نظمت أمس بصنعاء مؤسسة إعمار المساجد الخيرية بالتعاون مع وزارة الأوقاف والإرشاد الدورة الرابعة والعشرون لخطباء ومرشدي مساجد الجمهورية تحت شعار "معاً نحو الوسطية والاعتدال"، وفي حفل الإفتتاح الذي بدأ بآي من الذكر الحكيم ألقىوزير الأوقاف والإرشاد القاضي/ حمود عبدالحميد الهتار كلمة بين فيها أهمية الرسالة التي يؤديها المسجد في معالجة الكثير من القضايا الاجتماعية والفكرية خاصة المتعلقة بالجوانب الروحية منوهاً بأن رسالة المسجد لا تكتمل إلا باستيعاب الخطباء والوعاظ لأهداف الرسالة التي يحملونها. مشيراً إلى أن من نعم الله علينا معشر المسلمين أن جعل لنا مرجعية ثابتة لا تتبدل بتبدل الأشخاص أو الأهواء أو المصالح والأمزجة ذلك أنها مرجعية نصوص وليست مرجعية أشخاص مستشهداً بقول الله عز وجل "يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول"، وقال الهتار: لا قداسة ولا عصمة عندنا للأشخاص، بل القداسة للقرآن والسنة موضحاً أنَّ من متطلبات المرحلة وما تقتضيه المصلحة الوطنية تجنيب المساجد مغبة الصراعات الحزبية والسياسية حفاظاً على هيبتها ووقارها خصوصاً وأننا مقبلون على انتخابات برلمانية. وأضاف الهتار: ولقد خاطبنا جميع الأحزاب والتنظيمات السياسية والخطباء المنتمين إليها بضرورة النأي بالمساجد عن المماحكات والصراعات الحزبية والسياسية وفي حال ثبتت مخالفة أحد الخطباء لتوجيهات وزارة الأوقاف سنتخذ بحقه الإجراءات اللازمة. وأضاف: إن التعاون القائم بيننا وبين مؤسسة إعمار المساجد قائم على البر والتقوى، وفي الدورة التي يشارك فيها أكثر من "700" خطيب وواعظ من مختلف محافظات الجمهورية وتستمر خلال الفترة من ال "16-19" من الشهر الجاري كشف الهتار عن اعتزام وزارة الأوقاف إعداد خطة تتعلق بالعمل الدعوي ذلك أننا في عصر يستلزم أن نخطط أعمالنا وتشتمل هذه الخطة على أن يكون لكل خطيب خطته في إطار الوحدة الإدارية التي ينبغي أن يكون لها خطة في إطار المحافظة التي تتبعها ويكون للمحافظة خطتها في إطار الخطة العامة للتوجيه والإرشاد لوزارة الأوقاف والإرشاد ذلك أن الخطط إنما تبنى على دراسة دقيقة للواقع وتشخيص مشكلاته. وتابع الهتار قائلاً: والخطيب بحاجة إلى تشخيص المشكلات التي تعاني منها المنطقة التي يقيم فيها ولا يقل هذا التشخيص في أهميته عن التشخيص الذي يجريه الطبيب لمريضه غير أن الطبيب معني بأمراض الجسد والخطيب معني بأمراض القلوب والنفوس، لذلك على الخطيب أن يشخص واقعه من خلال وضع خطة مسبقة لعمله الدعوي تتمثل في العمل على رفع مستواه العلمي والمعرفي، وإتقان كيفية مخاطبة المدعوين. لافتاً إلى أن هناك مشكلتان رئيسيتان يعاني منها الخطاب الدعوي في بلادنا تلك المشكلتان هما الجفاف الروحي الذي أصاب بعض الخطباء والمرشدين إذ لا وعظ إلا من متعظ، وعلى الواعظ مطابقة القول بالعمل أما المشكلة الثانية فتتمثل - بحسب الهتار - في عدم الإعداد والتحضير للخطبة سلفاً، وكثير من الخطباء لا يحددون موضوع الخطبة إلا عند صعودهم إلى المنبر ولذلك تجده متنقلاً من وادٍ إلى واد ومن شعب إلى آخر وكثيراً ما تقع الأخطاء ويبتعد الخطيب عن استحضار الأدلة من الكتاب والسنة ونتيجة لهذا يكون التكرار الممل هو السائد في الخطبة. وأوضح الهتار: إن إطالة الخطبة ناتج أيضاً عن عدم التحضير والإعداد للخطبة وأشار إلى أن إطالة الخطبة أكثر من خمسة عشرة دقيقة لا مبرر له سوى عدم الإعداد والتحضير. منوهاً إلى أنه ينبغي على الخطيب في هذا العصر إتقان فنين من الفنون إضافة إلى العلوم الأخرى هذين المعلمين هما: فن إيصال المعلومة إلى ذهن السامع بطريقة سهلة وشيقة من التأني في التعامل مع الآخر. وأكد الهتار على أهمية الإخلاص لله من قبل الخطيب وقال نحن في أمس الحاجة إلى الخطيب المخلص، الواعظ المصلح، المتعظ والمتمكن، وحث في ختام كلمته الخطباء والمرشدين بأن يحثوا الناس على الالتزام بكتاب الله وسنة رسوله والعمل بهما. من جهته أكد الشيخ/ خالد نصار - رئيس مؤسسة إعمار المساجد - على أهمية إقامة مثل هذه الدورات للخطباء والمرشدين التي تتناول برامجها محاور عقدية وفقهية وعلمية وتربوية وروحية وتزكوية يحتاج إليها كل خطيب. مشيراً إلى: أن المؤسسة أخذت على عاتقها عمارة بيوت الله تبارك وتعالى حسياً ومعنوياً ويتجسد الأعمار المعنوي في إقامة مثل هذه الدورات التي يستضاف لها كبار علماء الأمة في داخل اليمن وخارجه وكل ذلك يأتي نابعاً من إيمان المؤسسة بأهمية رسالتها الدعوية منذ تأسيسها في العام 2002م. وأضاف: وثمة أهداف سامية تتبناها المؤسسة لترقى بالخطباء وقد ترجمت في طياته الكثير من البرامج والمهارات تهدف إلى تحسين أداء الخطباء لديهم القدرة على الإلقاء والتأثير وتفعيل دور الخطباء بما يعود على مجتمعاتهم بالخير والصلاح. وقال: إن مؤسسة أعمار المساجد ما هي إلا لبنة من تلك اللبنات التي تسعى نحو الوفاق وتعميق الوحدة الوطنية بشتى الوسائل والطرق، وطريق الوفاق والوحدة بحاجة إلى مزيد من الاعتدال والوسطية لذا كان شعار هذه الدورة "معاً نحو الوسطية والاعتدال" لنكون فريقاً واحداً ذو فكر ناضج معتدل ووسطي بعيداً عن مهاوي الإفراط والتفريط. هذا وقد ألقيت من قبل الشيخ/ حسن عبدالله الشيخ - وكيل وزارة الأوقاف لقطاع الحج والعمرة، والدكتور/ محمد عبدالعزيز الخضيري نائب رئيس المنتدى الإسلامي في السعودية، والدكتور/ عبدالوهاب الديلمي، والشيخ/ محمد موسى العامري - وركزت جميعها على آداب وفنون الخطابة التي يجب أن يتقنها كل خطيب.