بالاعتداءات والجرائم التي تطاول المجتمع المدني". و"دعا الأجهزة المعنية إلى تكثيف العمل للإسراع في كشف الجناة ومنعهم من التمادي في غيهم". كذلك أدانت سوريا "بشدة" عملية التفجير، وقال مصدر رسمي في وزارة الخارجية السورية في تصريح إن سوريا "تدين بشدة العمل الإجرامي المروع" الذي وقع في طرابلس و"ذهب ضحيته عدد كبير من المواطنين الأبرياء"، مؤكدا "تضامن سوريا مع لبنان الشقيق في مواجهة كل الأيدي التي تعبث بأمنه واستقراره". ووقع الانفجار في شارع المصارف في وسط طرابلس، بالقرب من حافلة تقل بين ركابها جنودا. وقال مسؤول امني رافضا الكشف عن اسمه ان "طفلا في الثامنة من العمر يعمل ماسح احذية قرب موقع الانفجار توفي في المستشفى متأثرا بجروحه"، مضيفاً أن "بين القتلى 9 جنود". وشوهدت أشلاء جثث تطايرت نتيجة قوة الانفجار إلى أسطح الأبنية المجاورة. وقال المسؤول الأمني ان المعلومات الأولية تشير الى ان "الانفجار ناتج عن 20 كيلوغراما من المواد المتفجرة"، مضيفا "لم يتبين بعد ما اذا كان تم التفجير عن بعد أو بواسطة جهاز توقت". ووقع الانفجار في شارع تجاري في طرابلس على بعد حوالي 1. 5 كلم عن حي باب التبانة الذي شهد مواجهات مسلحة متقطعة منذ مايو، وأدت منذ يونيو الى مقتل 23 شخصا. يأتي الانفجار غداة منح المجلس النيابي اللبناني الثقة لحكومة الوحدة الوطنية اللبنانية برئاسة فؤاد السنيورة التي تشكلت في 11 يوليو. وهي الحكومة الأولى بعد أزمة سياسية طويلة أدت في مايو الى مواجهات عنيفة بين أنصار لمعارضة وأنصار الأكثرية أوقعت 65 قتيلا وكادت تثير حربا أهلية جديدة في لبنان.