بينما تؤكد السلطات الإيرانية أن الوضع في البلاد مختلف عما يحدث في البلدان العربية، وأنها تسيطر على الاحتجاجات وعلى زعماء المعارضة.. ينساب أنصار المعارضة الإيرانية إلى الشوارع مطالبين بالكشف عن مصير زعيمَي المعارضة مير حسين موسوي، ومهدي كروبي بعد تواتر أنباء حول اعتقالهما بهدف وأد الاحتجاجات. حيث نقل موقع " موج سبز " عن أسرة كروبي إنه والدها اختفى في الوقت الذي كان يستعد فيه أنصار المعارضة للتظاهر في طهران وعدد من المدن الأخرى, فيما تشير جميع القرائن إلى عدم وجوده وزوجته في منزله الذي كان يعيش فيه تحت الإقامة الجبرية منذ منتصف الشهر الماضي. وبحسب الموقع فإن المظاهرات اندلعت في إيران من جديد عقب إعلان الموقع الإلكتروني التابع لزعيمي المعارضة موسوي وكروبي وزوجتيهما, ووضعهم تحت الإقامة الجبرية الأسبوع الماضي، قبل إيقافهم ونقلهم إلى سجن حشمتيه في طهران. ونظراً للتعتيم الإعلامي على ما يحدث داخل إيران، وعدم السماح لوسائل الإعلام الأجنبية بتغطية التظاهرات, كانت كل المعلومات تصل عبر المواقع الإلكترونية، وخاصة مواقع المعارضة, التي أفاد أحدها أن أعداداً هائلة من قوات الأمن الإيرانية انتشرت في الشوارع الرئيسية وبعض الميادين في طهران منذ الصباح الباكر لمنع تجمع أنصار المعارضة. وحسبما ذكرت هذه المواقع الإلكترونية, فإن قوات الأمن الإيرانية قامت بإطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع، وشنت حملات اعتقال واسعة مستخدمة العنف ضد المتظاهرين، الذين تجمعوا حول جامعة طهران وساحة ازادي الكبرى, وهم يهتفون (الموت للدكتاتور). أما الإعلام الرسمي الإيراني (وكالة أنباء فارس) فقد نفى إيداع كروبي وموسوي السجن، نقلاً عن مصدر قضائي لم يكشف عن هويته, كما نفى القضاء الإيراني رسمياً أن يكون زعيماً المعارضة تم الزج بهما في السجن, حيث صرح المدعى العام غلام حسين الناطق باسم السلطة القضائية أن المعلومات التي تناقلتها بعض وسائل إعلام العدو حسب قوله حول نقل موسوي وكروبي إلى سجن حشمتيه بطهران غير صحيحة. يُذكر أن الزعيمين السابقين وُجه إليهما اتهامًا رسميًا بأنهما (خائنان) للنظام، عقب دعوتهما إلى تظاهرات ، للمرة الأولى منذ عام، في العديد من مدن إيران. وفي ذات السياق, انتقدت عدة عواصم غربية تلك الإجراءات تجاه معارضي النظام الإيراني، ولا سيما كروبي وموسوي اللذين صارا رمزين للمعارضة الإيرانية عقب الأحداث الهامة التي وقعت بعد انتخابات الرئاسة عام 2009. حيث اعتبرت الولاياتالمتحدة اعتقال موسوي وكروبي غير مقبول, فيما دعت فرنسا وألمانيا إلى إطلاق سراحهما بل وتمكينهما من الاتصال بأسرهما, كما حذر رئيس البرلمان الأوروبي يرزي بوزيك إلحاق الأذى بأي من ممثلي المعارضة الديمقراطية في إيران, وقد رد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية على هذه التصريحات بأن هذا شأن داخلي يشار إلى أن ما يحدث في منطقة الشرق الأوسط, من ثورات, تهدف إلى القضاء على الاستبداد السياسي وعصمة السلطة يعتبر شيئاً جديداً ومفاجئاً لوعي شعوب المنطقة، ومن المتوقع في الوقت القريب اشتعال ثورة في طهران، ضد النظام الاستبدادي الذي لا يختلف عن غيره من الأنظمة العربية، في استعمال نفس أدوات القمع وتكميم الأفواه والاعتقال ونشر الظلم وسلب الحقوق.