نفى الرئيس اليمني علي عبدالله صالح أن "يكون قد حضر اجتماع أمس السبت في منزل نائب الرئيس اليمني، مشيراً إلى أنَّ هذا اللقاء حصل أمس الأول في منزل نائب الرئيس حضره "اللقاء المشترك" واللواء/ علي الأحمر في حضور السفير الأميركي، وتركز حول كيفية الخروج من الأزمة الحالية. وفي حديث لقناة "العربية"، أكد الرئيس "التمسك بالحوار"، معتبراً أنَّه "كلما تقدمت السلطة بمبادرة ارتفع سقف مطالب المعارضة، التي تريد رحيل السلطة حتى لو استلمها الجن، فهي ترفض تسليمها للبرلمان أو لمؤسسة أخرى وهذه انفعالات غير سوية وغير سليمة وتقود إلى المجهول، وقال: لا مشكلة في تسليم السلطة ولكن السؤال لمن تسلم هذه السلطة؟ فلن نسلم السلطة للفوضى، وأنا أريد تسليمها للشعب لأنني مؤتمن على مصلحة الشعب. وتابع صالح في السياق نفسه: غير معقول أن تلوي أقلية في أي مجتمع ذراع الأكثرية، فمظاهرة أمس الأول التي أيدت النظام كان استفتاءً حقيقياً على الشرعية -حد قوله، مؤكداً أنَّ السلطة مع مطالب الشباب وليست ضدها، فالمعارضة تريد أن تركب موجة الشباب، إنما لا مشكلة للسلطة مع الشباب ومطالبهم وهي على تحاور معهم. وأكد صالح أن في اليمن تعددية سياسية، رأى أن المشاريع الماركسية والقومية فشلت في هذا البلد، معتبراً أنَّ العالم الخارجي يبحث عن المشروع الإسلامي الذي سيكون أكثر طوعاً للخارج، لأنه لدى الإسلاميين نزعة للتمسك بالسلطة من دون برنامج، والإسلاميون يركبون اليوم موجة الثورات في الوطن العربي، وقال: تنظيم القاعدة تم تفريخه من هذه الحركات الإسلامية، موضحاً أنَّ في مقدمة المعارضة اليمنية الأخوان المسلمين، الذين يشكلون الرقم الرئيسي في المعارضة ويستميتون للوصول إلى السلطة. وقال صالح: أنا رئيس للمؤتمر الشعبي العام، ولا يحق للمشترك أو لغيره الحديث عن حقوقي كمواطن، أنا سأتفرغ لرئاسة المؤتمر وسأعمل في المعارضة، وعن إن كان يسعى للحصول على ضمانات لو ترك الرئاسة قال: أنا سأضمن نفسي. وهاجم الرئيس فرقاء اللقاء المشترك، بأن الاشتراكي اشترط الوحدة الاندماجية في محاولة لالتهامنا قبل فشله، والإخوان المسلمين: اخرجوا كل كروتهم، ويحاولون القيام بمهام للقوى الخارجية التي تريد اليوم بديلاً عن الشيوعية والقومية التي فشلت، فتسعى الآن لإيصال البلدان إلى أيدي الأخوان المسلمين، الذين منهم أتت القاعدة، واليهم ينتمي أسامه بن لادن. وقال: العالم العربي كله خائف من الأخوان، وفي مصر رغم رحيل مبارك فإن المجتمع هناك متخوف من أن تصل السلطة ليد الأخوان، وفي اليمن الشعب خائف منهم. وأكد صالح أنَّه في حال اختار الشعب ديمقراطياً أي طرف فليحكم، وسيكون مرحباً بذلك، مديناً من جهة ثانية أحداث يوم الجمعة الماضي، التي كانت من فعل المعارضة، ونافياً أن يكون الأمن اليمني ضالعاً في هذه الأحداث التي حصلت. إلى ذلك، قال صالح عمن انشق عن النظام في اليمن هم جزء من الأخوان المسلمين، موضحاً أنَّ حديثه مع اللواء/ علي محسن الأحمر الذي تداوله الإعلام، كان دردشة عبر الهاتف، وأضاف: قلت له إذا سنكون سبباً في إراقة الدماء فلنترك السلطة، نافياً أنَّ يكون هناك مساومة مع الأحمر على ترك الرئاسة مقابل تركه لموقعه. إلى ذلك، حذر صالح من أنَّ اليمن قنبلة موقوتة، وإذا لم يعمل اليمنيون ومعهم الدول الصديقة والشقيقة على رأب الصدع، فستكون هناك حرب أهلية طاحنة، وقد يصل اليمن إلى مرحلة التقسيم والصوملة نتيجة التمترس، موضحاً أنَّ اليمن مجتمع قبلي. وأبدى صالح استعداده للتعاون مع أي وساطة سواء كانت خليجية عربية أو أوروبية تكون شاهدة الحوار بين الأطراف اليمنية، مضيفاً: إذا كنا شطرين في الماضي، فالآن سنخرج أربعة أشطار. واعترف رئيس الجمهورية بتأثير أحداث الجمعة بصنعاء، مكرراً نفيه أن يكون للأمن أو الجيش أي علاقة بها، لافتاً إلى أن النيابة قد اعتقلت متهمين وتستكمل تحقيقاتها بشأن البقية.