نصار: رسالتنا رسالة خير ومحبة ووفاق والارتقاء بالخطيب هدفنا الأول المقطري: الخطباء صمام أمان المجتمع ونحن بحاجة إلى خطباء يحترمون منابرهم الكحلاني: واجب الخطباء والمرشدين إصلاح المجتمع وإزالة لوثات التطرف والغلو اختتمت أمس بصنعاء دورة زاد الخطيب والداعية الرابعة والعشرون التي أقامتها مؤسسة إعمار المساجد بالتعاون مع وزارة الأوقاف والإرشاد، وشارك فيها نحو "700" خطيب وواعظ في إطار جهود المؤسسة لرفع الوعي بين الخطباء والدعاة وتأهيلهم للقيام بواجبهم تجاه مجتمعهم وأمتهم، وفي حفل الاختتام ألقى الشيخ/ خالد عبدالله نصار - رئيس مؤسسة إعمار المساجد - كلمة بيَّن فيها حاجة المسلمين اليوم إلى عودة صادقة للكتاب والسنة والعمل بهما، مشيراً إلى أن من صفات الخطيب الرباني أنه نور يمشي على الأرض، وذلك بما يجسده من أخلاق وصفات حميدة تجعل من حياته جانباً مشرقاً. وأضاف: ولقد كان لزاماً علينا في مؤسسة إعمار المساجد أن نسعى إسهاماً منا لرفع خبرات ومهارات الخطيب، لا سيما أن رسالتنا رسالة الخير والمحبة والوفاق والدعوة إلى الوفاق والوحدة بين المسلمين الأمر الذي أوجب علينا أن نعطي الخطيب جل اهتمامنا كونه يمثل الركيزة الأولى والأساس الأول في المجتمع؛ لأنه ومن خلاله نصل إلى تحقيق الأهداف المنشودة ذلك أنه ينير الطريق، وينقي القلوب من الأوهام، ويرسخ الإيمان فيها، ويزيل اللبس عن الأفهام، فيتحرر أخوه الإنسان من كل القيود البشرية ويخلص لربه المعبود في كل حالاته. مؤكداً أن مؤسسة إعمار المساجد آلت على نفسها أن تضع الخطيب مركز اهتمامها الأول، ولهذا فقد رسمت الخطط وأعدت البرامج التي تزيد من خبراته وقدراته المهاراتية والعلمية وذلك من خلال تبني المؤسسة مشروع زاد الخطيب الذي أقيمت منه "23" دورة شارك فيها ما يزيد على "190" عالماً وداعية من داخل اليمن وخارجه. وتأتي هذه الدورة الرابعة والعشرون لتكون ضمن إسهامات المؤسسة في الرقي بالخطباء والمرشدين، وقد شارك فيها بحسب نصار "15" عالماً من داخل اليمن وخارجه، وألقيت خلالها العديد من المحاضرات والدروس والبرامج المفيدة بإجمالي ثلاثة عشرة محاضرة وثلاث ندوات. من جانبه ألقى الشيخ/ عقيل المقطري - أمين عام جمعية الحكمة العلمية - كلمة أشاد فيها بالجهود التي تبذلها مؤسسة إعمار المساجد الخيرية في سبيل الارتقاء بالخطباء والوعاظ وتحسين أدائهم باعتبارهم صمام أمان المجتمع وخلاصته. وأضاف: إن هذه الدورات تعلم الناس أحكام الإسلام وتعاليمه من خلال هؤلاء الخطباء الذين لا تستثني دورات زاد الخطيب أياً منهم. وشد المقطري على أيدي القائمين على المؤسسة في الاستمرار في جهودهم الخيرة مطالباً إياهم بأن يقوموا بغربلة للخطباء على مستوى الجمهورية يتم انتقاء مجموعة منهم ويتم تأهيلهم بحيث يستطيعون الارتقاء بخطابهم التوعوي الدعوي، فيؤدون دورهم على أجمل وجه وأكمله، ويكونون مؤثرين في المجتمع خصوصاً وأننا بحاجة ماسة لمثل هؤلاء الخطباء الذين يحترمون أنفسهم والمنابر التي يصعدون عليها والمساجد التي يأمونها وذلك حتى لا تكون مواضيع الخطب التي يتم تناولها هامشية وغير مؤثرة وهذا ما جعل - بحسب المقطري - معظم المساجد لا تمتلئ بروادها إلا قبيل أن ينهي الخطيب خطبته، ودعا المقطري - الخطباء إلى إتقان إعداد الخطبة وحسن إنتقاء الموضوع ومناقشته وتفكيكه بأسلوب يليق بالسامعين ويحترم عقولهم على اعتبار أن الجمعة مؤتمراً أسبوعياً ولا بد أن يكون الاستعداد له مواكباً لحجم الأحداث والمتغيرات التي حدثت خلاله. ذلك أن بناء المساجد لا يقتصر على تشييد جدرانها بل إعمارها يشمل تأهيل الخطباء والمرشدين الذين يستطيعون إذا ما أتقنوا فنون الخطابة والإلقاء والتأثير تعميرها بروادها، وهذه هي الخدمة الأكبر وهذا ما قامت به مؤسسة إعمار المساجد. هذا وكان العميد/ علي محمد الكحلاني مدير عام المؤسسة الاقتصادية اليمنية قد ألقى كلمة أشاد فيها بدور مؤسسة إعمار المساجد وما تقوم به من تأهيل وإعداد الخطباء، مؤكداً بأن التزام الخطيب بمنهج الوسطية والاعتدال في خطابه الدعوي التوعوي أمر في غاية الأهمية. مشيراً إلى أهمية الدور الذي يجب أن يؤديه المسجد في معالجة لوثات التطرف والغلو والتشدد التي أصابت بعض الشباب فذهبوا ضحية لأفكار شاذة ومعتقدات مضللة تأخر الخطباء والمرشدين في تصحيحها وعليهم أن يؤدوا دورهم في كافة المجالات من خلال خطاب دعوي إرشادي يجعل مصلحة الوطن العليا أولى اهتماماته بعيداً عن دعوات الشقاق والفرقة والنيل من الثوابت الوطنية والمسلمات الشرعية التي حث الإسلام على الحفاظ عليها والدفاع عنها. هذا وقد تم في ختام الحفل تكريم "700" خطيب وواعظ وذلك بمنحهم الشهادات التقديرية وحقيبة زاد الخطيب التي تحوي "100" كتاب. الجدير ذكره أن العميد الكحلاني كان قد أعلن عن منح الخطباء عن طريق مؤسسة إعمار المساجد تخفيض في أسعار الحاسوب ما نسبته "25%".